القصة

16 5 1
                                    

ظل يقترب مِنّي شيئًا فشيء حتَّىٰ أصبح لا يُوجد شيء بيني وبين الحائط، حاولتُ أنْ أصرخ ولكنني لم أستطع، لم أستطع إخراج صوتي، حتَّىٰ شعرتُ بهِ يقوم بخنقي وبدأ النور يختفي من حولي.
ثانية..
اثنتين..
ثلاثة..
سقطتُ ولم أشعر بشيءٍ بعدها.
***
- تسنيم، هيَّا استيقظي، ماذا بكِ؟
استيقظَت تسنيم فزعةً مِمَّا رأت في ذلكَ الحُلم، ظلت تنظر حولها بخوفٍ؛ حتَّىٰ سألتها والدتها - ما بها - فقالت:
-  لقدْ رأيتُه، أقسم أنَّي رأيتُه؟
سألتها أمُها بِقلقٍ:
- عن ماذا تتحدثين؟ مَن الذي رأيته؟
- رأيته وحاولَ خنقي.
نظرت نحوَ نافذتها المفتوحة علىٰ مصراعيها ثُمَّ قالت:
حتَّىٰ انظري، لقد أغلقت نافذتي عِندما ذهبت إلىٰ النوم، ولكنها الآن مفتوحة، وكانت مفتوحة أيضًا عِندما جاء.
- تسنيم ابنتي اهدئي أولًا، وبعد ذلكَ اشرحي لي ماذا يحدث..
أخذت أنفاسها ثُمَّ قالت:
لا أعرف إن كان حُلمًا أم حقيقة، ولكنني موقنة أنهُ حقيقة، عِندما كُنت جالسةً أقرأ في كتاب الرُعب المُفضل لي، رأيت خيالًا أسودًا ضخمًا علىٰ الحائط، ظننتُه شيئًا عاديًا؛ لأنني متعبة فقد، ولكنْ.. رأيتُ ذلكَ الظِّل يقترب مِنّي شيئًا فشيء حتَّىٰ أصبح لا يُوجد شيء بيني وبين الحائط، حاولتُ أنْ أصرخ ولكنني لم أستطع، لم أستطع إخراج صوتي، حتَّىٰ شعرتُ بهِ يقوم بخنقي وبدأ النور يختفي من حولي، وبعد ذلكَ شعرتُ بكِ توقظيني.
سكت أمُها قليلًا ثُمَّ قالت:
- هذا ليس إلا حُلمًا؛ لأنك قرأتِ كِتاب رعبٍ قبل النوم، فلا تقلقي، و هيَّا انهضي حتَّىٰ لا تتأخري علىٰ جامعتك.

لم تطَّمئن تسنيم بعد كلامِ والدتها، ولكنها حاولت نسيان الحُلم وقامت حَتَّىٰ تقوم بتغيير ملابسها.

انتهت تسنيم من ارتداء ملابسها وبعدها ودَّعت والدتها، واتجهت إلىٰ جامعتها.

مرت أسابيع علىٰ ذلكَ اليوم، في تلكَ الأيام تيقنت تسنيم أنهُ كان حُلمًا، لم تعد ترىٰ كوابيسًا مِن يومها،
ولكن اختلف كُل ذلكَ عِندما بدأت تسنيم تشعر أن هُناك مَن يراقبها، أصبحت في الآونة الآخيرة عيون تُراقبها، حاولت إبعاد تلكَ الأفكار، ولكن لا فائدة؛ فكُل ما حولها يدعوها لذلك.

كانت جالسة علىٰ سريرها مُنغمسة في قراءة رواية الرُعب، حتَّىٰ شعرت بشيءٍ مرَّ مِن جانبها، نظرت حولها فلم تجد شيئًا، أعادت نظرها للكتاب، عندما رفعت رأسها من الكتاب وجدته أمامها، كان أسودًا كَسواد الليل، عيناه شديدة السواد، سقط الكتاب من يديها وأسرعت إلىٰ الباب لتفتحه ولكنهُ كان مغلقًا، نظرت ورائها رأتهُ يقترب منها، ظل يقترب مِنها شيئًا فشيء حتَّىٰ أصبح لا يُوجد شيء بينها وبين الحائط، حاولت أنْ تصرخ ولكنها لم تستطع إخراج صوتها، حتَّىٰ شعرت بهِ يقوم بخنقها وبدأ النور يختفي من حولها.
ثانية..
اثنتين..
ثلاثة..
سقطت ولم تشعر بشيءٍ بعدها.
***
لقد تحقق الحُلم، لذلك يا عزيزي القارئ لا تنغمس في قراءة الرُعب كثيرًا، حتَّىٰ لا يحدث لكَ ما حدث في تِلكَ الحكاية.

لـ مَريَمْ عَلِيّ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 13, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لقد تحقق الحُلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن