الريف الجميل

32 3 17
                                    

:لقد تعبت من محاولة اقناعها ، هذه الشقراء عنيدة بشكل لا يحتمل ، سأرسلها إلى جدها مارسيل لوبييه ، فقدت الصبر .
:لكن قد يطردها إلى الشارع .
:لا تهمني العواقب ، آنا لست و حشا یا كلارا ، ولكن كذلك لست ملاکا ، الی متی سأغفر و اتيح الفرص؟ ما فعلته حتى الان لم تفعله اية خاله قبلي ،أن احتظن ابنة اختي منذ اسابيعها الأولى الى سن الخامسة عشر لان والدتها مدمنة.
:كنت شاهدة على جهدك في الحفاظ عليها طوال هذه السنين ،ولكن ...
:ولكن ماذا يا كلارا؟
:امممم انت محقه مع ذلك ، لا يوجد حل اخر.

:نعم كان عليك قول هذا منذ الصباح .
: لربما دار الايتام ،ما رأيك !!

:فكرت بهذا الحل وتقصيت عن الامر ،عرفت بأنها سترفض عندما تبلغ السادسة عشرة حسب القانون, أي بقي لديها عام واحد لتعيش فيه بالميتم .

:فهمت ،ومن اجل ذلك الافضل ترحيلها لجدها , ولكن تلك المنطقة بعيدة , كيف تتحملين تكاليف سفرها؟

:سأستلف مبلغا كبيرا وأرهن المزرعة , وبعدها سأبحث عن والدها , ذلك المتجهم الطائش و اطالبه بسداد تكاليف سفرها اضافة لاتعاب تربيتها , لا تنظري الي بهذه الحدة يا كلارا , سأودعها فالبنك من اجل صوفي ,فوالدها لا يبالي بمستقبلها , لن اخذ الا قليلا من القروش لتطوير المزرعة وشراء مزيد من البقر .

هل انا مخطئة في ذلك ؟

_____________________________

على بعد عشرون كم , كانت عينان زرقاوان بلون البحر , تحدقان في البستان الممتد امام الكوخ الخشبي , بالتحديد تتابع رشاقته وهو يجمع حزم العلف من الارض ويضعها مرتبة فوق الشاحنة الصغيرة , كانت تعلم بأنه يخطط للسفر الى باريس لاستكمال دراسته , حيث حصل على منحة دراسية اثر تفوقه ,ولكنها لا تطيق مرور يوم دون مراقبته وهو يزرع ويحرث ويقوم بأعمالها بدلا منها، حتى لا تعنفها خالتها .

_انتفضت خوفا عندما احست بيد تمسك كتفها بقوة

التفتت وكانت هنالك جودي تضحك بصوت صاخب .

عنفتها زرقاء العين غاضبة من تكرارها للحركات التي تزعجها مرة بعد مرة .

لم تهتم جودي وجلست على طرف السرير الخشبي وبدأت تجدل شعرها البني بينما تنظر في اطراف الغرفة
بملل.

وعادت تقول : عندما تعود خالتك سوف تجعلك تنامين في حظيرة البقر بسبب فوضى هذه الغرفة .

التفتت صوفي مجددا جهة النافذة وحينها كان جيرالد قد ركب الشاحنة وسار مبتعدا .
تنهدت بحزن وجلست جوار جارتها وصديقتها الوحيدة بهذا العالم الكبير .


تعجبت جودي من سرحانها وقالت بقلق : مابك يا فتاة ؟هل انت مريضة ؟ لربما عاودتك الحمى ؟ سأخبر ماما لتفحصك.

فلامنكو الأندلسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن