12 : لِما لا تكونين انتِ؟

327 26 3
                                    

هُناك تَقبع الشامة بين شفتيك، فمالي اغَار وكأنها بين الجَنتين؟

———————-

-يُروى على لِسان الكَاتبـة -

انتَهت الجلسة الدائرية الكبيرة، وقرر كل الموجودين في المُخيم ان ينصبوا خيامهم، حيث ان الساعة شارفت على الخامسة مساءاً ، وستبدأ سماء الغابة بتغيير لونها من الأزرق الفاتح المُفرح الى المظلم المخيف، وبالتأكيد سيكون هذا هو الوقت المناسب لكل الحيوانات لكي يخرجوا من بقاعهم وبيوتهم للبحث عن وجبة اليوم، لذلك يجب ان تُنصب الخيام وان تُشعل النار قبل ان يحل الليل، كما انه يحل في الغابة اسرع من المدينة بكثير.

رفعت ريـم قماش الخيمة التي ستتشاركها مع لين، ولين اخذت مستلزمات تثبيت الخيمة، ليبدأ كلاً منهما بعملهما حيث انهما اختارا ان يكونا في منتصف الخيام ، لكي يكونا في امان اكثر ، وامام المكان المخصص للنار التي سَتُشعل، اخذت لين المطرقة من صندوق المعدات الذي كان شبه فارغاً، فالكل يعمل والكل يتصارع لنصب خيمته اولاً، لينعما بالراحة بعد عمل شاق، لتُثبت المسمار جيداَ ارضاً ، وريم امسكت المطرقة لتبداً بضرب المسمار الكبير بكل قوتها وهي حذرة ان لا تطرق يد لين بينما هي تعمل.

"هل تحتجن مساعدة؟" التفتت الفتاتان الى الخلف متسائلتان عن صوت الشخص الغريب، الذي لم يكن سوى جيون، وبالطبع بعد كل ما فعله معهما فهن لن يرضين بأي مساعدة منه، هما بالكاد يتحدثان معه اساساً بسبب تجمعهم في نفس المخيم، والا لما ليُحبان ان يلتقيا ابداً معه ، لذلك نفت لين واعادت نظرها الى المسمار ارضاً "لا.." وبدون شكر ايضاً.

وريم لم تكلف نفسها عناء الرد، هو لا يستحق ذلك .

جيون قلب عينيه رُغم ان لين وريم لم يلاحظا ذلك، هو لم يرغب في مساعدتهما، لكن هو ينفذ أمر انطوني فحسب، والا فهو يفضل مساعدة حبيبته ، التفت جيون الى انطوني ليسأله بنظراته عن ما يفعله، ويظهر له قلة حيلته في الأمر، هما ل يريدان مساعدته، اذاً ماذا سيفعل؟!

اشار له انطوني بعينيه بمعنى ان يُصر على المساعدة، تنهد جيون يعاود الألتفات الى الفتاتين وهو حقاً لا يفهم لما لا يذهب انطوني ويساعدهما هو، هو من يريد مساعدتهم اذاً ما شأنه ؟! انخفض بجسده اليهما حيث انهما كانا جالستين على الارض فجلس مجاوراً اليهما معاوداً السؤال ولكن بدى فيه اصراره "سيكون صعباً عليكما ان تثبتا الخيمة، لما لا اساعدكما؟"

تنهدت ريم وتوقفت عن طرق المسمار ملتفتة الى جيون بوجه جامد، ثم اشارت على المسمار الذي غُرز في الأرض جيداً بعينيها "لقد ثبته ، لا نحتاج مساعدة احد، خاصة انت" هنا لعن جيون حظه وانطوني معه، ووقف تاركاً المكان ، هو ليس مستعداً لهدر المزيد من كرامته ووقته الثمين لأجل سيده الذي يحاول اصطياد فريسة جديدة.

لوحة الحَظحيث تعيش القصص. اكتشف الآن