١٢:٠٠

0 0 0
                                    

تَحَمّلتُ هجرَ الشادُنِ المُتَدلّلِ
وَعاصَيتُ في حُبّ الغرايُةِ عُذّلي
وما أبقَتِ الأيّامُ مِنّي ولا الصِبا
سوى كَبِدٍ حَرّى وقَلبٍ مُقَتّلِ
وَيَومٌ مِنَ اللَذّاتِ خالستُ عَيشهُ
رَقيبًا عَلى اللَذّاتِ غَيرَ مُغَفَّلِ
فَكُنت نَديمَ الكأسِ حَتّى إذا انقَضَت
تَعَوّضتُ عنها ريقَ حَوراءَ عَيطلِ
نُهاني عَنها حُبُّها أن أسوءَها
بِلَمسٍ فَلم أفتُك ولم أتَبتّلِ
أخَذتُ لِطَرفِ العَينِ مِنها نَصيبَهُ
وأخليتُ مِن كَفّي مَكانَ المُخَلخَلِ
سَقَتني بِعَينيها الهَوى وسَقيتُها
فدَبّ دَبيبَ الراحِ في كُلِّ مَفصلِ
وَإن شِئتُ أَن ألتَذّ نازَلتُ جيدَها
فَعانَقتُ دونَ الجيدِ نظمَ القَرنفُلِ
أُنازِعُها سرّ الحَديثِ وتارَةً
رُضابًا لذيذَ الطَعمِ عذبَ المُقَبّلِ
وما العيشُ إلا أن أبيتَ مُوَسَّدًا
صَريعَ مُدامٍ كفّ أحوَرَ أكحَلِ
وَمَمكورَةٍ رَودِ الشَبابِ كأنّها
قَضيبٌ عَلى دِعصٍ من الرَملِ أهيَلِ
خَلَوتُ بها والليلُ يقظانُ قائمٌ
على قَدَمٍ كالراهِبِ المُتَبتّلِ
فَلمّا استَمَرّت من دُجا اللَيلِ دَولَةٌ
وَكادَ عَمودُ الصُبحِ بِالصُبحِ يَنجَلي
تراءى الهوى بالشوقِ فاستَحدَثَ البُكا
وَقالَ لِلَذّاتِ اللِقاءِ تَرَحّلي
فَلم ترَ إلّا عَبرَةً بَعدَ زَفرَةٍ
مُوَدّعةٍ أَو نظرَةً بتَأَمُّل.

........

إِنَّ المفَاتِنَ فَي عيْنَيك مُخمَرَّةٌ مِن نَظرةٍ مِنكُ يَغدوا المَرءُ سَكرانَا
عَيناكَ مَنظُومَةٌ تَحوِي قصَائِدها كَي تبعَثُ السِّحر نَتلُوا مِنهُ دِيوَانا
قُل لِلقوَافِي إِذَا مَالتّ بِأَحرُفِها الشَّوقُ بَحرٌ وَفَي عَينَيكُ مَرسانا.

......

وَلمَّا غَدا وَرْدُ الخدُودِ بنَفْسَجاً وَراحَ عَقِيقُ الخَدِّ في الدَّمْعِ يَنهمِي
تَصَدَّتْ لَنا والبَيْنُ عَنَّا يَصُدُّها بِإِقْبالِ ودٍّ دُونَ إِعْراضِ لُوَّمِ
وَقَدْ حُلِّيَتْ أَجْفانُها مِنْ دُمُوعِها كَما حُلِّيَتْ لَيْلاً سَمَاءٌ بِأَنجُمِ.

......

زِدني بفَرطِ الحُبّ فيكِ تَحَيّرا
وارْحَمْ حشى بلظَى هواكِ تسعّرا
وإذا سألُتك أن أراكِ حُقيقةً
فاسمَحْ ولا تَجعل جُوابك لن تَرى
يا قلبُ أنَت وعدَتني في حُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الـغرامَ هـوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل للّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرى
عِنيّ خُذوا وبَي اقِتدوا وليَ اسُمعوا
وتِحدّثوا بصَبابتي بَين الوَرىٰ
ولِقد خَلوتُ مع الحَبيب وبَيْنَنا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سِرى
وأباحَ طَـرفِي نَـظرةً أمّلتُها
فَغدَوتُ معِروفاً وكِنتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشتُ بـينَ جمالهِ وجَلالهِ
وغِدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فـأَدِرْ لِحَاظكَ في مَحاسنِ وجْهه
تلقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُـهَلِّلاً ومُكَبِّرا.

ڪَٰـُـٰٓلَٰـُـٰٓمَٰـُـٰٓآتَٰـُـٰٓ𖥆عني𐇧و ﻋﻧ̲ ـڪ𐇵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن