الفصل الرابع

4.2K 67 11
                                    

كان منتظم الأنفاس يداه تضمني اليه
..وانا أنظر اليه ، يحمل جمالا آسرا حتى في
حزنه ، حاولت ابعاد يديه عني بعدما تأكدت
من مفعول المنوم ثم اخيرا ابتعدت قاصدة
الإغتسال والخروج لمكان ما ،
طال اغتسالي قليلا ، ارتديت بنطالا من
الجينز على و تيشيرت ابيض اللون ومعطفا
بلون السماء.
اسرعت بالخروج ارتدي وانا ارتدي قبعتي
تحمي اذناي من برد قاس احاط ي .
اغلقت الباب خلفي ، وانا اذهب الى الشارع
أشير بيدي الى سيارات الآجرة ارغب
بالذهاب لرؤية جدي .
وبالفعل ذهبت اليها وكانت احسن حالا ،
ومؤشراتها الجيوية مستقرة .. لم أستطع
الكوث طويلا عندها وأنا أخشى ان يستيقظ
رماح في أي لحظة...
كنت في طريق عودي للمنزل ، واثناء مروري
بالشوارع رأيت لافتة لاحد محلات الهواتف
المحمولة ، طلبت من السائق ان يقف ،
فتوقف مشكورا .. اخبرته افي لن اتاخر..
ثم نزلت مسرعة الى المحل ، اطلب هاتفا
مثل الذي امتلكه ولكن بلون اخر..
دفعت كل ما تبقى من المال الذي ارسله
لي اي في هذا الهاتف ، وقد اخذت معه ايضا
بطاقة اتصال برقم جديد ..
عدت لمنزلي في وقت قياسي جدا ،وأنا
ادخل بهدوء أخلع حذاي، ثم معطفي أعلقه
بالقرب من الباب ..
أجر خطواتي نحو غرفتنا .. وكلي امل ان
يكون لازال غارقا في النوم ، والحمدلله كان
كذلك ، ينام وهو موليا ظهره للباب .. يحتضن
وسادي ، بدلا عني!
الأمر الذي جعل من دماي تثور قليلا .. فهذا
المكان مكاي-
اقتربت منه وانا أبعدها عنه ببطيء ، ثم
احل محلها وانا الف يديه على جسدي ..
شد علي اخيرا ويبدو ان دفيء جسدي قد
انتقل اليه .. بدلا من وسادة لا حياة فيها ..
دفن رأسه في عنقي ولازال نائما .. انه الآن
يخنقني حقا .. ولكني كنت راضية تمام
الرضى ٠٠
بادلته العناق ، ثم أغمضت عيني أطلب
بعضا من الراحة كذلك فأنا لم انم منذ ليلة
الامس .
ومع آسفي فقد كان نومي مليئا بالكوابيس
المزعجة ، الا افي قد اخذت قسطا كافيا منه .
فتحت عيناي وانا لا ارى شيئا والظلام
ينتشر بالارجاء ، التفت بنظري اليه ومع افي
لا اراه الا ان قلبي اخبرفي بانه مستيقظ ..
همست باسمه : رماح ..
ولم يجبني ، مددت يدي ل هاتفي لأضيء
به على كلينا ..
واذا به مستيقظ ينظر الي ، بلا حياة .
انحنيت اليه اقبله على عينيه علي اعيد
الاشراق فيها . ثم قفزت من فراشي
مسرعة الى الحمام أجهز له ماء دافئا
للاستحمام عدت اليه وانا اسحبه معي
قسرا حتى يستقيم واقفا .. ولكن طبعا بلا
فائدة
لم استطع زحزته ، تأففت يائسة .. ثم عدت
اليه منحنية انشر القبل على ثنايا وجهه وانا
هيا ارجوك هيا اذهب للاغتسال سريعا ، ثم
افي اكاد اموت جوعا لم نتناول شيئا اليوم ..
هيا سوف أعد لك شطائر الدجاج التي
وان كنت اتوقع اي استجابة فقد اخطأت ..
جلست خلف ظهره اضمه الي ويداي تدلكان
كتفيه
انا ومع جهلي التام بالأمر.. الا ان مشاهدتي
للمقطع المرسل اثر ي كثيراا كثيراا .. فكيف
هو .؟ كيف ومن قتلا امامه والديه ..
والأدهى انه مقيد عن فعل اي شيء
تتطشر دمائهما في الارجاء وهو يرى .. لازالت
الحكاية مبهمة كيف خرج من هناك و ما
كان مصير والديه بعد الموت ..
زفرت بالم وانا اقبل خصلات شعره بعمق ..
اريد ان يخرج معي من هنا
اشعر بانه يختنق وان المكان يضيق عليه
ولكنه لايتكلم لايبدي اي استجابة ..
همست في اذنه : حبيبي ارجوك هيا قم
للاغتسال ، ثم نخرج قليلا لاستنشاق بعض
الهواء النقي .. المكان هنا يخنقني حقا..
هيا ارجوك ..
ستجب لي بداية ، ثم اوما برأسه موافقا
لم .
.. ارتاح قلبي من استجابته ، لاقفز مسرعة
اخرج له ملابسه التي يحتاج ..
اقتربت منه مرة اخرى وانا اجذبه بيدي لكي
يقف مستندا علي ، لايرتدي الا شورتا اسود
اللون -
اوصلته للحمام اخيرا وانا اقول له بهدوء :
الماء دافيء ، اغتسل ثم اخرج ريثما اجهز
العشاء لنا .. م ان اوليته ظهري انوي
الذهاب حتى امسك بيدي مانعا..
التفت اليه وانا انظر بريبة : مالأمر.. ؟
اشار لي بيده اشارة فهمت منها ان امر
تقريبا لما يريد ..
قلت له : هل تريد مني ان اتحدث ؟
هز رأسه نافيا ؛ ثم اعاد الكرة ..
فهمت ما يريد ، رفعت كفي الى وجنته
احيطه بها وهو استند بوجهه على كفي ..
قلت بصوت دافيء : هل تريد مني الغناء ؟
هز رأسه موافقا .. وعيناه تحتوي ضياعا لا
مثيل له ..
بدأت بالغناء بصوت عالي ؛ ليبتعد
عني وهو يذهب الى الاستحمام اخيرا ..
بينما انا اتجهت الى المطبخ ، اجهز عشاء
خفيفا ..وانا اغني .
دقائق معدودة ؛ وانا اقف امام الموقد
اشوح الدجاج على النار لاعد منها الشطائر
التي يحب .
شعرت به خلفي ، يحيط خصري بيديه
يعانقي ، وراسه يرتاح ع كتفي .. رفعت
رأسي اليه ، أقبل عنقه ثم اعود الى عملي ..
وهو لا زال مستكينا على حاله ..
انتهيت منه اخيرا ، وانا اغلق النار.. ثم
احمل اضع الدجاج ب صحن ، اخذه بيدي الى
الطاولة في الصالة .
كان متعلقا ي .. لا ينوي ان يفك حصاره ،
وضعت الصحن على الطاولة .. ثم امسكت
بيديه وانا ابعدهما بلطف .. وادفعه حتى
يجلس على الاريكة .. جلست بجواره وانا
أكمل عملي ، أضع حشوة الدجاج بالخبز،
مددت اليه خاصته ولكنه كان ينظر الى
الامام ، ليس معي في عالم آخر..
وان كنت اجهل السبب سابقا ، فالآن قد
علمت .. وكم المتني المعرفة .
امسكت بكفه وانا اضع فيها شطيرته ، ارفع
يدي ممسكة بيده الى فمه لارغمه على
تناولها ..
تناول منها ببطيء .. ولا زلت اصر عليه ان
ينهيها .. اخيرا وبعد عناء انهى تناولها ..
مسحت فمه بالمنديل ، ثم ذهبت اجلب
اليه هاتفه الجديد ، اخرجت من صندوقه وانا
اضعه بيده ..
نظر الي متعجبا!
قلت له : هذا لك ، لقد ذهبت الى زيارة جدتقي
ثم مررت باحد المتاجر اشتريه ..
هز رأسه ، وشبه ابتسامة ظهرت على
وضعه جانبا وهو ينحني واضعا راسه على
ساقي ينطوي ع نفسه مرة أخرى ..
تناولت شطيري التي بردت ، بشهية
مسدودة .. لم اكملها وانا اضعها على
الطاولة ؛ اهمس اليه : دعنا نخرج ؛ نبحث
عن حديقة عامة ، او نتمشى قليلا على
البحر..
لم يبدي لي رفضا ولا موافقه لذا ابتعدت
عنه عنوة وانا القي له الامر: سوف احضر
معطفك والقبعة حتى نخرج .
واخيرا ، خرجنا اعانق ذراعه ، نمشي في
الظلام .. الهدوء يسود المكان وقد قاربت
الساعه على العاشرة ليلا ، وفي منتصف
الاسبوع .. لا حياة في هذا الوقت وكأن العالم
كله ينام .
ذهبنا الى الميناء القريب منا نمشي ع
الاقداح .. حرفيا لايوجد سوانا
جلسنا جنبا الى جنب ، اسند برأسي على
كتفه نستنشق نسيم البحر، وصوت امواجه
يبدد أصوات الصراخ التي لا زالت عالقة في
ذهني ٠٠
رفعت رأسي انظر اليه ، كان سارحا ،
ازعجني الامر لا اريد منه ان يعود الى
انطواءه السابق ..
سألته وانا اتوقع عدم الجواب : كم عمرك ؟
والعجيب انه قد خالف توقعاتي وهو يخرج
من محفظته بطاقة الهوية ، يمدها الي ..
ابتسمت بسعادة وانا اخذها انظر لتاريخ
ميلاده ، لقد كان تاريخا مميزا بحق ا-١ -
١٩٨٨.
اتسعت عيناي بدهشة وأنا ارى انه يبلغ من
العمر ثلاثون عاما!
لم اتمالك نفسي وانا اقول : لا يبدو عليك
هذا العمر ابدا انك تبدو اصغر.. لقد كنت
اتوقع انك ب الخامسة والعشرون .
لم يجبني وهو ينظر الي بتعجب من
دهشتي ، ثم اشار بيده متسائلا!
لم افهم م يعنيه .. ليشر بيده الى اذنه
قاصدا الهاتف .
علمت انه يريد هاتفي ، اخرجت منمعطفي
امده له ، ليكتب فيه قليلا ثم يمده لي ،
: مالذي يهمك بالعمر؟
كان ذلك مايقصد ، التفت اليه بكليتي
اجيبه بحماس : لا يهمني ابدا ، انني احبك
لو كنت بالغا الخمسين لا الثلاثين .. ولكن
ملامح وجهك البريئة تجعلك تبدو اصغر
من ذلك ..
نظر لي مدهوشا، متسع العينان .. ويبدو ان
ماقلته قد اثاره ، انحنى الي وهو يضمني
بقوة ؛ وشفتاه تحطان على شفتي .. يقبلني
بجنون يكاد يلتهمني كلي .. ابتعدت عنه
قليلا اخذ انفاسي وانا ابتسم بخجل ،
سعيدة بما يفعل وقد نسى مؤقتا ما حدث
صباحا .. لم يمهلني وهو يعود الي يرتوي
مني شيئا لا ادري ماهيته .. مغمضا عيناه
لانشعر بالوقت ولا الزمان .
رفعت يدي الى وجنتيه ، احيطهما والأخرى
اداعب بها خصلات شعره ..
لا ادري كم مر من الوقت ، ولكن اعرف انه
كان كافيا لكي نبحر في عالم اخر.. اشعر
بأني اخيرا وجدت مرسى راحتي.. وسعادتي
انا معه مختلفة ، كما لم اكن سابقا ،
سعيدة ، مرتاحة ، ان الحياة ولو أنها آلمتنا
الا انني اراها بتفاؤل مادام بجواري ؛ لا ارغب
بشيء ابدا ، ارغب به فقط .
وقد كنت اعبر له بالافعال لا الاقوال عن
ذلك.. عن مدى حبي له ، واحتياجي له ،
والاهم اكتفاي به .
سمعت نباح كلب من بعيد لابتعد عنه
بسرعة ، وانا استوعب المكان المتواجدين
فيه ، حتى ولو انه يخلو من الاشخاص الا انه
يصح .. شعرت به لا زال في سكرة القبلة ،
لا
وهو يجذبني من فكي هابطا على شفتاي ..
وضعت كفي على شفتيه امنعه .. ليعقد
عينيه بغضب واستنكار.. همست له اذكره :
نحن في الشارع ، هذا لا يصح ..
وكانه اخيرا استوعب الامر، نظر بالانحناء
بسرعة يتأكد من عدم تواجد متطفل ما..
ثم ابتعد حانقا وهو يزفر بغضب .. ضحكت
على ردة فعله تلك ، انه حقا كالاطفال
وشفتاه مقوستان بآسى ..
لم اتمالك نفسي وانا انحنى اليه اقبل
وجنتيه .. ثم اسحب يديه حتى يقف معي ،
اجبره على ان يتمشى معي ..
في طريق عودتنا للمنزل ، طلب مني رماح
هاتفي كي يرسل رسالة.. مددته له صامته
ولا ادري على ماذا تحتوي حقا.. ولكن ما ان
وصلنا حتى دون لي بان محاميه قادم الى
ن ،
لذا طلب مني ان احضر له ، دفترا وقلما .
هززت راسي صامته ، وانا احضر له ماطلب ،
ثم اتجهت الى المطبخ حتى اعد لهما القهوة
. لحق ي ، وهو يحتضني من الخلف يضع
رأسه في ثنايا شعري يستنشقه ..
كان قلبي ينبض عشقا ، وعيناي تشعان
سعادة وانا اشعر به احسن حالا من قبل ..
التفت اليه بكليتي .. اقبع بين احضانه ،
ينحني برأسه الي ، جبيني على جبينه انفي
على انفه .. اقترب من شفتيه اقبلهما بخفة
ثم ابتعد .. ولم يكن ليرضى بابتعادي وهو
يعود بشكل احن واعمق ، حملني بقوة وانا
احيط خصره بسافي ، اتجه ي نحو سطح
المطبخ وهو يبعد ماعليه حتى يجلسني
ولازالت شفتاه تعبث ي وبعنقي الذي
اصبح عبارة عن عناقيد من الكرز الاحمر
لايزال اثرها متواجدا منذ الامس .
ابتعد عني ووجنتاه مكتسيه باللون الأحمر،
ونظرة عيناه خادرة تماما ، قبل جبيني
وامسكني من خصري ينزلني ارضا .. ثم
اشار بيده الى ساعة..
فهمت منه ، انه يقصد ان محاميه ع وصول
. هزت رأسي محرجة منه ثم التفت الى
عملي ، اضع القهوة في الركوة الخاصة بها ..
ثواني واذا بالباب يطرق وبالطبع فان الزائر
كان معروفا اقترب مني قبل خروجه وهو
ينزع الوشاح الخاص به ، يحيط به عنقي
يخفي بذلك آثار قبلته .. ثم اسرع بخطواته
يفتح الباب كنت اسمع صوت المحامي
فقط يتحدث الى رماح ، والانفعال باد على
صوته ويبدا ان له معرفة سابقة بالامر، و الا
ما اق في هذا الوقت غاضبا حانقا ..خرجت
اليهم احمل صينية القهوة، اضع امام كل
منهم خاصته ، وليتهم ظهري وانا انوي
الذهاب ولكن يد رماح الذي امسكت بكفي
يمنعني من ذلك .. نظرت اليه واذا به
يسحبني جالسة الى جواره . يحيط بكتفي
يضمني اليه ..
نظر الينا المحامي و الدهشة تعلوه ؛ ثم
اكمل حديثه قائلا : يجب ان نكثف الحماية ،
هو الآن لايعلم اين انت .. ولا يعلم بانك
تزوجت ، وصدقني الافضل لكما جميعا ان
لا يعلم ابدا لقد هددك بحرق روحك وهو
يعلم انه لم يبقي لك احدا ، فماذا لو عرف
بامر زواجك! اول م سوف يفعله سيأذيك
في زوجتك ..
شعرت ب رماح يشد على كتفي بقوة المتني
، نظرت اليه وملامح القلق والخوف تعلوه ..
مددت يدي الى فخذه اشد عليه بكفي ،
اخبره افي هنا ولن يحصل شي ..ثم نظرت
للمحامي وقد ضايقني بقوله ذلك لرماح
وهو في حالته هذه ..
: عفوا يا سيدي لا اعرف ما هو اسمكك ..
ولكن لا يصح ان تثير قلق رماح بهذا الشكل
، ان الامور جيدة ان شاء الله ، ولن يصيبني
اي مكروه ما دمت بحفظ الله .
رشف من قهوته قليلا، ثم قال : اسمي انور
، ثم افي ياسيدتي لا اقصد ان اثير قلق رماح
. انا فقط اتمنى منه ان يكون اكثر حرصا ..
انت لاتعرفين مع من نحن ......
لم يكمل حديثه ورماح يمنعه من الكلام
بيده .. مشيرا اليه ان يصمت ..
هز رأسه موافقا ، ثم استقام ينوي الرحيل :
سوف احرص على احاطة المكان بالحراس
تحسبا لاي امر، وزوجتك سوف تكون
ضمن هذه الحراسة .. لا تقلق ولكن مانرجوه
ان تتمالك نفسك وتعود الينا من جديد كما
عهدناك سابقا..
لم يجبه ، وهو ينظر الى الأمام صامتا مفكرا ،
ودعنا المحامي ولحقت به وشيء في رأسي
يدور لن ينفذه سواه ..
اوقفته عند الباب قائلة : مهلا ياسيد انور..
اريد الحديث معك في امر ما ..
التفت الي باهتمام بالغ : امرك يا سيدة
أسيف ماذا تريدين ..
اجبته خجلة : لا ارغب في الذهاب الى
المدرسة هذين الاسبوعين ! اريد البقاء
بجانب رماح ، هل يمكنك تدبر الامر؟
هز رأسه ببساطة : بالطبع يمكنني ذلك
..حتى افي افضله ف رماح في حالة لا يمكنك
التنبؤ بردات فعله وعقله تقريبا يأي ويذهب
وكان هذا بالفعل ما الحظه برماح ..
اغلق الباب خلفه وانا عدت ادراجي ابحث
عنه .. لم اجده في الصالة ، يمكن ان يكون
في الحمام اذن ، دلفت الى غرفتنا وانا ابعد
الوشاح عن عنقي ، ثم اخلع المعطف
وخلفه التيشيرت ، اقف امام خزانتي اخرج
منها بجامة اريد ان ارتديها قبل النوم ..
شعرت بالدفيء يحيطني من كل اتجاه
وذراعاه القويتين تضمني اليه .. لم يكن
هنالك مجالا للرفض ..ولا المقاطعة هذه
المرة .أخذي اليه كالمرة الأولى بيننا يغيبني
معه في غمرة من العشق والأشواق التي
أجهلها وهو يسعى جاهدا ان يكون لطيفا
ناعما بلا عنف .
ابتعد عني اخيرا يرتمي الى جانبي وهو
يلتقط انفاسه .. بينما أنا اشتعل خجلا..
وكأنها المرة الاولى . جذبني الى احضانه
يداعب خصلات شعري ويستنشقها بخدر
ظاهر.. بينما أنا فأصابع يدي تداعب صدره
الواااسع .. افكر بناا ، وامنية بقلبي تكبر
اتمنى ان اسمع صوته .. ينطق باسمي
رفعت راسي انظر اليه و عيناه ناعستان
بشكل يخطف الالباب .. اعتقد ان آخر م
يمكن ان نقوم به هو النوم .. فكلانا قد اخذ
كفايته منه ولربما اكثررر ، ولكن العجيب
حقا اني شعرت بانتظام انفاسه دلالة ع نومه
.. الامر الذي جعل من عيناي تطبقان بلا
شعور مني ثم نمت انا ايضا ..
صباحا .. ايقظني هوو .. وانا اشعر به يداعب
وجنتاي بكفه ، والأخرى تبعد خصلات
شعري عن وجهي ، فتحت عيني انظر اليه
باستغراب ولازال الوقت مبكراا جدااا ..
اشار لي بيده الى الوقت ، سألته بتعجب :
لازالت السادسة ، ارغب بان انام .
اندهشت عيناه وانا أراه يخرج هاتفه -
الجديد- يدون فيه شيئا .. رفعه في وجهي
لأقرأ
: المدرسة يا سيدة ..
قلت له وانا اغمض عيناي اريد العودة
للنوم قبل ان يطير اتدثر جيدا باللحاف : لن
أذهب ، حتى تحين اختباراتي .
فجأة سحب عني اللحاف بعيدا وهو
ينتفض ، يسحبني باجبار نحو الحمام ..
ماهذا المتغطرس السادي ..
كانت عيناي تغمض بلا شعور مني ..اشعر
باني لازلت نائمة .. حتى فجأة شهققققت
عالياا بصرخة ..وانا اشعر بالماء يغطيني من
رأسي لاخمص قدماي ، بدا جسمي
بالارتجاف صدمة وانا انظر اليه لا استطيع
ان اجد صوي!
وعلى كل حال فهو لم يكن بأحسن حال
مني ، فهو يقف تحت الشاور ايضا معي للا
يرتدي سوى شورت قطني .. بينما أنا ارتدي
تيشيرت ابيض اللون يصل الى منتصف
فخذي ولم يكن سوى له .
اقتربت منه وجسدي يبحث عن الدفء،
احتضنه وانا غاضبه ، من م فعل .. ولكن
رؤية اسنانه البيضاء وهو يضحك بددت
غضبي وجعلته يتلاشى من مسامات
جسد ٠
كانت ضحكة بلا صوت ، ضحكته تتسع وهو
يحيطني بيديه يضمني ، وكفيه تمسح على
ظهري بحنو بالغ ..
ثواني قليلة حتى اعتاد جسدي على برودة
الماء ، نظرت الى نفسي كان مظهري فاضحا
بحق .. وكانني لا ارتدي شيئا والتيشيرت
ملتصقا بي كجلد ثان .

عيناك لي للكاتبه مهياريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن