حـسـن

396 12 41
                                    

مصر..القاهرة!.

القاهرة أرض العز والخير، وبلد الأمان والسلام، مكان الأصالة والفخامة والتراث القديم...

في احدا المناطق البسيطه وتحديدًا امام منزل متواضع لأبعد الحدود وصوت ضجه البائعين تملئ المكان لكنها لم تقطع صوت تلك الأم التي احتضنت وجنه ابنها الكبير بحنو حزين متمتمه...

_ خد بالك من نفسك يا "حسن"، وغلاوتي عندك تطمني عليك!.

ابتسم الشاب بحنو من بين شفته الغليضتين وعينيه البنيتان ليجيب والدته بمرح معهود: انا رايح فين بس يا ام "حسن"، دا انتي حتى المفروض تزغرطي ان ابنك هيروح باريس، حاجه فخر!.

_ فخر ليه يا خويا، رايح تلعب مع باريس سان جيرمان مثلًا؟.

قالها اخيه الصغير ذات الخامس عشر ربيعًا ليجيبه بامتعاض: بس يلا بس انت ايش فهمك...

_ لا وانت الصادق يا "علي"، اخوك مش رايح يلعب في باريس سان جيرمان دا رايح يلعب مع البنات ويشقطهم!.

قاطعه هذا الصوت الأنثوي الحانق من خلفه ليلتفتو جميعهم على صاحبه الصوت فوجدوها فتاه جميله بملامح واجمه وعينان زيتونيه حاده وشفاه ممتلئه مزمومه بغيض وخصلاتها المبرومه السوداء تتطاير خلفها، فتاه جميله لكنهم استقبلو هذا الجمال بشهقات فزعه وهم يحدقون بذلك المسدس الذي تمسكه بكفيها وتوجه فوهته الى "حسن" الذي هتف...

_ انتي بتعملي ايه يا "لولي"؟.

اجابته بغيض: هقتلك يا "حسن"!.

رد بسرعه: ليه، تقتليني ليه، عملت ايه انا؟.

_ معملتش حاجه ، بس هقتلك قبل ما تعمل، وانا من زمان نفسي اقتل حد!.

هتفت والدته برهبه: "لوليتا" يا بنتي انتي بتعملي ايه، نزلي سلاحك!.

اجابتها بجديه: مش هنزله ياحماتي، ابنك مسافر عشان يخوني، عايزه اخلص عليه قبل ما يعملها!.

أيدها "علي" قائلًا بحماس: ايوه يا "لولي" ايوه، اقتليه يله..

قبل ان يكمل جملته تلقى صفعه على عنقه من الخلف من يد اخيه وهو يقول: بس يلا!.

ثم التفت اليها ليقول: "لولي" حبيبتي انتي بتعملي ايه، اهدي كده وانا والله مش رايح اخونك، انا رايح بشغل!.

ردت بجديه: مش هياكل معايا الكلام دا، انا عارفاك، ومش "لوليتا" اللي تتخان، اتشاهد على روحك!.

تأهبت وامسكت السلاح بقوه والآخرين يصرخون بأسمها لكنها لم تصغي لتضغط على الزناد بعينين كالصقر...

هدأت اصواتهم و"حسن" ووالدته اغمضو اعينهم بهلع لكن لا صوت رصاصه ولا ألم ولا اي شيء آخر سوى صوت ضحكات عاليه قد انطلقت ليفتحو اعينهم ببطئ وينظرو باستنكار الى "لوليتا" و"علي" الذين انفجرو بضحك عالي...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 11, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غريبان في باريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن