الفصل حماسي، لكن لا تلوموني على شيءٍ فيه بليز.
°°°°«خالد، خالد بليز افتح عينيك. خالد ماتسيبنيش هنا معاه لوحدي دا أكتغ (أكتر) شخصية من غواياتي (رواياتي) بخاف منها، دا أنا حتى بخاف منه في الحقيقة جدًا وكان نفسي يموت مش ياخد ٣ سنين سجن بس.»
توسَّلتُ بعينين دامعتين، أهمس بكلماتي المُرتعبة حقًا هذه، قريبًا من أذنيّ خالد المُمدَّد إلى جانبيّ في هذه الغرفة الخالية تمامًا من الأثاث. أجلس أرضًا مستندةً إلى الحائط المقابل لباب هذه الغرفة، وقد قيّد ذلك الملعون المدعوّ أمير من روايتي لأنني أنثى قدميّ ويديّ جيدًا بالحبال، ثم استخدام حبالًا أخرى أشدّ وأقوى ولفّ بها جسد خالد بأكمله يقيّد ذراعيه إلى جوار جسده، ولا زال خالد فاقدًا وعيه والدماء جامدةٌ على جبينه ورقبته من الخلف، وقد سالتْ بغزارةٍ لفترةٍ طويلةٍ بعدما ضربه أمير الملعون بتلك العصا الحديدية ضربةً أردتْه فاقدًا للوعي بهذه الطريقة. ثم تركه أرضًا يرتمي جسده بلا حولٍ ولا قوةٍ على أوراق الأشجار والجذور اليابسة، واقترب مني يسحبني من حجابي إلى أن تسبَّب في خلعه عني وأضحيتُ بشعري المكشوف الآن.
شدني ذلك الملعون أمير بقوةٍ آلمتني حقًا، ورغم محاولاتي المُستميتة لإبعاده عني، كان يسحبني إليه أكثر، مميتًا حركتي وقواي بتلك الصفعة القوية التي حطّ بها على وجهي متسبِّبًا في سيلان الدماء من أنفي، جديًا، شعرتُ بالألم الشديد، وأضحيتُ مدركةً الخطر الذي يداهمني بالفعل، هذا ليس مجرّد حُلمٍ ظهرتْ فيه شخصيات رواياتي تطاردني لسببٍ لا زلتُ أجهله حتى الآن، حوَّلتُه للكوميديا، هذا أسوأ مما قد أتخيَّل.
أمير الذي اختطفني للتو وصفعني وقيّدني، ثم ضرب خالد يُفقده وعيه لما يُقارب النصف ساعةٍ، هو نفسه هشام بشخصيته الحقيقية، فهو شخصٌ حقيقيّ وليس مجرد شخصيةٍ كتبتُ عنها في روايتي لأنني أنثى، أمير الحقيقيّ هو أحقر مَن قد يراه بشرٌ، قاتلٌ، مهووسٌ، مغتصبٌ، فعل كلّ هذا بصديقتي الجميلة والحقيقية التي ذكرتُها في الرواية باسم مريم، أذاها تحت مُسمّى الحب، اعتدى عليها وجعلها حاملٌ منه من اعتداءٍ وهي قاصرٌ لمْ تكمل الثامنة عشرة من عمرها بعد، ثم أجبرها على الزواج منه لتعيش معه أشهرًا من المعاناة والقهر المُهلك، حتى استطعتُ بمساعدة شخصٍ في حياتي لا أريد ذكر اسمه أن نصل لامرأةٍ من المجلس القوميّ للمرأة في القاهرة، وهي بدورها ساعدتنا لتخليص صديقتي من هذا الحقير، ولكن القانون لم ينصفنا، فقط سمح لصديقتي بخلع ذلك الملعون وجعله يُطلِّقها رغمًا عنه في محكمة الأسرة، ثم حكمتْ عليه محكمة الجنايات بثلاث سنوات فقط لأنّنا عجزنا عن إثبات أنّه اغتصبها وجعلها حاملٌ من هذا الاغتصاب الوحشيّ. وعلى الرغم من أنّ صديقتي تعيش الآن في أمانٍ بعيدًا عنه وقد خرج من السجن قبل أشهرٍ، إلّا أنني لمْ أتوقَّع أن تعاملني شخصيته في الرواية التي كتبتُها أحكي فيها قصة صديقتي بهذه الطريقة البشعة، أو لأنني لربما استخففتُ بشخصيته التي سردتُ صفاتها عن حقيقةٍ مريضةٍ؟
أنت تقرأ
مَن اختطَف ندى الشحات؟ (ابحث معنا!)
غموض / إثارةأنباءٌ عاجلة: لا زال البحث جارٍ عن الكاتبة ندى الشحات، تلك الشابّة المصريّة ذات العشرين عامًا التي اختُطِفَتْ منذ أسبوعٍ على يد شابٍ مقنّع وأربع فتيات يرتدين النِقاب وهي ذاهبة لكُلّيتها بمدينة دمياط الجديدة لأداء أحد اختباراتها النهائية لصفّها الثال...