+ 06 +

1.7K 111 24
                                    

استمتعوا

----------+----------

" تفضل "

نبست بهدوء صوتي و مقلتاي تحط على ذاك الكأس الزجاجي الذي أمضى بين انامل زوجي الشاحبة حتى أمسى بين حمرة شفتاه

يرتشف منه ببطئ و عيناه ضائعة بالمكان بغير علم لما حولها غير الظلام و الكثير منه...يقولون أن الأعمى لا يرى ظلاما بل يرى ما يسمى باللا شيء..

لكن هل هذا اللا شيء معوض لما فقده من نعمة بصر كان بها يوما ؟ هل هو مرضي لشخص كان يوما مبصرا و أصبح الآن ضريرا..؟ هل هو كافي لشفاء الجروح الذي خلفها هذا الفقد ؟؟ هل هو كافي فعلا ؟

الهي ما بال عقلي يسحبني لنفس الحديث المؤلم بعد مرور اسبوعين على عودتنا..ما بال عقلي يأبى التوقف ، اليس عليه النسيان و تركي أتعايش مع وضعي؟

لما الأمر صعب كون الضرر يمس بمعشوقي ؟ لما يا فؤادي مصر على وجعي و يا عقلي على تذكيري

إنسى أرجوك..تناسا اتوسلك ! فحالي غير قادر على التحمل أكثر فدعني أحاول العيش مع هذه الحقيقة المرة

متضرر أنا أكثر من زوجي عزيزي و الذي يبدوا متصالحا مع ذاته و كأن عيناه تم اخذها برضاه..

مددت يدي مجددا آخذا الكأس من يده واضعا اياه على المنضدة الصغيرة بجانبنا بعد اهتمام ، فإهتمامي كله الآن يذهب دون وعيّ نحو حبيب عيناي

نحو حبيب قدحيتا عسلي كما يطلق عيها هذا الرجل المستولي علي...جلست قربه أشعر بالأمان يغزوني كعادته

كأنه ينتظر قربي لينثر ما به من راحة و اطمئنان ينقل العدوة لي أنا الآخر  

ارتكز رأسي على كتفه بخفة لأستمد الدفئ الذي احتاجه للمواصلة بقوة فقلبي هش و كياني مشوه بالفعل و مالِ يغير زوجي حبيبي مُصلح لحالي

نظرت له بهدوء أتأمل جوانب وجهه الوسيم

أجل لطالما رأيت زوجي وسيما بل أحسن الخلق تشيكلا و أبهرهم جمالا !

و ها أنا حضيت بشرف مشاركته حياته و الوقوع بحبه كما مبادلتي نفس المشاعر النقية بيننا

رأيت يده ترفع بهدوء لتوضع على جانب رأسي ثم تصحح موضعها لوسطه حيث بدأت تمسح على نعومة خصلاتي بينما مال فكه قليلا نحوي و عيناه شتت بالمكان كعادتها

و اه كم اشتقت لذلك العناق بيني و بينها..كم اشتقت لذلك الالتحام بين اجرامنا..ذاك الالتحام العميق المهدأ لما بنا من مشاعر مبعثرة و احاسيس هائجة

because it's you / vk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن