في الليل تحت السماء المرصعة بالنجوم قاد دراجته النارية يجوب الآفاق، شعره الأشقر الطويل يتطاير خلفه، يرتدي ملابسًا مريحةً و صندل بسيط الصنع، فكر في أمور شتَّى، كانت هذه الجولة بمثابة مواساة له، صوت محرك دراجته النارية العالي أعانه دومًا على تشتيته عن ضوضاء أفكاره، ينتهي به الأمر دائما في هذه الحال أسفل نافذة غرفتك يضربها ببعض الحجارة كتنبيه على وجوده فتخرجي لمقابلته، لم تكن مقابلته حينها تقتصر على شكوته، في الحقيقة هو لم يُشعركِ ذات مرة أنه مرهق أو أنه هنا لطلب المساعدة، أكتفى فقط بإبتسامتكِ أثناء تحيته لترميم كافة جروحه.
-كان مايكي دائما غامض، كان حبيبكِ لكنكِ لم تعرفي الكثير عنه، عن طفولته؟ عائلته؟ بالصدفة قابلتي إيما...
-لم يحبذ ظهوركِ لعصابته أو أحتكاكِ بأي شئ يتعلق بها؛ خوفًا من تعريضكِ للخطر، عَلِم أن لديه الكثير من الأعداء الضعفاء الجبناء يستطيع هزيمتهم بركلة واحدة، لكن ماذا إن أذاكِ أحدهم للإنتقام منه؟
-بالتالي لم يحب بشكل عام إقحامكِ في أي شئ يتعلق به و إن كانت ذكريات.
-لن أطيل في هذا الوصف، لأنه حبيب تافهه بشكل أكبر، ربما لن تلاحظي في البداية أن لديه ما يحمله على عاتقه، كيف ذلك هو كالطفل ينام بعد تناول وجبة الأطفال لأجل الحصول علي اللعبة الملحقة بها؟ بعينان لامعتان دوما عندما تقابليه و معكِ بعض الدورياكي له، نظرة الفخر كلما حكى لكِ عن هزيمته لمجموعة من الأشخاص وحده مجددا(هذا نوعا ما يشبه ما كان يفعله مع والدته T^T).
-يعرفكِ دراكن ،بل يحفظكِ و يحفظ تفضيلاتكِ رغم مقابلته لكِ مراتٍ قليلة و غالبًا تكون صدفة، فقط بسبب حديث مايكي المستمر عنكِ، كمثال أنه يعرف أنكِ تفضلين الأحضان الخلفية المفاجئة، و لا تتوقفين عن الضحك بعد دغدته لكِ، و عين حساسيتكِ تجاه الفراولة...(هل دراكن يريد معرفته هذا؟ لا، هل أنتِ تريدين منه معرفة هذا؟ لا، هل سيتوقف مايكي عن الحديث عن هذا؟ لا.^-^)
-تذمر كثيرا عند جده يطالبه بتعليمكِ الكاراتيه كوسيلة للدفاع عن نفسكِ "جدي! ألا تريد القيام بخيرٍ ما في أخرِ أيامك؟" تقابله دائما فردة حذاء طائرة تلتصق في وجهه و صراخ بصوت عجوز "أنا مازلتُ شابًا، أيها الوقح!" حتى ضجر الجد منه في أحدى المرات، فوافق على إعطائكِ فرصة، بما أنه لم يرَكِ من قبل، فقرر الأخر أخباركِ بهذا الخبر السار سريعًا.
كنتِ في المكتبة وسط العديد من الكتب بجانبكِ، وُجدت إضافة علي ملامحكِ، كانت نظارات القراءة الخاصة بكِ، صببتِ تركيزكِ في القراءة مما أوحى لجميع من حولك أنه كتاب نظريات عن الفزياء او ربما كتاب عن الفلسفة، بينما في الحقيقة يوشك البطل على تقبيل البطلة، قاطع تركيزكِ صوتٌ آلفَ أُذنيكِ و بث الدفئ لقلبكِ دائما "أحزري يا y/n تشان!" كان صوته عاليًا مما جذب أنظار جميع من حولكما، كانت جميعها هيّنة أمام نظرة أمينة المكتبة مع نظاراتها الكبيرة ذات الطراز القديم و سبابتها فوق شفتيها "صه!"
أغلقتِ الكتاب الذي انهمكتي في قراءته لساعتين حتى الآن، بعد ملاحظتكِ لجميع هذا، نظرتِ لمايكي و قلتِ بهمس تعبيرًا عن إحراجكِ "لا أستطيع البقاء هنا بعد الآن"
بناءً عليه خرجتما لتسأليه عن ما يحمله من أخبار، اتسعت شفتيه بإبتسامة عريضة قائلًا "سيقوم العجوز بتدريبكِ الكاراتيه"
مال رأسكِ يمينًا و عقدتِ حاجبيكِ بإستفهام عن الأمر، فأستانف قائلا و ليس من عادته شرح كلامه المبهم "طلبتُ منه ذلك لتكوني أمنة في أي وقت و إن كنتي دوني!"
أسفر هذا عن أهتمامه الحقيقي بسلامتكِ و قلقه عليكِ، خاصةً بعد أن وضعتي حدًا الأسبوع الماضي لالتصاقه بكِ و ذهابه في أي مكان تذهبين إليه، أبتسمتِ لكن بعد إدراك تغيرت هذه الإبتسامة سريعًا إلى تذبذب شفاهكِ علامة على الإرتباك و قلتِ"العجوز... أنت تقصد جدك؟ هل هذا يعني أنها أولى مقابلاتي لعائلتك؟"
هز رأسه نافيًا "قابلتِ إيما ذات مرة، لذا لم يتبقى سوى جدي"
أُغمضت عيناكِ و ارتُسمت إبتسامة واسعة مع بعض الظلال الوردية على وجنتيكِ قائلة بسعادة أستشعرها في صوتكِ "هذا يعني أنك شاركتني بشئ عنكَ أخيرًا!"
عبس بشفتيه مع إحمرار بسيط لوجنته اليُسرى، كانت تلك الابتسامة التي تذيب جميع أحزانه عن قلبه، رؤيتكِ سعيدة و سالمة عنى له الكثير، حدق بكِ بعينين حائرتين، في قرارة نفسِه ودّ لو يطول تعبيركِ المرتاح هذا لوقت أكثر قليلًا، جذب يدكِ قبل أن تدركي، بدأ بجركِ خلفه أثناء جريكما، أستفسرتِ نصف صارخة عن مكان ذهابكما عسى أن يوقف جريكما "إلى أين؟" ، لكنه أستمر و كانت إجابته "أُريدكِ أن تعرفي إكثر!".-بعد المشي لثلث ساعة، تساءلتِ لما لم يُحضر دراجته النارية أختصارًا للجهد و الطاقة، تم الرد على سؤالكِ فور ملاحظتكِ لاصابعه النحيلة الملتفة حول اصابعكِ بإرتخاء، لن تستطيعا شبك أيادكما بهذه الكيفية إذا كانت بالدراجة النارية، بعد قليل كان المكان الذي أراد أصطحابكِ له في مرمى بصركما، عند التدقيق كانت مقابر! لم تفكري كثيرا و تابعتي المشي بجانبه قد تكوني مخطئة، لكنه أنعطف للدخول لهذا المكان، المقابر....بعد التجول بداخلها قليلا توقف أمام قبر ما و قام ببعض الصلوات و وضع البخور أثناء مراقبتكِ له، شعرتي بفضول ما تجاه هوية صاحب القبر فقرأتي الاسم "سانو شينتشيرو" قلتِ في نفسكِ أنه قد يكون أحد أقرابه ربما، لم تسأليه إلا بعد إنتهاءه مما يفعله بدا مركزًا فلم تريدي إزعاجه، وقف و رجع بعض خطوات للوقوف بجانبكِ فسألتِ "هل هو أحد أقاربك؟" أومأ رأسه و أجابكِ بتعبير هادئ "نعم، أنه أخي الكبير"
أومأتِ رأسكِ أيضًا بتفهم قبل أن تدركي ما قاله، لففتي رأسكِ لتقابليه بفزع ،لديه أخ ميت؟؟ كانت صدمة كيف أنه لم يتحدث عن الأمر من قبل، بدا لكِ أنه يتألم وحده بسبب هذا، الأمر في نظركِ صعب، موت الأخ الكبير شئ يولد حمل كبير على الشخص، بدأت دموعكِ في السقوط وسط دهشته، تقدمتِ و ذراعيكِ ممدودان أمامكِ فور ما أدركا رقبته، قمتي بلفها حول رقبته، سحبتي رأسه لتضعيها على كتفكِ و بكاءكِ يزداد صخبًا، كان هذا المشهد معاكس تماما لما تخيله مايكي، ربتِ على ظهره قائلةً بصوتٍ أجش "أنا دائما بجوارك، أنا أُحبك مايكي..."
حاول الأفلات منكِ يسألكِ لما تبكين؟ فشلت كل محاولته فذراعيكِ محكمة حوله بغرض أحتواءه "لما تبكين؟ أنا أحبكِ أيضا!"
وسعتِ ذراعيكِ قليلا لتأخذي نظرة خاطفة على وجهه، كانت ملامحه كالمعتاد، حاك حاجبيه بحِيرة بعد بكائكِ، توقفتِ عن الصياح و أبعدتِ يدكِ عنه و حدقتِ به بدهشة، شارككِ نفس النظرة المتعجبة، سألتي بإرتباك "أنتَ لست حزين؟"
هز رأسه نفيًا و أعطاكِ إبتسامة جانبية، و أردف بنبرة هادئة "لا، أعني أنتِ معي، صحيح؟"
أبتسمتِ أيضًا بوجنتين حمراويتين، جاء نسيم عليل جعل شعركِ يتطاير، أومأت رأسكِ تأكيدًا على كلامه و عقبتِ بسعادة "نعم!"
حصل على ما أراده و هو أبستامتكِ، شعر داخله بسعادة نتيجة تحقيق هدفه، و في المقام الاول بكيتي قلقًا عليه! لذا دون سابق إنذار شبك خنصره بخنصركِ و ظل وردي متكون على اذنيه، قال بخجل أثناء تقوس شفتيه "...هناك مطعم جديد فتح علي مقربة، هل تريدين-"
قاطعتِه في منتصف السؤال مجيبة "نعم، لنذهب أنا جائعة!"-بعد أن أوصلكِ لمنزلكِ ذهب لمقابلة دراكن و أستمر بأخباره أنكِ لطيفة، و كيف كان سعيدًا ببكائكِ قلقًا عليه، و أبتسامتكِ المشرقة، و رغبته في جعلكِ ملكه، بينما يستمع دراكن له و يتساءل لما عليه سماع هذا؟
********************************************** ✨THE END✨
أنت تقرأ
Tokyo revengers's boys🦋
RandomTokyo revengers's boys x y/n كل فصل شخصية مختلفة و كل سيناريو منفصل عن التاني بيتكلم عن علاقة القارئة بالشخصية