enjoy reading, please
vote and write a cute comment !!8:45PM
السماء ملبدة بسحب خفيفة تُخفي القمر جزئيًا، تاركةً ضوء النيران هو الحاكم الوحيد للمشهد
اجتمع الطلاب في دائرة واسعة، تحيط بهم الأشجار كأنها سياج طبيعي يحتضن لحظتهم، وبينهم تتوهج النار بحرارة خفيفة تنعكس على الوجوه
جلسوا متقاربين، يتقاسمون جذوع الأشجار كأنها أرائك خشبية صنعتها الطبيعة خصيصًا لهم، تصاعد صوت الغيتار الذي يعزفه جوناثان بانسياب هادئ، تذوب نغماته في الهواء كعطر قديم يلامس القلب
جوديث كانت تجلس إلى يسار فيلكس، وقد التفتت إليه وهمست بهدوء
"صوته جميل جدًا..."لم يجب، لكنه التفت إليها، وابتسم بخفة كأن ابتسامته لم تولد إلا من وقع همستها
ثم انتصب فجأة من مكانه، نفض رمادًا سقط على كمه، وقال بصوتٍ خافت يكاد يضيع وسط نغمات الغيتار
"سأجلس أمام البحيرة... تعالي إن أردتِ"رفعت حاجبيها بدهشة، لكنها لم تتردد، التقطت معطفها من على الجذع بسرعة، وتبعت خطواته
"ليكس! انتظرني"ركضت خلفه بخفة، كأن قدميها تعرفان طريقها إليه قبل عقلها، حين اقتربت منه، مدّت يدها نحو يده، وأمسكت بها، شابكت أصابعها معه بثقة ودفء، ثم وضعت يدَيهما معًا داخل جيب معطفه
أحمر وجه فيلكس على الفور، وأدار رأسه إلى الجهة الأخرى متظاهرًا بأنه يراقب شيئًا ما في الظلام
"أحب وجهك وهو يحمر خجلاً..."
قالتها جوديث وضحكت بخفة، وضحكتها تلك بدت له كأنها موسيقى من نوع آخر، شيء لا يمكن عزفه على أوتار الغيتار"فقط لنجلس... هيا"
قالها وهو يسحب يده من يدها، يحاول إخفاء ارتباكه بصوت أكثر صرامةابتسمت، ولم تعارض، جلسا معًا على صخرة مسطحة مقابلة للبحيرة، والنسيم يلامس وجهيهما برقة
لحظات من الصمت عبرت بينهما، لم يكن صمتًا باردًا، بل ممتلئًا، كأن كل منهما ينتظر أن يقول شيئًا لكنه لا يجد الكلمات
"فيلكس..."
قالتها جوديث فجأة"نعم؟"
"كم عمرك؟"
نظر إليها، بدا عليه الحذر، لكنه أجاب ببساطة
"سبعة عشر"شهقت بخفة
"مهلاً... كيف؟ أنت في الصف الأول، المفترض أن تكون في السادسة عشرة!"

أنت تقرأ
THE CAMP;FELIX
Fanfiction"لم يكن يتوقّع أن تُشعل عينيها نارًا لم يعتد دفأها، ولا أن تكون ابتسامتها بدايةً لفوضى المشاعر التي أغرقته بهدوء، كانت جوديث، بكلِّ جرأتها، تُعابث قلبه الخجول كمن يعرف تمامًا كيف يُحرّك الأوتار بصمت، بين نارِ المخيَّم ولهيبِ النظرات، كانت خطواتُها ن...