كان أحد الرسامين يعيش حياة متواضعة يملأ بيته بلوحاته التي لا يشتريها منه أحد.
وفي أحد الأيام زار غابة يقال أنها ملعونة،قرر أن يستلهم منها ليرسم شيئا يعجب الناس،فوجد ما هو أفضل من ذلك بكثير.
بين الشجيرات وجد حفرة عميقة فنزل عبر سلم كان معلقا على جانبها فوجد نفسه في حجرة ضخمة خربة،ووجد بين أكوامها صندوقا خشبيا بدا غريبا كتب عليه"من مكان إلى مكان"ووجد فوقه ورقة كتب عليها"ادخل إلى الصندوق" فدخل إليه وأغلقه وعندما أعاد فتحه وجد نفسه في مدينة نيويورك الصاخبة.
كان ذلك الصندوقآلة تنقل الانسان من مكان لاخر.
عندما عاد من نيويورك إلى الحجرة وجد أمامه عفريتا يقول بصوت صاخب:
-إياك أن تستخدم هذا الصندوق إياك!!!
فلم يعره أي اهتمام وقرر أنه سيسافر بلوحاته حول العالم ليعرضها على الناس فيصبح مشهورا ويديع صيته ويجني من الأموال ما يجعله ثريا.
لكن حلمه لم يكتمل ،ففي صباح أحد الأيام استيقظ فوجد نفسه لم يعد مرئيا ،نظر إلى المرآة فلم ير شيئا،حاول الخروج ولفت انتباه الناس لكن لا أحد قدم أي ردة فعل،فلم يكن أحد يراه.
عاد الرجل إلى الغابة مجددا فوجد العفريت يقف منتصب القامة ويبتسم بخبث،وعندما نظر إليه الرسام قال:
-أرأيت؟ألم أقل لك؟هل فهمت الآن لماذا كنت أحذرك؟
فأجابه الرسام بصوت يرتجف:
-أرجوك يا سيدي!! أرجوك! أتوسل إليك أنقذني!
أخبرني كيف أعود إلى طبيعتي،وأعدك بأنني لن ألمس ذلك الصندوق مجددا!
فقال له العفريت:
-لديك حل واحد ولن أخبرك به قبل أن تقدم إلي قلب رجل حقيقي