سأَرعّاكَ

256 25 35
                                    

-

تبلَّج الصُّبحُ بِنورٍ خافِتٍ حَزينٌ

فَلَا إشراقَ لِتِلكَ المَدّينّة وَ نُورُهّا لَم يَبقّىٰ مِنهُ سِوّىٰ طَيفِهُ الخَفّي

الجَميعُ يُحاوِلُ التَعايُش مَع فِكرّة أنَ لا وُجودَ لِجونغوون بَعدَ الآنَ

وَلَكِن سونوو لا يُساعِد

هوَ يَبكّي كُلمّا رَفضّت وَالِدَتهُ الإعتِرافَ أنَ جونغوون هُنّا

يَبكّي عِنَدَمّا يِجبِرَهُ أحدٌ علىٰ الخُروجِ قائِلاً أنَ جونغوون يَخشّىٰ البَقاءَ وَحيداً فِي المَنزِل

يَقضّي ساعاتٌ طَويلةَ بِالحَديثِ وَاللَعِب فِي غُرفَتِهِ المُظلِمّة الذّي يَتَشارَكُهّا مَعَ جونغوون

***

"مَازَالت أُمّي لا تَستَطيعُ رؤيَتَكَ جونغووناه فَأرجوك تَحَدَث،أخبِرنّي كَيفَ أجعَلُهّا تَراكَ،أعلَمُ أنَكَ غاضِبٌ مِنّي وَلَكِن صَمتُكَ لَيسَ حَلّاً،تستَطيعٌ عِقابّي وَلَكِن أرجوكَ كُن رَؤُفَ بِاُمّي فَهِيَ لا تَقوىٰ عَلىٰ فِراقِكَ"

يُحادِثُ الأوسَط الوَهمَ عَلَهُ يَرحَمُ أُمّهُ وَيُحادِثّهّا
يُحاوِلُ أن يَجعَلَ الوَهّمَ يَتَحَدَث
يُريدُ سَماعَ صَوتٍ لا وُجودَ لَهُ

بَينّما تِلكَ الكُبّرىٰ تُبصِرُ شَقيقَهّا يَتحدَثُ مَعَ اللاشّيء فَتَنهار باكّيةً،لا تَعلَمُ كَيفَ تُنقِذُ شَقيقَهّا مِن هَذا الخَيال الّذي يَعيشُه،تُحاوِل تَناسّي أَمرَ المَيت وَعَدَمِ التَفكِير بِهِ وَتَراهُ فِي أركانِ المَنزِل،تَسرِدَهُ لَها الذِكرياتُ بِأَلَم

***

عَلىٰ مائِدّة الغَداء وِضِعَت صحونُ الطَعامِ الخاصّة بِافرادِ العائِلّة الّذينَ أصبَحوا أربّعه الآنَ،كانَت تِلكَ الطاوِلّة تَحتَوّي علىٰ سِتّة كَراسي وَقد كانّوا خَمّسة
كانَ هُناكَ دَومّاً مِقعَدٌ فارِغٌ تِلقائياً
لَكِن الآنَ ،أصبحَ هُناكَ إثنانِ

رنَ جَرسُ المَنزِلٍ بِخفوتٍ فَذَهبَ الأبُ لِيستَقبِلَ ضيفاً
لَقَد كانَ إبنُ أخِيهِ الّذي لَطالَمّا كانَ مُقَرَبّاً مِن سونوو وَ جونغوون،أتّى مِن أجلِ سونوو

"أهلاً ريكي،كَيفَ حالُكَ؟!"

أردَفَ الأبُ بِهدوءٍ وقَد كانَ ذابِلّاً بِالفِعلِ
فَاجابَ الفَتّىٰ بِذاتِ النَبرّة
"بِخَيرٍ عَمّي"

ثُمَ تَلىٰ ذَلِكَ الحِوارَ الصَغِير دُخولِهم إلىٰ داخِل المَنزِل
رَحَبَت الكُبّرى فِي الفَتى وأخبَرتهُ أن يَجلِسَ رَيثَمّا تَكتَمِلُ المائِدّة

جَلَسَ يُراقِبُ المَكانِ بِهدوءٍ

كانَت زَوجّةُ عَمِهِ تُحَظِرُ الطَعامَ بِإعتيادِية
لَكِنَ لا شَيء كانَ عادياً فِي هَيئَتِهّا
اِنْضَمَرَت عِيونَها،وَأجفانُها بارِدّة
شِفاهٌها ذابِلّة،نَحلَ جَسدُهّا،باتَت كَجُثّة هامِدّة


وَكانّت إبنّةُ عَمِهِ بِحالّةٍ أسوأ،فَقَد سَحِمَت جِفنَيهّا،يَبدّو أنَ النَومَ قَد غادَرَهّا،وَقَد إختَلَجت يَديّها،يَبدّو أنَ ثَباتَهّا فَنىٰ،تُحاوِلُ الإبتِسامَ،فَتَطعَنُهّا حُمّرةُ وَجنَتَيهّا

وكانَ الأسّىٰ يَتلَبَسُ عَمَهُ الذّي قَد شابَ شَعرهُ
فَقَد غابَ وَلدَهُ....

دَمُعَت عَيناهُ فِسارَعَ بِاخفاءِ تِلكَ النَدب مِن عَلىٰ خَدَيهِ
ضاعَ فِي أفكارِه فَحَطَمَ صوتُ الأوسَطِ ضَياعّهُ وَاعادَهُ
إلىٰ واقِعَهُ نابِسّاً

"إبتَعِد،هَذّا مَكانُ جونغوون"

تَفاجَىءَ بِقَولِهِ لَكِنَهُ لَم يَفهَم القَصدَ بَعد
ظَنَ أنَ سونوو يودَ تَركَ مكانَ جونغوون خالٍ وَحسب
لا يَعلَمُ أنَ المَكانَ لَيسَ خالِياً بِنَظرِ سونوو
إستقامَ وَسَمَحَ لِسونوو بِفِعلِ ما يَشاء
فَصُدِمَ بِما فَعَل
لَقَد إنتَظَر بِضعَ ثوانِ وَ هوَ يَنظُر إلىٰ الكُرسّي ثُمَ قَرَبَهُ إلىٰ المائِدّة بِطَريقّة غَريبّة

بِطَريقّة تُظهِرُ أنَ أحدَهُم قَد جَلَسَ وَلَكِن نِيكي لا يَرّىٰ أحَد،فُخيلَ لَهُ أمّراً جَعلَ عيناهُ تتَوسع مَصدوماً
فَنَظَرَ نَحوَ الكُبرّىٰ وَقَد أكَدَت لَه ظُنونَهُ بِدموعِهّا....

جَلس سونوو بِمَكانِهِ ثُمَ قَدَمَ صَحنٍ لِذَلِكَ الطَيف
ونَبسَ بِهدوءٍ
"لا تَقلق جونغووناه،سَأرعاكَ"

جَلس سونوو بِمَكانِهِ ثُمَ قَدَمَ صَحنٍ لِذَلِكَ الطَيفونَبسَ بِهدوءٍ"لا تَقلق جونغووناه،سَأرعاكَ"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

End of part

.......

الأَخذُ وَالعَطاءُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن