فصلين سوا تحت اسم انكشاف الغموض +نهايه البدايه

2.2K 59 8
                                    

عُدنا للمنزل أخيرًا ..
رِماح يقود السيارة بـ يدٍ و يده الأخرى تعانق كفي .
وبين لحظة وأخرى يرفعها مُقبلاً ..
لم يكتب لي كلمة واحدة تعليًقا عن حملي و ترك عيناه تتكفلان بالحديث تنشر السعادة في المكان بلا صوت .
التفتُ إلى النافذة وأنا أنظر الى الخارج بإستمتاع وكفي أضعها ع بطني ، أستشعر كوني أحمل قطعةً من رماح في داخلي ، الحمدلله الحمدلله ..
كان يلوح أمامي اسم مُحل اشتهر بـ بيع الأيسكريم .. فجأة و بلا سابق إنذار شعرت برغبة ملحة في تناوله ، لم اتمالك نفسي وانا اتهور بفعلتي اضع يدي ع مقود السيارة ،ألفها بـ اتجاهه .. كِدنا ان نصدم بالرصيف لولا سرعة بديهته و تمكنه وهو يضغط على المكابح كي تقف .
التفت لي والدهشة تعلو ملامحة ، شيئا فـ شيئا تلبسه الغضب .. ولكني لم أمهله وأنا أخرج مسرعة أركض الى المحل ، وأشعر فعلا بأن حملي حينها كان سببا في حماقاتٍ كثيرة اقترفتها ..
دفعت الباب وانا ادخل الى المحل أتقافز بحماس ، أريد الإنقضاض لإلتهام كل الأنواع التي امامي .. لم أنتبه لنظرات البائع اليائس من امكانية شراء أي شخص منه في هذا البرد القارس .
كنت أتفقد النكهات التي لديه بإندماج تام ؛ واذا برماح يسحبني من يدي يديرني إليه يأخذني خارجًا .. دمعتَ عيناي غيضًا منه ، وانا اصرخ : لا لا أريد ذاك الذي بنكهة غزل البنات ..
نظر اليّ بريبة وهو غاضب ، يريد تفسيرًا ..
سحبت كفي من بين يديه وأنا أسهب شارحةً : لم استطع ان اتمالك نفسي حينما رأيت اللافته خشيت ان نتجاوزها ، أشعر بطعمه يذوب في فمي .. أرجوك رماح دعني اشتري لي بعضًا منه ..
رفع بصره ينظر الى المحل بتعجب ، ثم اليّ .. ولأول مرة اشعر انه يتمنى ان يصفعني !
دفعني باتجاه المِحل ، لأسرع بخطواتي عائدة اليه وهو خلفي ..
اخترت خمسة أنواع .. غزل البنات .. الفتسق .. الاوريو ووو ....
والأدهى اني لم اخذ كميات قليلة لاا .. بل اخذت أكبر حجم موجود ..
التفت الى رماح اريد منه ان يدفع ، فوجودته فاغرا فااهه .. ثم هز رأسه متعجبا . وهو يخرج النقود من جيبه ليدفع صامتاً ..
عُدنا للسيارة وهو يحمل بين يديه اكياسا من المُثلجات ، وبين يدي تقبع علبة كبيرة من ذلك الذي اشتهيت .. فتح الباب وهو يضعها في الخلف ثم يعود الى مقعده بينما أنا ، أكلها مُتلذذة عيناي تلمعان بـ فرح التذوق .
التفت اليّ وهو ينظر عاقدًا حاجبية بريبة وابتسامة متعجبة تظهر عليه ..
اخذت قليلا منه بالمِلعقه وأنا أقدمها إليه ، كي يتذوق .. ليفتح فَمه يلتهمها .. ثم عاودت أتناولها باستمتاع وسعادة لم اعهدهما أبدًا ..
وصلنا للمنزل أخيرًا .. ورماح يُسرع الخُطى أمامي الى المَطبخ ، يضع المُثلجات في مكانها .. ثم يَعود الس يأخذ خاصتي التي بيدي ويضعها جانبًا ..
هتفتُ معترضة !
:رماح لااا اريد ان أتنـ ...
لم اكمل جُملتي وأنا أشعر بِه ، يرفعني عَاليًااا ، يضمني اليه وهو يدور و يدور و يدور ..
تعالت ضحكااااتي ، وأنا أشعر بالأرض تلتف بي ..2
انزلني ارضًا يضمني اليه ، يضع رأسي ع صدره ، ونبضاته المتزايدة ، تُخبرني عن مدى سعادته بالخير ..
قبلت موضع قلبه برفق ، وأنا أبتعد أسند كفي ع صدره وارفع رأسي اليه مبتسمة ..
: وأخيرًا يا رِماح ، أصبح لدي عائلة، زوج مُحب وطفلة وردية تملأ حياتنا إبتهاجًا .. سوف أربيها بأحسن م يكون سوف تكون لي الإبنة والصديقة والأخت .. سوف تعوضني كثيرًا عن كل شيءء ..
قبل مفرق رأسي ، ثم ضمني اليه ، لا يملك الا حديث عينيه معبرًا ..
حملني بين يديه الى غُرفتنا مُحاولاً التعبير بطريقة اخرى ، ولم أنسى حينها أن أخذ عُلبة المُثلجات خاصتي ..
.
.
.
توااتَ الأيام ونحن في سعادة واستقرار ..
فـ أخيرًا اصبح لي مَنزل دافىء ؛ ورفيق دربٍ يؤنس ليالي وحشتي ، مر شهران من حِملي .. وخرجت نتيجتي وكانت أفضل م يكون .. والآن نحن في عُطلة نهاية العام ..
اما عني انا ورماح فقد أصبح تعلقُنا في بعض أمرًا لا يخفى عن الأعين ، كل مِنا إكتفى بالأخر ، حتى أننا لانبرح المنزل لأيام ، نصنع أجواء سعادتنا بأنفسنا .. ننتظر قدوم صَغيرتنا بفارغ الصبر ..5
...
كان رِماح متمددا على الأريكة في غُرفة المعيشة وأنا بين أحضانه ، نُتابع بإندماج فِيلما كانت قصته حزينه حيث أن الطفل قد اختطف من أهله في صغره وتشرد وعانى الكثير ، الأمر الذي جعلني احزن وعيناي تذرفان الدمع .. ومع ذلك فـ معلقة المثلجات خاصتي تقبع في فمي .. أختلط طعمها بطعم دُموعي ..
اعتدلت جالسة وانا أخذ ملعقة كبيرة من المثلجات اضعها في فمي ، ولا تزال الملعقة معلقة فيه .. احاط رماح الذي كان يتمدد خلفي ، خصري بيده وهويرفع رأسه قليلا ليرى م بي !
وعلى مايبدو ان قد اعتاد على سيل دموعي على أتفه الأسباب ، الأمر الذي قد عرفنا سابقًا انه تغيرات في هرمونية تصيب كل أمرأة تحمل في داخلها طفلًا ..
رفع كفه وهم يمسح دموعي ثم يسحب الملعقة من فمي يضعها ع الطاولة ..
قلت باكِية : يا الهي رماح ، لماذا يحصل له كل هذا انه مجرد طفل مسكين .. والدته تفطر قلبها كمدًا عليه ووالده غزاه الشيب حزنًا .. ماهذا يا الهي .. لماذا الأوغاد ينتشرون في كل مكان ..
لم يجِبني وهو يغير القناة الى أخرى .. يضع على " تيمون وبومبا " لأضحك باكية : اجل اجل دعنا نتابعها ..
اندمجت بها سريعًا وانا اعود للإستلقاء في احضانه .. بينما هو كان مُنشغل في أمرٍ أخر ، التفت برأسي اليه متسائلة : مالذي يشغل بالك ..
حرك شعره بكفه قليلا ثم رفع نفسه جالسًا وهو يجلسني ع ساقيه ..
اخرج الهاتف مدَوِنًا : إنني افكر في إسم ابنتي ..
ابتسمت بِسعادة : وهل اخترت اسماً ؟
هز رأسه بآسى وهو يكتب : أريده إسمًا خفيفًا ، ذو معنى جميل ..
: اممم ، صِدقًا أني لم أفكر بالأمر .. وكل أمنياتي أن تأتي الينا سليمة ..
ابتسم ثم كتب : بإذن الله .. ولكن لا بأس في ان نفكر بـاسم ما .. وإن آتى فتى فإن اسمه "غيث" بلا جدال
عقدت حاجبي بتساؤل : لماذ غيث تحديدًا ؟
أجابني وقد اعتلى الحزن وجهه : إنه اسم أبي..
اتسعت عيناي تعجبًا ، انا اقول باندهاش : ولكن اسم والدك في البطاقة " عاصي " وليس غيث .
تبدلت ملامحه بغموض أعجز عن تفسيره وهو يدون : ليس كُل والدٍ ، يستحق أن يكون أبًا .. الأب كلمة عظيمة يا حبيبتي .. والآن اخبريني ماذا سوف يكون اسم طفلتنا ؟
شعرت من تغييره للحديث انه لا يرغب ان أسأله اكثر ، لذا لم أشأ ان اضغط عليه : اممم سابِقًا كان يُعجبني إسم " جُمان و دُرة " ولا يزالان المُفضلان لدي ..
اتسعت عيناه ويبدو ان احداهُما قد راقَ له وأخذ يدون لي بحماس .
قرأت م كَتب وأنا ابتسم ، وقد أخترنا اسم مولودَتنا الأولى أخيرا ..
وطبعا ، لن أخبركم ايهما أخترنا ..
.
.
في اليوم التَالي و بينما كُنا نيامًا في أمان الله ، استيقظت فَزعة على صوت الباب الذي يُطرق بِعنف ويبدو بأن الطارق سوفَ يكسره عمدًا ..
التفت الى رماح واانا ابعد يديه المحيطتان بي اهتف بخوف : رماح استيقظ ، سوف يكسر الباب ، استيقظ أرجوك هيا ..
فتح عينيه متعجبًا وهو ينظر اليّ بنعاس ، كان يريد ان يستفسر ولكن صوت الطرق القوي جعله يقفز وهو يبحث عن قميصه كي يرتديه خارجًا .. قفزت بخوف وانا اخلع قميصي الفاضح ، لأستبدله بأخر اكثر حشمة .. والحق به.
أسمع صوت صُراخ احدهم يصدح في المكان ..يصرخ ع رماح ويشتمه بألفاظ رديئة ..
رفعت هاتفي واذا بالساعة لاتزال ٥ فجرا !!
ولا ادري اي وحي نزل علي حينها ودفعني للاتصال بـ المحامي أنور وانا اطلبه ان يأتي الينا فـ الوضع عاجل .. وللحقيقة فإني خيرًا فعلت ..5

عيناك لي للكاتبه مهياريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن