ذكريات

19 3 2
                                    

الذكريات تبقي ولكن اصحابها يرحلون
لذلك نتمسك كثيرا بالذكريات السعيده
ونظن ان الذكريات الحزينه هي التي تتمسك بنا
ولكننا ايضا من نتركها تلتصق بافكارنا وتنبش في اعماقنا
مالا نعرفه ان عقلنا يعبث بذكرياتنا ويغيرها
السعيده يظهرها سعيده لنا اكثر لاننا نحتاج لها لنهرب من واقعنا 
والحزينه يجعلها كئيبة اكتر  لتخرجنا من خيالاتنا
لدرجه ان ممكن ليس فقط تفاصيل معينه بل موقف باكمله لا يكن حقيقي
فلاحلام والذكريات والاوهام كلها مرتبطه ببعض واحيانا تندمج ببعض
والعقل الباطن ليس له رقيب او حسيب 
ابسط دليل عندما تشاهد فيلم منذ سنوات احببته وظل ملازما لفكرك فترة طويله ثم تشاهده بالصدفة مرة اخري
ستجد الاحداث ليست كلها متوافقه مع ذكراك عنه
بعض التفاصيل مغايرة
بعض وجوه الممثلين متغيرة
بعض المشاهد محزوفه او مضافه من ذكريات
حتي تشك وتعتقد قد يكون فيلم اخر.
هذا ليس زهايمر
هذا عقلك الذي لم ولن يحتفظ لك بذكراك كما هي في الثلاجه كما تركتها ستجدها بل يغيرها
الا ذوي الذاكرة البصرية كان الله في عونهم من يتذكرون كل شكه الم مرون به في حياتهم كلها كلما رأو ابرة
لذلك لا تتمسك بذكرياتك السعيده
ربما لم تكن وردية لتلك الدرجه
ولا تثق بذكراك الحزينه
ربما لم تكن سوداوية لتلك الدرجه
عش واصنع ذكريات اخري جديده ولا تضعها في الثلاجه
اتركها حرة طليقة

************

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 25, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فلسفيات قبل النومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن