الساعة التاسعة ليلا الجو مظلم وبارد
الشوارع شبه خالية لادابة تسير ولا طائر يطير
المطر يهطل بغزارة لاتسمع سوى صدى الرعد ولاينير الأجواء الا ضوء البرق الخاطف.
في المحطة فتاة في العشرين من عمرها بيضاء مصفرة عيناها ذابلتان تكاد ترى لونهما العسليتين شعر اسود كسواد هذه الليلة يداها ترتجفان وجسم لايحملها.
تلبس معطف خفيف يكاد يغطي نصفها العلوي وبنطلون ممزق وحذاء متسخ بالوحل.
مر على وجودها ساعات قليلة جائعة بردانة ليس لها مكان تذهب اليه.
أحيانا تمر بعض السيارات مسرعة لن ينتبه لوجودها أحد.
مضت الساعات عليها كانها دهر أو توقف عندها الزمان. كئيبة وحيدة لا أحد يرفىء لحالها.غلبها النعاس فنامت
فجأة ايقضها صوت عذب تكاد تسمعه يناديها:
يا آنسة هل انتِ بخير...
فتحت عيناها بصعوبة ولمحت فتاة جميلة رشيقة القوام خضراء العينين ناعمة اليدين بيضاء مثل الثلج تقف أمامها وتتمتم بكلام تكاد تسمعه.
من اين اتيتِ؟ وكيف وصلتِ الى هنا؟ أين اهلكِ؟
اجابتها بصوت خافت:أنا ليس لي أهل فاهلي هي الغيوم والأمطار ولم آتي من مكان محدد في كل مرة ارسو على مكان ما آكل من بقايا المطاعم واحيانا المارة يعطفون على حالي بقليل من دولارات اسكت به جوعي.
حزنت الفتاة لما سمعته منها واقترحت عليها ان تبيت الليلة عندها: بيتي قريب من هنا سآخذكِ ترتاحين وتاكلين وغدا سنرى ماذا سنفعل.
شكرا لكِ لكن تبدو انك من طبقة نبيلة وأنا متشردة سازعجكِ واسيب لكِ الاحراج
اجابتها باستغراب: احراج؟!! لا ابدا معضمنا ولد فقيرا لاتقلقي أنا اسكن وحدي لأن عملي هنا واهلي في منطقة أخرى بعيدة قليلا. بالمناسبة ماسمكِ
كارولينا وانتِ
آليا اسمكِ جميل
شكرا هذا لطف منكِ.
ساعدت آليا كارولينا على النهوض فاصبحت شبه متجمدة من البرد فتحت باب سيارتها وعادت بها الى البيت.
يتبع...