المقدمة (الحب عابر سبيل مجنون)

8 2 0
                                    

"واحة الحب"

الحب هو الغيث الذي التقى مع حبات الرمال وبذور صغيرة مختبأة بينهم في الصحراء القاحلة ليخلق الواحة الخضراء المبهجة..

الحب هو المطر الذي يسقط على قلوبنا المكفهرة فيحيلها جنات صغيرة عامرة بالحياة..

الحب هو بلسم يرطب ويلّين القسوة التي تضعها الحياة عنوة على ملامحنا..

الحب هو شعور لا تفسير له.. ومهما أضفنا له تشبيهات لن نصفه..

فهو عابر سبيل مجنون يريد أن يبيت ليلته عندك دون إبداء أسباب.. 


وأنت عليك أن تختار..

إما أن تثق به وتدعه يدخل.. أو ترتاب منه وتغلق عليك بابك وربما لا تلتقيه مرة أخرى أبدًا..

الحب يطرق بابك.. هل ستفتح له أم ستتوارى خلف الحوائط؟ 


"أروى إدريس"

خمس وعشرون عامًا..

احتفظتُ بالخمس وأسقطتُ البقية على جنبات الطريق..

خريجة كلية التربية وتخصصي في العلوم.. وأعمل كمدرسة للأطفال الأبرياء..

أمي تقول إن داخل رأسي هناك تفاعلات وتجارب.. وعاِلم مخبول يخلط الأشياء بحماس ويضحك بجنون..

آخر العنقود بعد ثلاثة أولاد ذكور يعتبرونني رابعهم.. وتراني أمي صديقتها ورفيقتها في كل شيء..

أما عن أبي فأنا قطعة السكر التي سقطت في مشروبه المر.. فحلّته.

أعيش بواحة داخل الصحراء لكن زحف إليها العمران فغير ملامحها تمامًا لكن طيبة أهلها وخضرة زرعها وصفرة رمالها لم يتأثروا بذلك..

أحب أن أطلق عليها "واحة الحب"..

وجدت حبي فيها حينما قررت فتح الباب له..

يقولون أبحث عن نصفك الأخر لكني لا أرى نفسي نصف..

أنا إنسان كامل..

لا أبحث عن نصف يكمل نقصي.. بل كلٍ يتوافق مع كلي.. والكل الذي حصلت عليه يدعى: "بدر".

واليوم هو قادم ليقضي معنا أجازة العيد..

أو سيأتي هو بالعيد.

"بدر عبد العزيز"

ثمانية وعشرون عامًا.

مهندس كهرباء وأمي تقول أن "فيوزاتي ضاربة".

وحيد أبي وأمي.. نتاج قصة حب كانت ملحمية في يومًا ما..

وآن آوان أن أخط قصتي الملحمية الخاصة..

اسمي "بدر" والمعنى: قمر كامل.

لا أظن أني بهذه الوسامة.. لكني قمر كامل يعلم أن نوره نابع من إنعكاس ضوءها ووجودها على حياته..

قمر مكتمل وهي الشمس.. تشع بشعاع نورها عليه فيعكسه إليها مرة أخرى..

يدور في فلكها فلا يحيد عنه..

لكن مدارينا لا يلتقيان سوى مرتين بالعام.. بالأجازات.

فهي تعيش بالواحات الداخلة بمحافظة الوادي الجديد وأنا أعيش بالقاهرة.. وبيننا طريق سفر طويل يستغرق إثنتا عشرة ساعة بالحافلة..

ولا يوجد وسيلة أخرى.. لا سكة قطر ولا مسار لطائرة..

مؤكد أن تلك المسافة لم يكن يعرفها عبدالمطلب وهو يقول:

"ساكن فى حي السيدة .. وحبيبي ساكن فى الحسين

وعشان أنول كل الرضا .. يوماتي أروح له مرتين

من السيدة لسيدنا الحسين".

كان يرى حبيبته مرتين باليوم ويشتكي شقاء الطريق!

ليته سافر معي تلك المسافة مرة لتغيرت الأغنية تمامًا..

شمسي تسمى "أروى"..

اسمها له عدة معاني لكن الأقرب لقلبي هو "أسقى".. حيث رَويّت عطش قلبي منذ أول لحظة رأيتها فيها..

ابنة عمي وزوجتي المصون –مع وقف التنفيذ-

كُتب كتابنا وجُمع إسمينا بدفتر زواج وعلى جبين الحياة منذ شهرين..

ثغر باسم وعيون بنية واسعة لتسع الكون داخلها.. وخصلات طويلة وغزيرة تجمعها دائمة في جديلة على جانب وجهها ذي السمرة اللطيفة التي تأثر قلبي.

كنا صديقا طفولة ولعب تحت شجرة التوت الكبيرة.. ثم رفيقا طريق سنسيره معًا حتى النهاية.

واحة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن