بعد الرجوع من المطاردة جلس الجميع في مكتب لونغ ليتناقشوا -أو بالأحرى ليصرخوا في وجه بليك- معًا.
.
لونغ: "اسمعني يا فتى، أولًا ، أنا لا أُفضل أحدًا على الآخر، و بالنظر إلى مؤهلاتك للعمل فهي محدودة للغاية، لقد تخرجت قبل شهرين بمرتبة عادية و لم تعمل في أية مكان لذلك أنت لا تملك خبرة فالمجال هذا فأقترح عليك أن تعمل فالجيش لتبني نفسك و بعد انتهائك من ذلك تعال لنتحدث مرة أخرى" جاكس: "أجل أيها الغُلام فأَنتم أيها الجيل الجديد لا تعرفون شيئًا عن العالم الحقيقي *تسك تسك*"
بليك: "هل تظن أنك تكلم طفلًا؟ قد لا أمتلك الخبر لكنني أمتلك أخلاقًا عكسك."
جاكس: "ما الذي قلته أيها الوقح!!"
لونغ: "لكل فعل ردة فعل يا جاكس، و أيضًا، أنا أتفق مع بليك فأنت لا تمتلك أخلاقًا على الإطلاق."
جاكس: "هوو هوو ! إسمع من يتكلم يا جماعة ! السيد الإنطوائي-حاد-الطباع-الغير-اجتماعي-بتاتًا"
"ذلك أطول لقب سمعته في حياتي *قال بليك*
جاكس: "ذلك لأنك لم تَعِش حياتك أصلًا لتسمع اسمًا أطول يا ابن البارحة"
"هل تعتبر ابن البارحة نوعًا من أنواع الشتائِم الأن؟ *تسائل لونغ*"
لونغ: "حتى لو تناقشنا -مع اني لا اعتبر هذا نقاشًا- من اليوم للغد فلن يغير
الرئيس رأيه، أنت تعرفون، إنه عنيد قليلًا..."
جاكس: "قليلًا ؟؟!! ، ذلك المُسن لديه رأس أَيْبَس عن الصخر!"
لونغ: "بالفعل.."
جاكس: "أليس لديك أي شيء أخر تضيفه غير الموافقة؟"
لونغ: "هذا ليس من شأنك".
بعد هذه (المناقشة) إستسلم الاثنان لقرار الرئيس و وافقا بأن يَضُماه في كَنَفِهِما ، و سمحا لبليك بالإطلاع على المعلومات التي جمعاها حول القضية. في ذلك الوقت كانت بريطانيا مليئة بمثل هذه الجرائم بسبب الفقر و الخسائر الضَخمة الناتِجة عن الحَرب العالَمية الثانِية التي انتَهت قبلَ تسع سنوات، فحتى بعد مُرور عَقد من الزَمن لكِن بريطانيا لَم تتعافى مِن تِلك الاصابات الفادِحة، التي ظَهَرت بشكل خاص عَلى المُواطنين ،لذلك لم يكن شيئًا جديدًا على كافة المُحققين، اللائي سيَتركون القضية بحجج واهِنة مثل، "هذا طبيعي في هذه الأوقات الصعبة" أو "لا بد أن القاتل كان مُحتاجًا.." إلخ إلخ، تاركين ورائهم عوائل الضحايا بدون تحقيق العَدل لِفقيدهم..
لكن لونغ لا يسمح لهذه الجرائم أن تَمر مرور الكِرام مهما كانت صغيرة أم كبيرة ، و مَوت لاك كينسون لن يَغدو هباءً منثورا لأن محقق القضية هو بينجامين لونغ بإختصار. دائِمًا ما كان هكذا، يتصرف حَسْبَ مبادِئِه بِغض النظر عن العواقِب التي سيحصل عليها.
"إذًا ... ما العمل لونغ ؟ أنا لم أستطع التَّوصُل لأي شيء بهذه الأدِلة، *يستنشق الهواء بِعُنف* يا له من قاتِلٍ شحيح، على كلٍ هل عَثَرت على شيء ؟"
"انظر على القضية يا جاكس ، ألا تُذَكِرك بقضية قديمة؟"
"أوه أتقصد مئات القضايا المُشابِهه لها؟" *يقول ساخرًا*
"لا انظر بِتَمعن ، المكان -بقرب قلعة سليمان- هذا .. لقد حدثت عِدة وقائع بِه لكِنه مجرد مَوقِع عادي جدًا بَل أقل من عادي فالكثير من السُواح يأتون الى هنا لذلك هو يعتبر مفضوحًا للغاية."
"الأن و قد ذكرت سولمون لقد تذكرت قضية قتل أحدِهم هنا *احم احم* لكنها أُغلِقت" *يقول و هو يَحُك رأسه*
جاكس: "من الممكن أن تكون هذه القضايا كُلها.."
"إشارة!" *قال لونغ و بليك في نَفس الوقت*
لونغ: "ملاحظة جَيِدة أيها المتدرب الأرعن"
"هل هذا لقبي الأن؟" تسائل بليك.
قضية قتل كينسون حدثت بالقرب من معلم تاريخي يطلق عليه اسم قلعة سليمان ، هناك بعض الشائعات التي تدور حول هذا المعلم لكون تاريخه حافل بجرائم القتل على مر العقد الماضي ، و بسبب بناء حديقة تبعد عن القلعة مسافة صغيرة فإن الجرائم بها قلّ تدريجيًا و أصبح النشاط الغير قانوني فيها راكدًا الى أن أتت قضية كينسون الغريبة جدًا، و قد تتسائلون لمَ هِي بتلك الغرابة قائلين انها مثل أية قضية يومية ، لكنها ليست كذلك.. قُتل السيد لاك كينسون البالغ من العمر الأربع و خمسين سنة و هو في طريقه الى قلعة سليمان التاريخية عن طريق شق رأسه الى نصفين بفأس يُستخدم لقطع الحطب، لا يوجد أي شهداء على الواقعة لأنها حدثت ما بين الساعة واحدة الى الثالثة صباح يوم الاثنين الموافق لليوم العاشر من نيسان ، ١٩٥٤... لم يتم العثور على على أثار أقدام لكل من القاتل و الضحية... وَجدَ قسم الطب الشرعي على بِضع دلائل -غير واضِحة- بجِسم الضحية تُشيرنا بأن الضحية قَد تناول جُرعات من مادَة مُخدرة غير معروفة حاليًا و يَتِم تحليلها الأن فالقسم.
فكما تَرَون انه يوجد العديد من الدلائل المتنافرة لقضية من المُفترض أن تكون سهلة مما يقود ثلاثي التحقيق في طريق طويلة من الاستفهامات.
"إنه لَمِن الغريب وجود كل هذه الدلائل المتنافرة.. اظن ان اقتراح بليك حقيقي، كل شيء عن الجريمة يصرخ 'أنا تحذير' لكنني لا أستطيع وضع النقاط على الحروف بعد ، نظرًا لكوننا مكتب الشرطة الوحيد في هذه المنطقة يؤكد النظرية... سوف أطَلِع على تلك القضية التي ذكرها جاكس غدًا." *لونغ و هو يفكر*
أنت تقرأ
قضية لونغ
Actionتَمَ رَمْي قَضِية قَتل أُخْرى عَلى عاتِقَيْ لونغ لِيَحلها ، "كالمعتاد" ، لَكِن يَكتَشِف أنَ القضِية لَيسَت مُعتاده كَما يظنها.. لونغ، جاكس و بليك الثلاثي الأَغرَب في بِريطانيا يَخوض رِحلة على طَريق مِنَ الغُموض للوصول إلى الجاني .