1• ليَاليّ تَموز

18 3 0
                                    




الاول:

'حالة الرفِض تبلورت مُنذ ان كشفت تلك العجوز الشَمطاء عن انيابها.'




كانت ليلة غاب عِنها القَمر ،ساعة أفِزعتني تِلك المَرأة العَجوز.حِينها كُنت مُستلقياً على ظهِري فَوق ذلِك السَطح التُرابي النَاعمِ لبيت فَرنسي قَديم.

تُحيط مُعظم جِهاتهُ مُستيطلات مُنتظمة من قُطع  الحَديد المَخروم بين مسافة و أخرى بِفتحات دائرية للاعلى تَسمح بمرور الهَواء في ليالي تَموز.

اطلت العجوز من فتحة 'البادكير'.كان اول ما ظهر منها أصابِعها الطويلة التي تنبُت على مُقدمِتها اظافِر معكوفة إلى الاسفل وكأنها مخالب لحِيوانٌ مُفترس.

مالبِثت أن دفِعت بِكتفيها الى الاعلى واخرجِت رأسها الاشمط الكثيف، و ما أن نظِرت إلى عينيها الحَمراوتين التي يَشُع مِنهما بريقٌ مُرعب حتى كشفت عن أنيابها المُدببة البيضاء واخذت تُقهقه بصوت مُرتفع مُتشنج أشبَه بِنعيق.

تَشُق بِقهقهاتِها عِنان السماء، الا ان لا احد من الجيران يسمعها سواي انا المَرعوب من هَول تِلك المُفاجأة.

قفِزت صَوب مَشربة المَاء المَصنوعة من الفخار، المَثلومة مِن أعلاها، امسكتها بِكلتا يديّ، وصوبتها بأتجاه  الشَمطاء لكن تِلك المسافة الصغيرة التي تَفصِلنا أفرغت المَشربة من ثُقليها، فسقطت امامي كقُطعة من أسفنج خفيف.

تعجبِت من تلك الحالة الغريبة مُتذكراً كلام زُملائي بأن هَذه المَنطقة مَسكونة.

بيد أن العجوز أستمرت بنعيقها المُخيف مُشيرة إلي بأصابعها المُرعبة،وهو ماجعلني أهرب مِنها راكِضاً تَبتلع قدماي شَوارع الليل هَلعاً.

هَرولت خَلف حافِلة نقل الرُكاب ذات الطابقين لغرض اللحاق بِه، كانت اخر حافلة تتجه صوب المرأب في تلك الليلة.

لم يكُن الشَارع المفروش بالاسفِلت الاسود يزدحم بِالناس في أخِر الليل، الا انني كُنت اصطدم بزرافان من النساء ذات عباءاتٌ سود يقطن على طريق اللحاق بالحافِلة الحَمراء...

ركضتُ غير مُبالي بِهن وقد زاد عددهن الغير مألوف في تلك الساعة المُتأخِرة!

وحين وصلت على مَقربه منها فاذا بالعجوز الشمطاء تَظهر امامي من جديد مُقهقه وهي تحول بيني وبين ركوب الحافلة.

عكستُ اتجاهي فراراً منها، تركت الشارع والحافلة والناس والمدينة بأسرها..عبرتُ مسافات حتى وصلت لحافات القضبان الحديدية المُمتدة طولاً وانا بين الذهول والارهاق احاول ان استجمع قواي.

يَمر قِطار سريعاً من امامي اشاهد اصدقائي ممسكين بأبواب عراباته، يلوحون لي بفرح؛ إصعد..اركض ..أسرع.. الحق بنا.

اسرعت راكضاً خلف قاطراته بتوازي تلك القضبان حتى امسكت بذيل اخر قاطرة وإذا بالعجوز الشمطاء تدفعني بقدميها الصلبتين وهي تنعق من تلك القاطرة.

تدحرجت بين القضبان، شعرت بالحصى وهي تصطك بظهري وأضلعي..تقلبتُ فوقها متألماً.

نهضتُ لعلي أُريح عظامي من تِلك الحصى الناعِمات التي تفترش الثُكنة القديمة لمُعسكر باريس.

لم اتعود النوم على الحصى من قبل...لكِنها كانت الليلة الاولى لألتحاقي بكتيبة تدريب الدروع.





-إنتَهى...



اتمنى تعطون حُبكم ودعمكم للرواية💚.



MAVIAK WAS HERE.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 24, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

France in your eyes || TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن