بارت 8

898 50 0
                                    

أشارت بيدها عليها مع توسع عيناها بدهشة لتردف بعدم استيعاب وفمها مفتوح بشدة: أنتِ؟! أنتِ؟! هل أنتِ أنجلينا؟! أنتِ؟!


لم تستطع تجميع جملة واحدة فوق بعضها فالتي تقف أمامها هي لكن كيف؟! هي لا تشك بالموضوع صراحة فالذي أخبرتها به لو ماتت أنجلينا فلن تعترف بهذا الأمر لأحد!!! لذلك إنَّها هي!!! لكنَّه لا يزال خيالياً وغير معقول رغم تصديقها!!!


أنجلينا ببرود: أتذكرين تلك الآلة الخياليَّة التي اخترعتها حيثُ أنَّها تنقل للعوالم وما شابه؟!


أومأت ماريَّا باستفهام لها وأردفت بشكل علمي: أجل تلك لم أستطع إصلاحها بتاتاً فهي لم تستجب لأي أمر رغم أنَّها كانت تضيء بشكل طبيعي واليم قررت التعامل معها بجديَّة إمَّا معرفة الخلل بها ومعالجته أو التخلص منها لكنَّها انفجرت فجأة وانطفأت بالكامل!!!


أنجلينا ببرود: حسناً تلك السبب فلقد نقلتني لعالم ظننته خيالي وكان واقعي للأسف ولم أستطع العودة سوى الآن لكنني لا زلت بحسم الفتاة التي انتقلت في جسدها لذلك أين هي التي أخذت جسدي؟!!


ماريَّا بتفكير: هذا يفسر وجودك مغمى عليكِ عند الآلة قبل نصف سنة وعندما استيقظتِ تغيرتِ كلياً قبل أن تسألينني عن هويتي.... ظننتُ في البداية أنَّهُ فقدان ذاكرة خصوصاً مع تأكيدك بتوتر لكن تصرفاتك كانت رقيقة وناعمة بشكل مختلف!!! غير أنكِ قمتِ بالاستقالة من عملك الخفي فور أن علمتِ بأمره ثُــمَّ سلمتني شركاتك بما أنَّني صديقتك كأختك وطلبتِ مني تدبير مكان لك في إحدى الأرياف دون أن يعلم بأمرك أحد مع أخذ مبلغ بسيط من المال.... تباعدنا بشكل ملحوظ عن بعضنا وقلَّت أحاديثنا مع انتقالك لدرجة أنَّكِ لم تعودي تتصلين بي أو تجيبي على مكالماتي وآخر ما أعرفه عنك هو قبل شهرين حيثُ وقعتِ بحب شخص ريفي ذو شعر بني وعيون عسليَّة وعندما استنكرت أمرك وتناقشتُ معك حول أنَّهُ حتى لو فقدتِ الذاكرة فلن تتغير تصرفاتك وتفضيلاتك فأنتِ تحبين الأشخاص ذوي الشعر الأشعر والعيون الملونة لكنَّكِ نفيتي هذا الأمرة وتشاجرتِ معي بأنَّني لستُ صديقتك ثُــمَّ حظرتني وانتهت صداقتنا العظيمة!!!


بكت ماريَّا فجأة من شدة التأثر لتحتضنها وتردف: لكنَّها كانت شخص آخر وأنتِ هي أنتِ!!! أنا لا أصدِّق!!! لقد علمتُ هذا!!! مِنَ المستحيل أن يتغير الشخص ويصبح بتصرفات شخص آخر لكن لم أملك دليل حتى كاميرات المراقبة لم ترصد شيء غريب سوى أنكِ عبثتِ بالأزرار قليلاً وبعدها أدرتِ ظهرك وأغمي عليكِ!!! أوه أنا لا أصدِّق!!!


توقفت عنِ الكلام وتابعت البكاء بقوة بينما أنجلينا ربتت على ظهرها بخفة.... وبعد بضعة دقائق ابتعدت ماريَّا عنها لتمسح دموعها وتردف بابتسامة غير مصدقة: الدليل الأخير تاريخ ميلادنا؟!


أنجلينا: بما أننا لا نعرفه فلقد جعلناه أول يوم من بداية كل سنة جديدة!!!

ماريَّا بفرح: هذا صحيح!!!


عندما تأتي الملاك مِنَ الجحيم ⁽⇣̀✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن