قصة قصيرة [المجهول الجرئ]

142 6 0
                                    

كانت تذهب كل صباح إلي الشاطئ تجلس امام رفيقها الاوحد... البحر الذي كانت تعتبره دوماً صديقها الصدوق💙 تجلس أمامه لتقص عليه كل ما جري معها الليله السابقه.. تشكو إليه وتزرف دموعها لتسقط علي رماله فتعود إليه ويحتضنها 💙كانت تحكي له عن خيبات البشر ولماذا تهرب منهم إليه... كانت تسأله عن أسباب النجاح والفشل كانت تخبره عن كل ما تعانيه.. ولكنها لم تكتفي بذلك.. فكانت تكتب له كل هذا تكتب تفاصيل أيامها وكل اسألتها العديده وتتركها إليه حتي تسحبها أمواجه وتعود إليه مثل دموعها ليواسيها ويجاوب علي اسألتها 💙يخبرها عن سر خذلان اصدقائها لها حتي أقربهم منها و بُعد من احبت من كل قلبها 💙فكانت دوما متحيره في لماذا يرحل من تحب في كل مره ؟ لماذا يرحل عنا من أحببناهم ويتركوننا في منتصف طرق قد بدأناها سوياً من قبل؟ لماذا يبتعد عنا مَن شعرنا معهم اننا وأخيراً التقينا بمن سيرافقنا في حياتنا ويكون العون والسند وليس بمجرد صديق؟أهل هذا من حماقاتنا حقاً الخطأ يكمن فينا؟ ايبدو اننا من افرطنا بالاهتمام والحب الغير متبادل؟ وظلت هكذا لشهورً عديده إلي أن رتب القدر موعد لشخص آخر ليقرأ كتاباتها واسألتها التي لا تنتهي شخص استطاع أن يتمسك بأوراقها قبل أن يستلمها صديقها البحر بعد رحيلها... قرأها واحس بكل كلمه حاولت قولها حتي وإن خانها التعبير.. شعر إنه يعرفها وانها ليست بغريبهٍ عنه...فجلس أمام البحر ليسأله عنها بعد علمهٌ بأنه صديقها الوحيد💕فقد اثارت فضوله و أراد أن يعرف من هي وتمني لو أنه احظي برؤيتها قبل ذهابها💙فقرر أن يأتي اليوم التالي لعلي وعسى أن يلتقيا 💙ولكن شيئا ما دفعه ليأتي في نفس الموعد بعد ذهابها ليحظي بفرصه أخري لمعرفتها من قراءته لكتاباتها 💛ولكن فرصته طالت وظل هكذا اياماً ليست بقصيره كل يوم كان يشعر إنه يزال لديه الكثير مما لا يعلمه عنها💙 ولكنه كان يشعر أيضا بالذنب لسلبه خصوصيتها وتدخله بينها وبين صديقها ذو الأمواج الثائره الذي لا تتطمئن هي إلا بجواره💎 ولكن بداخله كان ما يمنعه من التوقف فقد أصبح يومه لا يبدأ الا بها إنسانه لم يراها من قبل ولكنه كان يتألم لها ويشعر بكل أحرف يخصُها💙 إلي أن أقرر ان يجاوبها أسئلتها فكتب لها.. 💙

"من ابتعد عنكِ لم يكن يحبك يوماً.. من يحب لم يرحل من البدايه.. فالرحيل قرار يا عزيزتي وليس بقدر ومن خذلوكي آنتي التي اعطيتيهم هذا الحق برفعك الكبير من شأنهم وعدم توقع الخذلان يوماً منهم ولكن نصيحتي إليكِ ان لا توقفي حياتك أبدا علي أحد ولا تجعلي أحد يوماً محور كونك لأنه سيرحل... وسيتدمر هذا الكون ، وينقلب نظامه ولن تتحملي ذلك وحتي لو احتملتِ سيظل شيئاً ما ناقصاً بداخلك شيئاً وقع ارضاً وعلي وشك الانكسار فلا تفعلي ذلك .. لا توصلي نفسك لتلك الدرجه من الهشاشه لتكوني دائما بخير وحقاً اتمني لكي هذا💙"

كتب إليها وهو يعلم إنها لن تقرأ رسالته تلك إلا في صباح اليوم التالي فخشي إن تُفقد أو يستلمها صديقها بالنيابهُ عنها فقرر إن يأتي فجراً ويتركها في موضع أكثر أمان فكان ليس لديه ادني إستعداد في إن لا تقرأُها فهي أول رابط بينهما.. ففعل ذلك.. ولكي يُأكد لها إن هذه الرسالة لها ترك معها آخر كتاباتها وجاءت هي في الصباح ،وبمجرد وصولها لاحظت اوراقها ونظرت لصديقها في استياء فهو لو يستلم رسالتها إليه😔 لم تعلم إن رسائلها عاد يستلمها شخصٌ آخر منذ وقتٍ طويل 💙التفتت مره أخري إليه وهي علي وشك إن تدمع عيناها وقالت له الم يكن بكافي إنك لم تردُ علي أيٌ من رسائلي أو اسألتي إليك سوف تبدأ تكف عن استلامُها أيضا ؟ وذهبت لتأخذ اوراقها بنفس الاستياء إلى أن تفاجئت برساله أخرى "رساله الى صديقه البحر" 💙رساله لم تكتبها هي تلك المره بل كُتبت إليها قرأتها ونبضات قلبها أعلى من صوت أمواج صديقها 💦ودموعها تسقط دون شعورً منها ولكنها تسقط عل كلماته 💙إلى أن انتهت من قراءتها وبدأت اسألتها من جديد ولكن عنه هو هذه المره 😶المجهول الذي كتب تلك الرساله💙من هو؟ و منذ متى وهو يقرأ رسائلي؟والي اي مدي أصبح يعرفني؟ و كيف أتى بتلك الجرائه ليكتب لي تلك الرساله ويعرفني عن أمره وعن انتهاكه لخصوصيتي؟ من هو؟ من هذا الغريب الجرئ؟ 🙄 وانتهت من اسألتها لنفسها لتبدأ سؤالها لصديقها🌊 كيف به أن يترك رسائلها لغريبُ يقرأها؟ كيف له أن يترك شخصُ اخر يتدخلُ بينهم؟ 🥺ولكنها للحظه شعرت بالسعاده لتلقي أجابه لأول مره 💙لأول مره يهتم احد ان يجوابها لأول مره يكون لأحد الرغبه لمحو جزء من حيرتها 💙 فعقلها مشتت وحيد وفي حيره من امره وليس لديها من هو يحاول معها اتلميل شتاتها... ولكن يبقي سؤالها ذاته من هو ذلك الشخص الغريب صاحب الرساله المجهوله ؟ كانت لديها الرغبه الشديده لرؤيته ولكنها أيضاً كان بداخلها من الرهبه والخوف ما يمنعها من ذلك.. ماذا كانت ستقول له؟ كيف لها أن تقابل شخصٌ لا تعرف عنه شيئاً ويعرف عنها كل شئ😶إلى أن قررت هي الأخرى أن تردُ عليه فكتبت له

"أيها المجهول الجرئ استخدم نفس وسيلتك للرد عليك و احب ان أشكرك في البدايه على اهتمامك لأعطائي بعد الاجوبه واشكرك أيضاً على منحى لقب صديقه البحر💙 اُعجبت به كثيراً وكنت أتمنى حقاً لو كان صديقي وحدي 💙 ولكن من انت؟ ومنذ متى وانت تعرفني؟ لماذا منعت صديقي من تلقي رسائلي وأخذت حقه؟ 🙄"

تركتها له في نفس المكان وذهبت.. ذهبت ولم تكتب اي شئ آخر هذا اليوم لم تقص اي شئ عن يومها للبحر تلك المره وكأنها أنهت رسالتها اليوم رسالتها لشخصٌ آخر 💙وجاء هو وكانت أقصى تطلعاته انها تكون رأت رسالته واخذتها ولكنه تفاجئ برساله أخرى رساله كتبتها هي له وليس لبحرها كعادتها ✨💙قرأها وهو يبتسم ويخفق قلبه بالسعاده التي لم يحظى بها منذ زمن وسارع إلى قلمه ليردُ عليها

"شخصُ يعاني مثلك من الوحده منذ وقتٍ طويل إلى أن رزقه الله بكِ رفيقه له دون حتى معرفه منكِ وأرى فيها ي عزيزتي حباً من الله لي ولكي فقد جعلك خيراً لشخص دون أن تعلمي ورزقني انا بهذا الخير 💙

كتب لها هذا الخطاب وهو يشعر به من كل قلبه 💙وعندما قرأته أحست بما لم تشعر به أبداً شعرت بأهميتها الكبيره بفرحه واعتزاز شخصٌ بوجودها في حياته والزائد أيضا ان هذا الشخص لم يراها من قبل ولكنه قدرها وحرص على ان يبَين لها هذا💙فتجرئت هي الأخرى وطلبت منه أن يتقابلوا لترى من ذلك الغريب الذي استطاع إدخال السعاده لقبلها بكلامه البسيطه ولكنها بالتأكيد لامست قلبها💙وبالفعل حدث وتقابلوا أمام صديقهم البحر شاهداً على أول لقاء لهما 💙و كانت شاعره براحه لم تعهدها شاعره بما شعرهُ هو عندما قرأ لها لأول مره شعرت أنه ليس بغريبُ أبداً عنها وكأنها تعرفه منذ وقتٍ طويل وهو بالفعل كان يعرفها منذ فتره ليست بقصيره 💕فكانت مقابلتهم سلسله بسيطه تعتليها العفويه.. ما بها شئ من التصنع أو الرهبه💙إلى أن صار الصباح يجمعهم يومياً في موعد واحد منذ ذلك اليوم يتحدثون ويتشاركون كل ما لديهم واصبحت تعرفه هي أيضاً حق المعرفه💙فقد حكي لها عن كل ما في حياته وعن ذكرياته أيضاً قص لها كل ما فعل من أخطاء شاركها اخطائه و أراها كل ما به من سوء ولم يخجل يوماً منها وما خشي أبداً ابتعادها عنه كان يعلم أنها ستتفهمه وتغفر له 💙فأصبح إعجابها به يزداد يوماً بعد يوم إلى أن جاء يوماً يُصرح لها عن حبها الذي عاد يملئ قلبه أخبرها انه اصبح يكتمل به ويشعر بالنقص في غيابها 💙فظلت تنظر له في صمتٍ دقائق لا تعلم عددها تُفكر في أمره وكيف به أن يحبها بعد أن رأى ما بها من انطفاء كيف به أن يحبها بعد أن اطلعته عن كل عيوبها وعن خوفها وترددها المستمر وعنادها الذي لا ينتهي.. إلى أن فهمت ان هذا هو الحب💙 تقبُله لها بعد أن رأى جانبها المظلم وتَقبله وعرف بعيوبها واحبها... أحبها الحب ذاته الذي تشعر به هي أيضاً اتجاهه💙فقبلت به 💙وبدأوا رحله جديده من حياتهم سوياً💙رحله يعتليها الحب واتقبل والتقدير المتبادل بينهما💙💙

صديقة البحر 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن