الفصل السادس

1.4K 46 20
                                    

كانت جالسه في ركن بعيد هادئ في الحديقه تتابع العم بيومي وهو يقوم بأعمالها لتتسائل في نفسها:-الحاجات اللي بيشيلها دي تقيلة ازاي بيعملها لوحده؟

نعم،كان يقوم بأعمال الحديقة بمفرده، علمت من سهير أنه يعمل لديهم منذ زمن طويل، حتى أنها لا تعرف منذ متى لأنها ولدت فوجدته، وكأنه يعمل دهرًا كاملًا، يتحمل كل المتاعب والأثقال.
نهضت نحوه بتردد،تارة تتقدم لأمامه وتارة ترتد للخلف، ثم تعود متوجهة إليه تربت على ظهره برقة ليلتفت إليها ثم يتسائل فيما تريده، خاصة عندما وجد عينيها متعبة ونبرة صوتها حزينة: فاضي؟ نشرب قهوة سوا علي الطربيزة اللي هناك دي؟
أذعن لطلبها دون تردد لتندهش من موافقته معنى ذلك أنه مسموح له بالجلوس معهم
-قولي يا ست البنات ايه اللي شاغلك ومخليكي مش عارفة تنامي، وعيونك دبلانة من ساعة ما جيتي من مصر، وأنا هريحك في كل سؤال.
اندهشت أكثر عندما ذكر أنها يجافيها النوم ومع ذلك أستنكرت: -لا بنام ده تلاقيه إرهاق السفر، هو أنت متعرفش أننا كنا في القاهرة، حتى رجعت كده حسيت أن خاطر مفكرني مش راجعة، ألا صحيح هو كارهني ليه؟
علم أنها تكذب عليه ومع ذلك تريد منه أخبار: بصي يا بنتي،أنا هنا مسموح ليا أقعد معاكم زى اولادي أنا واحد عندي سبعين سنه يعني قولي عليا كده من دور المرحوم جدك، بس ممنوع أقولك ده بيحب ايه وبيكره ايه.
أرادت أن تقنعه أن يتحدث عن خاطر لكي تحمي نفسها:-يعني لما أرجع وأسمعه طالع يطرد أمي لولا محمود منعه ميبقاش من حقي أعرف هو ليه بيعمل كده معانا، أنت أكيد يا عم بيومي عارف.
هز بيومي رأسه بتفهم وهو يبتسم على خبثها لتستطرد هي تشجعه على الحديث:-مع أن المفروض يستقبلني المرتين كويس مرة علشان بنت عمه ومرة لأني هكون مرات أخوه الكبير وليا احترامي.
ومن ثم تابعت بانفعال وغضب لتعلمه أنها ليست بهينة: -أنا مش نازلة له من زور وهو كمان.
وقف بيومي بإتزان يضع يده على يدها: -ابعدي عن الشر وغنيله يا جنة.

ظهر على وجهها الغضب بشدة وأصرت ألا تتركه: لا مش هبعد وهقرب منه وذنبي في رقبتك، قولي علشان أبعد.
صرخ بها في رعب كأنها ابنته التي لا يريدها أن تلقي بنفسها في النار حتى لا تقتل: محمود لو علم باللي أنتِ بتقوليه ده مش هيحصل طيب.
شعر بقلقها ليقترب منها ويجلس مرة أخرى بجوارها: خرجي كل ده من دماغك يا بنتي ربنا يرضى عليكي.
كانت تريد أن تبكي ولكنها منعت نفسها من البكاء أمامه فقد تمنت أن يكون والدها
أنتِ عاقلة يا بنتي وأكيد مش هتحبي تضيعي كل حاجة من ايدك أنتِ هنا في حماية محمود.
هزت رأسها بالموافقة ولكن هنا ذرفت دموعها ليربت علي خديها: الحمد لله يا بنتي أنتِ هتاخدي أحسن راجل في البلد حافظى عليه .
ابتعدت عنه قليلًا وهي تتحدث بصوت ضعيف: دا هيتجوزني غصب وحماية يعني جواز فاشل.
نظر بيومي أمامه بشرود قائلًا:-بس الجواز ده حقك محمود نفسه حقك.
بالفعل شعرت بنفسها كأنها ابنته : حقي في ايه بالظبط أنا مليش حقوق هنا عن إذنك هروح أرتاح شويه.

اسيرة وعدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن