اقتباس ١

3.8K 75 47
                                    

"الآن فقط فهمت سبب شذوذ هذا الوضع، سبب عزوفك عن حقوقك بي كزوج، لقد آلمك ضميرك فلم تستطع إتمامه، لكن تُرى تجاه من شعرت بالندم؟ صديقك، أم طليقته؟"

أمام وجهه أخذت تتراقص الشياطين حول فوهة نيران في احتفال صاخب بإهانته، واللهب تتصاعد جذوته تدريجيًا بداخله حتى يوشك على الانفجار.. بها!
_ألا ترى أنها زيجة فاشلة تمامًا لم يكن لها داعِ في الأصل؟!
رفع رأسه إليها حينما تكلمت ثانية في صرامة، وقبل أن يسألها إيضاحًا منحته إياه طواعية:
_طلقني!

أنطقت بها حقًّا؟
تردد السؤال بين صراخات قلبها، فلم يستطع هو إجابته..
أنطقت بها حقًّا؟
صدح سؤال ثاني في ذهنها الغاضب؛
ونبضاتها الباكية؛
وجسدها الذي أوشك على السقوط!
أتريده أن ينفذ حقًّا؟
وسؤال ثالث جعلها تهز رأسها نفيًا، ورفضًا، وذهولًا..
لا تريد؛
بل لن تسمح له!
ألا يزال الأمر بيدها؟
انبثق الرابع من عينيها المذعورتين وهو يقف في بطء؛
أسيفعلها الآن؟

وقفز الخامس والأخير وهي تراه يتقدم منها يرمقها بعينين مُتقدتين، فيما طاقة العنف التي ولدها صدره فبدأ يصعد ويهبط في تسارع توشك أن تُدمرها؛
وبينما كانت على حافة البحث، والاستنتاج، ثم الاهتداء، وقف هو قائلًا في هدوء يُثير حذرها إلى أقصى درجة:
_الخائن لا ضمير لديه عزيزتي، ولن يعثر الندم على خارطته مهما نَقَّب، طالما لم يحصل على غنيمته كاملًة لن يتوقف قبل النهاية!

في ارتياب نظرت إليه بينما هو يتخلى عن سترته ويلقيها، ثم أخذ يفك أزرار قميصه في بطء شحب له وجهها، وتقدم منها مُتابعًا في ابتسامة لم تر مثيلًا لها على وجهه من قبل:
_تريدين الطلاق إذن، حسنًا! فلأنتفع من هذه الزيجة أولًا!


***
الرواية مكتملة ومُتاحة للتحميل على جروب الفيس بوك 💜

على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن (مكتملة ومُتاحة للتحميل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن