song of the chapter:
those eyes by New West---
---
[بَعدَ ٣أيامٍ]
لَم أكُن لأتخَيل أن تَقوم أبداً بإخبارِ والِدتِها عَني ،هَل أنا مُهِمة لديَها لِتلكَ الدَرجة؟
وصلتُ مَنزِلها و قمتُ برنِ الجرسِ ،كنتُ أداعِب أنامِلي بِبعضٍ مُحاوِلة تَخفيفَ قدرِ التَوتُر ،لكِن لَم يَنجح أيُ شيءٌ فمُنذُ الصباحِ أنا أفكِر بكلِ شيءٍ،ماذا سأرتَدي؟ ماذا لَو لَم تُحبني والدتُها و أخبرَتها أن تَبتعِد عَني؟ و الأهمُ ،كيفَ سأتعامَل معَ الوَضع و ماذا سأقولُ؟
كانَ لديَ الكثيرُ مِن الأسئلةِ ،و قَد أخبرتُ سان بالفِعل عبرَ الرسائل أنَني مُتوترةٌ، و لكِن هِي أراحتَني و قالَت أنهُ لا داعي لِلقلقِ أبداً.
سَمعتُ صوتَ تَخبُطاتٍ بالقربِ مِن البابِ قبلَ أن يُفتَح و ورائهُ سان بإبتسامتِها الدافِئة المُعتادة.
"أهلاً"
"أهلاً"
ردَدتُ السَلامَ ،و شعرتُ بوِجنتيِها المُحمرتينِ ،كانَ يَبدو غَريباً رُؤيتِها أولُ مَرةٍ دونَ الزِي الدراسيِ ،كانَت تَرتدي تِيشِرت أبيَض و شورت قَصير أخضَر اللونُ، بينَما أنا كنتُ أرتدي فُستاناً سماوِي.أستطيعُ الشعورُ بعينيِها تَتفحصُ فُستاني.
"إنهُ جَميل"نَظرتُ لَها و كانَت تنظِر لي أيضاً، لَم يَسبِق لي أن خجلتُ مِن مدحٍ بسيطٍ كَهذا قَبلاً.
"هَل ستَدخلونَ أم ستَبقونَ ساعةً أمامَ الباب؟"
سَمِعتُ صَوتاً أنوثِي ،و كانَت والِدةُ سان.ضحِكتُ على ما قالَت ثُم سلمتُ عليَها ،و تحدَثنا ثلاثتُنا بينَما كُنا نساعِد والدتُها في المَطبَخ بإعدادِ العَشاءِ، و أظنُ أنَ كُل القلَق الذي داهَمني صباحِ اليوم كانَ دونَ جَدوى، لأنَ والدةُ سان حَقاً مِن ألطفِ الأشخاصِ الذينَ عرِفتُهم بِحياتي.
كُنتُ أداعِب قِطتَهم أيضاً ،إلى أن حظيِنا بالعَشاءِ و تحدثتُ أيضاً معَ والِدها قَليلاً، و عِندما إنتهَينا أطلَعتني سان على غُرفتِها بالأعلَى.
أعجَبني ديكورُ غُرفتِها و كُل شيءٍ ،جلَسنا قَليلاً نتَحدث أو نَلعَب على فِراشِها، ثُم قَرَرنا إحتِساء قَهوةٍ ساخِنة و مُشاهدةِ فِيلم.
كانَت الأجواءُ مُظلِمة و لا يُضِئ الغُرفةُ سِوى نورُ الحاسوبِ الصَغيرِ و ضوءِ القَمر.
نظرتُ لَها و كانَت تَبدو مُركِزةً تماماً بأحداثِ الفِيلم ،رأسُها كانَ يستنِد على كتِفي و كانَت تُكتِف يديَها و كأنَها على وشكِ النَومِ، ثُم أتى مَشهَد بالفيلمِ حيثُ يُقبِل البَطل البَطلة.
"يَع"
عبِسَت و قامَت بإحتضانِ ذراعايَ بوجهٍ مُتقزِز فضحكتُ بصوتٍ عالٍ ،قَربتُها لي بَينما ألقي إنتباهي مُجدَداً على الفِيلم."لونا"
شعرتُ بِها تَرفع وَجهِها ناظِرة لي فبادلتُها النَظر."أجَل؟"
"هَل حصلتِ على قبلتكِ الأولَى مِن قبلٍ؟"
سألَت، و رمِشتُ بهدوءٍ مُجيبةً إياها."لا، ماذا عنكِ؟"
"لَم أفعَل بَعد ،لكِني أريدُها أن تكونَ معكِ"
فورَ قولِها لِهذا ،شعرتُ بكامِلِ الحرارةِ تَجتمِع بوَجهي ،بَل و أنَ عَقلي تَوقفَ فَجأةً عَن التفكيرِ.إبتَعدَت عَني إنشاتٍ مُكمِلة.
"أعني أنا أعلَم أنهُ لا يتوجبُ عليَ التفكيرُ بتِلكَ الطَريقةِ ،و صَدقيني كنتُ أنوي مُنذُ البِدايةِ إخباركِ بِهذا ،مُنذُ اللحظةِ الأولى التي و قَعَت عينايَ عليكِ ،كنتُ أراقبكِ بصمتٍ دَوماً ،لِدرجةِ أنَني طلبتُ مِن أحدِ الطُلاب تَبديلِ المقاعدِ مَعاً فقَط لأكونَ خلفكِ ،أعنِي هوَ شيءٌ أحمَق حَقاً أنا أعلَم ،أردتُ إخباركِ مُنذُ أولِ مرةٍ تَحدَثنا و لكِن لِساني شُلَّ تماماً و لَم أستطِع أن أقولَ أيُ شيءٍ ،لا بأَس و سأتفهمُ هَذا إن كنتِ تريدينَ قطعَ علاقتكِ مَـ.. "قبلتُها بِخفة ،كنتُ أشعرُ بِها أخيراً و بعدَ مُحاولاتٍ عَديدة لكبحِ رَغبتي ، شعرتُ بمُرطبِ الشفاهِ الذي كانَ بطعمِ الفراوِلة على شفاهِها، شعرتُ برائحتِها المُزهِرة و أنفاسِها الحارةِ و كأنَنا نُشارِك نفسَ النَفسّ.
كانَت تَقترِب و تُعلِمني برَغبتِها في المَزيدِ، جَسدَها النحيلُ شعرتُ بِه و خصلاتِها المُموجة تُدغدِغ بَشرتي بِخفة ،و سمحتُ لفَمي بالإنجرافِ لأتذوَق مِن قَهوتِها.
إقتربتُ كذلِك و قمتُ بإعتلائِها بخِفة ،بينَما مازلتُ أقبِلها و أشعرُ بأنَني أخسِر أنفاسي شيئاً فشيئاً ،و لَم يكُن لديَ أيُ قرارٍ بالتوقُفِ ،لقَد قامَت بِبعثرتي و التغلبُ عليَ بكلِ مَعنى الكلِمة.
أحبَتني أولاً ،و أحببتُها لاحِقاً لكِن بعُمقٍ.
إبتعدتُ أخيراً آخذَةٌ أنفاسي مَعها، أمسكتُ بيديِها و غَرزتُ بأنامِلي في خاصتِها ناظِرة لَها، كمِثلِ تِلك المَرة حينَ كُنا نتماسَك الأيادي تحتَ الطاوِلة في الفصلِ.
"أحبكِ"
إعترفتُ لَها ،و كانَت تَنظُر لي بِعينيِها الناعستينِ باسِمة، ثُم قامَت بضَمي لَها لأرخي برأسي عليَها بينَما نُغمِض أعيُنَنا سوِياً آملينَ أن لا نَفترِق حتَى بأحلامِنا."أحبكِ أيضاً"
---
قِصة شَمس و قَمر: تَمت.