مَنْ أَنا؟

171 10 10
                                    

الخامس عشر من سبتمبر

كانَ وَاقِفاً يُراقِبُني بِكَيانِهِ أَلمَهزوزِ
وَنَظرَتُهُ القَويةُ إختَفتْ وَ أَصبَحت بَارِدةً , كأنَهُ مَيت
كْانَ وَجهُهُ خَالياً مِنَ أَلحُبِ وَ عَيناهُ مِلؤها أَلحُزنُ
لَمْ يَكُن يَنظُرُ لي أَساساً.
كانَ يُحَدِقُ بِالجِدارِ.
وَجه خالِ مِنَ أَلتَعابِيرِ
خالٍ مِنَ أَلحَياة
كَيفَ يُمكِنُ لِشَخصٍ أَن يَكونَ بِهذا أّلبُرود؟
كانَ يَقِفُ أَمامي مُباشَرةً
لَكِنَني كُنتُ عاجِزةً عَن أَلكَلام وَ مُناداتهِ
غَادَرَ أَلغُرفة دونَ أَن يَنبِسَ بِكَلِمةٍ
نَهَضتُ وَانا أُحاوِلُ مَنعَهُ مِنَ أَلمُغادرةِ
لَكِنَهُ كانَ قَد غَادَرَ أَلمّنزِل حَقاً.
لَم أره مُجَدَداً.
وَكَأَنَهُ غَادَرَ هَذا أَلعالَمَ

أَلإثنَينْ

مَرَ إسبوعٌ مُنذُ رأيت كوان آخِرَ مَرةٍ
لَم أَسمَع عَنهُ حَتىٰ , بِتُ أَفتَقِدُهُ كَثيراً
لَقَد كُنتُ أُعَاني مِن رُهاب أَلخَلاء
لِذَلِكَ لَم أُغادِر أَلمَنزِلَ مُنذُ مُدةٍ.
بَقيتُ أَشرَبُ أَلنَبيذَ في مَنزِلي وَ آخذ حُبوبَ لِتَهدِئة أَلأَعصاب
كانَ كوان يَأتِيني في أَحلامي دَوماً حينَ يُغادِرُ أَلمَنزِلَ
وَحينَ أَستَيقِظُ أَكتَشِفُ أَنَهُ حُلمٌ لَيسَ إلا
لَقَدْ كانَ يُعاتِبُني بخُصوصِ شَيءٍ ما
لَكِنَني لِسَببٍ ما لا أعرِفُ ما هُوَ
دَوماً مَا يُغادِرُ أَلمَنزِلَ تَارِكاً إيايَ أَتسائَل عَنْ أَلعَديدِ مِنَ أَلأَشياءِ.

أَلأربِعاء

أَلأيامَ باتَت تَمُر عَلَي وَ أَنا لا أَذكُرُ أَيَ لَحظةٍ مِنها
إِنَهُ يَقِفُ أَماميَ أَلآن
كُنتُ قَد فَتَحتُ عَينَي لِلتَو حَتىٰ أَراه وَاقِفاً يُحَدِقُ بي
يَبدو أَنَهُ قَد مَرَت لَهُ مُدةٌ طَويلةٌ وَ هوَ هُنا
حاوَلتُ أَن أَمُدَ يَدي لِأُمسِكَ وَجهَهُ
وَ أَتَحَسَسُ مَلامِحَهُ أَلَتي لَطالَما كُنتُ أُحِبُها
لِما أَنتَ أَناني وَ مَنَعتَني مِن أَحَد أَشيائي أَلمُفَضَلة؟
أَرَدتُ مِنكَ أَن تَبقىٰ مَعي , مَعَ أَشيائي أَلمُفَضَلة.
يَدي لَم تَكُن تَصِلُ لَهُ وَ كَأّنّهُ يَبتَعِدُ شَيءً فَـ شَيء
إِنَهُ قَريبٌ حَقاً , بَل يَقِفُ أَمامي
لَكِنَني لا أَصِلُ
بَدَأ يَقتَرِبُ نَحويَ كَثيراً , حَتىٰ بِتُ أَشعُرُ بِأَنفاسِهِ
بَل حَتىٰ دَقاتُ قَلبِهِ
كُنتُ أَسمَعُها لَكِن لا فِكرةَ لَديَ عَن طَبيعَتِها.
لا أَعلَم إنْ كانَتْ سَريعةً أَم لا
أَثناءَ ما كانَ يَتَقَدَمُ نَحويَ بَدَأتُ أَشعُر بيَدَيهِ تَلتَفُ حَولَ رَقَبتي
سَاحِبةً أَنفاسيَ مَعها
وَ مَهما طالَ نَفَسي أَو قَصِرَ , لا أَستَطيعُ أّلخَلاصَ مِنها
يَستَمِرُ بِسَحبِ أَنفاسيَ جَاعِلاً إياي أَشعُرُ بِنَفسي بِـ أَللامَكان
عاجِزةً عَن أَلنَطقِ بِشَيء
وَ عاجِزة عَن أَلشُعور بِشَيء
جَميعُ حَواسيَ باتَت مُتَخَدِرةٌ
وَ كَأَنَني أَغرَقُ في أَلسَواد
كُنتُ أُريد أَن أَصرُخ.
أَن أَبكي.
أَن أُعانِقهُ.
أَن أَعتَذِرَ لَهُ عَنْ شَيءٍ لا أَعلَمُ ما هُوَ.
لَم أَكُن قادِرةً عَلىٰ فِعلِ أَي شَيءٍ.

MIDNIGHTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن