حلم

329 28 34
                                    

إهداء/

إلى كل من تسبب في عرقلتي، سأصل بإذن الله رغم أنفك.

كلمة الكاتبة/

من لديه حلم ولم يسعَ لتحقيقه، كمن لديه ابن ولم يسعَ لتأديبه؛ كلاهما سيندم!

المقدمة/

"ألا ليت ما تلا ليت أجيب!"
جملة كتبتها وأنا عاجزة عن التعبير عما يعتمل في داخلي بخصوص حلمي، فخرجت بمعنى أنني أتمنى أن يتحقق ما أتمنى، فهل يكون؟
تراودنا الأحلام التي لطالما نسعى إليها فتُهيّي لنا بطريقة مميزة، نرانا ونحن على أعتابها، ثم واقعين في منتصف الطريق، وبالنهاية نصل فتتحقق تلك الأحلام؛ إذن فلن نستسلم، فنحن "قد تجاوزنا الألف ميل، ولن تهزمنا الخطوة المتبقية"!

القصة/

"زينب"

"الحلم الذي لا يتحقق يبقى في القلب عِلّة!"

أغلقت الصفحة التي قرأت بها تلك الجملة، فأنا لا أود أبدًا أن يشكل حلمي علة بقلبي ولا أريده أن يثقل كاهلي.
ثوان مرت قبل أن أغلق الهاتف بأكمله لسماعي صوت مفتاح زوجي وقد حضر بصحبة طفلي؛ لحظات شملت بها الصغير بنظرة حب لأستمد قوتي من ضحكاته البريئة، ماذا لو أن الحياة بلُطف ضحكاته وحُلمي!

- زينب!

أفقت على نداء زوجي، ومن نبرته يبدو أنني شردت كثيرًا حتى أنني لم أنتبه لندائه السابق.
رفعت رأسي لأرى ما إن كان يود شيئًا وكانت إجابته سؤالًا عمّا يعتريني لأشرد هكذا، فابتسمت لأرد بهدوء:

=لا شيء يا زوجي العزيز، مجرد أحلام تراودني لن تشغل بالك بها!

أنهيت كلماتي ثم غادرت لأغسل الصحون التي تنتظرني منذ تناولنا الغذاء.

******************
"محمود"

زوجتي وأعلمها جيدًا، لطالما كان حلمها كل حياتها فهي لن تتغير، لست ضدها ولا يضايقني حلمها لكن هناك أولويات، لازالت تدرس بالإضافة لأعمال المنزل وما يخصني والأهم.. صغيرنا عبد الرحمن؛ حلمها بخصوص الكتابة يأخذ الكثير من وقتها و.. وطاقتها، تشغلها مطالعة النصوص وتستهويها قراءة الكتب والروايات، شُعلة في إنهاء القصص وكتابة آراء وملاحظات تخصها وكُتّابها بالإضافة لكتاباتها هي؛ الأمر الذي يجعلها أغلب الأحيان تفقد التركيز من كثرة ما يسكن رأسها الصغير، وأنا أرى هذا كثيرًا على سنوات عمرها العشرين!

*******************
"زينب"

أنهيت ما بيدي ثم تذكرت أمر الورشة التي التحقت بها مؤخرًا لتناقل خبرات الكتابة، ابتسمت وأنا أتذكر هيئة محمود وأنا أخبره عن أحلامي، أثق أنه الآن يفكر أنها سببًا رئيسيًا لفقداني التركيز في الآونة الأخيرة؛ ضربت بيدي على جانب رأسي وأنا أتساءل؛ ماذا لو علم بما أفعله لأحققها؟ أثق أنه حتمًا سيصب جام غضبه عليّ، أعلم أن الدراسة مهمة لكنها بالنسبة لي فهي ليست سوى ورقة عقيمة مسماة بـ "شهادة"، فأنا لا أدرس التخصص الذي يشاركني حلمي، ولن أعمل به كما يصر زوجي الحبيب.
نفضت تلك الأفكار عن رأسي لأتذكر أنني بعد سماع المحاضرة وجدت أن الواجب هو وصف حالتي حينها وبعد ربع ساعة من الوقت الذي سمعتها به، وما أيسره من واجب!
خط قلمي أولى الكلمات التي أصف عن طريقها حالتي إلى أن خرجت بهذا الشكل الذي تقرأونه، قصة قصيرة كما طلب مني أستاذي عن حلم محتواه أن "طريق الألف ميل يبدأ بخُطوة" وأنا لن أبرح حتى أبلغ!

الخاتمة/

تضيق بنا الحياة عندما يهجرنا الجمع الغفير - الذي كان حولنا - مع أولى المواقف الصعبة.
تُرى هل كانواْ حولنا بالفعل أم أن تلك المواقف حُجة مقنعة لتركنا وحدنا نتفادى المعضلات معضلة تلو الأخرى؟!
أترُاهم يأبهون للمعاناة التي لاقيناها؟!
بلى ، إن هؤلاء هم الذين أرادواْ لنا السقوط فتركونا بالمنتصف حيث أن العودة أو التكملة بلا رفيق ما هي إلا موت بالبطئ !
يرغبون بنهاية مأساوية لنا في منتصف صحراء الحياة حيث لا مأوى ولا زاد ولا ماء ، لم يعلمواْ أن الأرض خير سرير ورمالها أنعِم بها من وسادة فكانت مأوانا ، تلك الطيور التي بعث الله بها إلينا لتنضج على النيران التي أشعلناها بالحطب بغرض التدفئة كانت زادنا ، لطالما كانت الصحراء محل المياة الجوفية لتتفجر لنا عيونًا !

"مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ"

إليكم....لقد كان الطريق مُمتعًا بعد رحيلكم، وها نحن على وشك تحقيق الحلم.

شكر خاص/

إلى الكتب التي أكسبتني هذا الأسلوب الذي قرأتموه.
إلى المواقف التي خلَّقت بداخلي تلك الأفكار لأترجمها لحروف.
إلى أعز الناس على قلبي قدوتي الأولى والأخيرة "أمي".
إلى كل من ساعدني على الوصول إلى هنا سواء بكلمة مشجعة جعلتني أقدم أفضل ما عندي ، أو كلمة محبطة جعلتني أسعى لأطور من نفسي حتى أثبت أنني أستحق.
شكرٌا لكم.

تمت.

#قصة_حلم.
#زينب_إسماعيل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 05, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حلم "لن أبرح حتى أبلغ" {وان شوت}💙!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن