٢

13 1 0
                                    

متَى تنتَقِلُ هَـاته الشَمس لمكَانٍ اخرٍ
مَتىَ تَغرُبُ و يَظل بدلُهَا قَمرٌ
مُضيّءٌ يُضيِء لَيّلتِي
و يَاتي حَبيبي

نَطقتُ اطِل مِن نَافذة غُرفتِـي او سِجنِي ارَاقب السمَاء، تبَقىَ فقَط القَليل هَاهي الشَمس تَتوَار الغُيوم التِي تَخللها خيُوط الضَوء تُودعنَا بِلونٍ ارجُوَاني ، هَاهي بَاتت تَتلاَشَى بِبطءٍ

اخيرًا!. اختَفيّتِ

تَلفظتُ وقَد لاَحظتُ بَاب غُرفتي يُفتح و الظَلام قَد لوَن السمـاء و بَدئت العَتمة تجتَاح القَصر
شمُوعٌ اشعِلت انَارت القَاعة و هَا انَا ادلُف خَارج الغُرفة بَعد مَا اُلبستُ بابهَى حُلةٍ، مَا قد يَليِق باميرٍ شَاب خطَوتُ الدُرج نحو الاسفَلِ المحُ بَدري يَتوسط القَاعة

بَسمتِي استَوطَنت مُحيَاي ارَاه بِطلته ذَات القُمَاش الاسودِ المُطَرز بالذَهبي يَمدُ ذِراعه يبسُط كفَهُ نَاحيتي مَحبُوبِـي ينتظرُني

وَقفتُ موَازيًا له ابعدُ عنه مِقدَار خُطوةٍ مددتُ ذِراعي احُط بكَفِي على خَاصته رَفع يدَهُ مقربًا اياهَا لِفَاهه يَلتثم ظَهر يدي و ابتسَامتِـي لم تُفارق ملمَحي بَل ازدَادت و اتصَفت بالاتسـَاع  وضَع يمنَاي علىَ كتِفه و يُسرَاه حَاوطت ضِئل خَاصرتِي و قد شَابك انَاملنا الحُرة  يسحَبُني نَاحيته من خَاصرتي اكثر و اكثَر يدُسني بِه

سَقطَ نظَرِي على مُحيّاه
خُصلٌ اكتَسبَت منَ الفَحمِ لونًا و بَشرةٌ مِن ضيَاء القَمر اخذَت، ثُخنتَان رَفيعتَان مِن الدَم اخذت لونًا احمَر قَاتمًا، وهَا قط حَط النَظر عَلى سَواد سمَاء لَيّل عينَاه، لطَالمَا كُنت بهمَا غَارقًا 

اتَسمحُ لِي برقصةٍ؟.

رَاقصنِي يـا جُونكُوك، مَايل اجسدنَا و تتمَايل رِفقتهَا  قُلوبنَا

رَايت البَسمة ارتَسمت على وجهه و قَد بدَء بالرَقص و مَا انَا الاّ اسَايره و انصَاع لحركتِه

خُطوةٌ يمينًا و خطوةٌ يسـارًا
كَانت رَقصتنَا

امَال جثمَاني و اسندَ ظهري بِذراعه خشيّة وقوعِـي و بَصري لم يفارق سودَاويتاه اعَاد رَفعي و وضَع كِلتا كَفاي على كتفَاه و طَوق خَصري بِذراعاه
و كَان الجبين علىَ الجبيِن
الانفَاس تقَاسمنا
و نفثُ انفَاسه استشعَرتُ دفئَها 
بِكلِ ارجَاء القَـاعة تجَولنا اثنَاء رَقصنَا
اجزم انّها قَد حَفِظَت راقصتنَـا، كُل مرةٍ نعيدها
مِرَارًا و تكرَارً  ، كُل ليلةٍ نعيِدُها لاَ كلالٍ او مَلل فَهي رَقصتنا مَا يمَيّز حُبّنَا

اكتَفيّنَا بالصَمت فَكلانَا يُدرُك انّ الكَلمات لاَ تُجدِي نفعًا و لاَ تعطِي حقًا لِمَا قد نتفَوه بِه من غزلٍ او لِوصف حُبنَا فَمَا نَكُنه لبعضٍ تعدَا الحُب.

قَد اقَترب الوقت
كَم اردتُ ان انتحِب بيّن اضلُعه
كَم اردتُ ان اقَبلَه بِكل مرةٍ يتخَلل صَوت عقَاب السَاعة لِمسمعي، كَم اردتُ ان ارجُو الوقت ان يَتوقف
وان لَم يُجدِي لصَرختُ بوجهه حَتى يتوقف، انَا امير!. لمَا لم ينصَع لِي الوقت؟. لمَا لاَ سَيطرةَ لِي عليّه لما

اُحبك

اعشَقك

فَور انتهَاء احرُفنَا دَقت السَاعة
مُعلنةً علىَ حُلول منتَصف اللَيّل عَادت العتمةُ تجتَاح القَاعة ثُم القَصر باكمَله و
يَدا حبِيبي ابتعَدت عنِي نظَرَاته الحزيِنة رغم ابتسَامته الخَافتة هذَا كَان يَحرقُني
كَسَت ملامحُ العبُوس محيَاي
فِي غمضةِ جفن وجدتُ ذَاتي حبيِس غُرفتِي

حَبيبي اوَده انِي اوده

نَبرتِي تغيّرت عن السَابقة فَالحُزن تَخللهَا، و كَم اردتُ فتك ذَاك الظَلام كَم اردتُ تحطِيم و تهشِيم تِلك السَاعة،مَا باليَدِ حِيلة

رَميّت جُثمَانِـي علىَ السَرير اتوسطُه و اخبئُ ذَاتِي تحت الغطَاء و هَا قد بَدءت مُخيلتِي توَاسينِي
فقَط خُيّل لِي محَببي يَضمنِي الىَ صدره يلتْـثِمُ جَبيني يُخبئني بيّن اضلُعه
ليّت الخيَال حَقيقة
ليّت امنيَاتِـي تغدُو وَاقعًا يومًا

لاَ اعلمُ ان كَان نومًا هُو ام سُبَاتًا لغرُوب الغد، لكِن جُل مَا اعلمُه انَنِـي احتَبستُ الدمعَ بجَفني و ارحتُ جُثمَاني.

middle of night |tkWhere stories live. Discover now