١

41 2 0
                                    


نسمات جميلة في حديقة عامة، تجلس فيها  فتاة جميلة اسمها نور تتأمل بجامل الطبيعة التي تراها في لحظات الهدوء، اتى زوجها علي وجلس معها فوضعت رأسها على كتفه، وقالت:
_ نحن الآن نستسلم لإرادة ربنا بأن لا يصبح لنا أطفال، فقد ذهبنا لجميع الاطباء ولكن لم نحصل على نتيجة.
كان السبب من زوجته المصابة بالعقم، لا تستطيع الانجاب فلم يتركها زوجها ولم يتزوج غيرها  بسبب حبه لها. مرت عددة ايام حتى خرجت الفتاة مع امها للذهاب الى الجامع لأداء الصلاة، وفي لحظة رأت أمرأة تضع طفلها امام الجامع وذهبت، نظرت نور الى الطفل وهو يبكي بشدة، اقتربت منه وحملته فشعرت بالامومة والارتياح لذلك،  قالت امها:
_اتركي الطفل.
فقالت: لا استطيع تركه.
الأم: سوف يتكلم الناس عليكم أذا اخذناه، ومن يقول ان زوجكِ سوف يتقبل الامر؟!
نور: سوف اتبناه وافعل المستحيل لكي يبقى معي.
ذهبت الفتاة الى بيتها حاملة الطفل بيديها، فرآها زوجها وسألها:
_ من أين أتيتِ به؟
وحين شرحت له القصة غضب منها ولم يتقبل الأمر، مرت لحظات صمت تركت خلالها الطفل على الاريكة التي يجلس عليها زوجها، وذهبت، فبكى الطفل في هذهِ اللحظة فلم تأتي زوجته لكي تسكته، أخذه بيديه وحمله فشعر بالارتياح و الأطمئنان، وقرر الزوجين ان يربيانه و يتجاهلون آراء الناس وانتقاداتهم، واطلقوا عليه اسم أمير.  وتعاملوا معه  كأنه ابنهم حتى إنهم لم يقسوا عليه ولو لمرة واحدة.
مرت الايام واصبح أمير طالباً في الجامعة، وأبوه موظفاً، وشاءت الأقدار أن يتوفى الأب بحادث، مرت نور وابنها بأيام عصيبة من دونه، فقد اهلكها فقدان زوجها. مرت اشهر كثيرة كانت صحتها يوم عن يوم تتدهور حتى نقلوها الى المشفى،  لم يتركها ابنها للحظة واحدة، كان يجلس بالقرب من والداته يبكي بأن لا يفقدها، قالت الأم لولدها ذات مرة:
_ سوف اقول لك شيئاً قبل ان أموت، أنت لم تكن ابننا، انا لست امك، وعلي ليس والدك.
شرحت له القصة كاملة، فأرتبك كثيراً وبقي يبكي خارج الغرفة، جاءت جدته والدة نور وقالت له:
_ هل عرفت الحقيقة ياولدي؟
فقال: نعم
قالت: يابني لقد تعب والداك بتربيتك وعاملوك كأنك ابنهم الحقيقي ولم يقسوا عليك فلا تأخذ قراراً يدمرك أكثر. جلس الشاب وحيداً يخاطب نفسه، بعدها ذهب الى والدته وبقى يبكي ويقول لها:
_أنتِ امي وعلي هو ابي انا احبكم انتم  لا اريد غيركم، انتم اهلي.
قالت الام: الآن ارتاح قلبي. كانت وصيت ابيك ان لا تترك المنزل، واوصيك حين وفاتي ان تدفنني بجانب والدك. مرت ايام وتوفيت أمه، اصبح عاجزاً مرهقاً من شدة الفقدان لوالديه وهو ينظر لصورهم، لازم البيت وامتنع عن الدراسة، فرأت ام نور حالته سيئة جداً فبعثت له ابنها الصغير الذي كان بعمره لكي ينسيه همه، ولكن في يوم من الايام اتى خاله لكي يتفقده في غرفته، طرق الباب ولكن لم يفتحه، دخل أليه ورفع الغطاء عنه، فرأه منتحراً وبجانبه ورقة. نقلوه الى المشفى بأسرع وقت لكن فقد فات الاوان عليه لانه كان ينزف لساعات طويلة، قرأ خاله الورقة التي يقول فيها: لم استطع تحمل ألم الفراق لوالديّ اشتقت لهم كثيراً اريد ان أكون معهم، ادفنوني معهم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 21, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صرخة صمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن