الفصل الأول

0 0 0
                                    

(1)

"أغنيةٌ، لكن لحنها بكل مرة جديدْ

ونجمةٌ، تظل فى المدار وحدها، ولا تحيدْ!".

تقف "أروى" أمام المرءآة المشوهة المعالم فلا تكد ترى نفسها جيدًا تزين عيونها بالكحل الشرقي الذي يزيدها فتنة..

تطالع جلبابها المنزلي الأزرق المزين بوردات حمراء صغيرة.. وتربط نهاية جديلة شعرها برباط قماشي بلون ورود الجلباب..

لم تستطيع نوم ليلتها لأنه على وصول وهي بإنتظاره برغم تعبها طوال اليوم أو الأيام الماضية مع أمها في تنظيف المنزل ومساعدتها في "الخبيز" وتحضير الطعام للعيد..

لكن تلك المرة كانت تفعل كل الأشياء بحب ليست مرغمة كالعادة.

فهنا تنظف وتزيل الغبار حتى لا يضايقه هو.

الخبز الذي ساعدت في عجنه ووضعه بالشمس وتركه مدة كافية ليختمر..

ثم واجهت حرارة الفرن تلفح وجهها لينضج الخبز ويكون نصف صلب من الخارج وهش من الداخل كما يحبه هو أيضًا.

ومع أذان الفجر كانت قد وصلت حافلته أخرجها صوتها من شرودها..

نسمة خفيفة من بردّ الصباح مرّت أمام وجهها حينما رأت الحافلة تتوقف من شباك غرفتها بالدور الثاني لتركض لأسفل لتكون بإستقباله..

تقفز على السلالم ويتقافز قلبها داخلها في شوق.. مع محاولة واهية ألا تُصدر ضجة..

لا تريد من أهلها أن يستيقظوا الآن.. ليس قبل أن تنفرد به قليلًا..

حتى وصلت أمامه.. هتفت باسمه بفرحة حينما تلاقت عيونهم..

-بدر!

ينشق ثغره الصغير عن إبتسامة واسعة وهو يردد بهيام:

-عيون بدر.

يحمل حقيبة ظهره يقف أمام البوابة من الخارج وهي من الداخل..

فتحت له الباب سريعًا لتدعه يدخل.. أجلسته مصطبة صغيرة خارج الدار وجلست بجانبه..

-عامل إيه؟.. الطريق كان كويس؟

اسند ظهره للحائط من خلفه يخبرها بتعب حقيقي:

-هلكان يا أروى هلكان.. 12 ساعة قاعد على الكرسي وطبعًا ضيق ومش مريح كالعادة.. كنت خايف وأنا نازل ألاقيه لازق فيا مثلًا..

واحة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن