رِسالة | حديث

121 14 8
                                    

في أيامنا هذه، نعرف أحوال بعضنا البعض من حالة فيسبوكية أو ستوري على أنستغرام أو حتى تدوينة واتبادية، وحتى لو ألتقينا ونقول "كيف الحال؟" سنرد أو يتم الرد علينا بـ "خير، الحمدلله" فقد أصبحت محادثتنا اسطوانةً؛ يتم تشغيلها كل ما ألتقت أعيننا، أصبحنا نسأل ونعلم ما الجواب.

لكن يا رفيق، محادثاتنا القصيرة تلك هي التي كانت تشغل الحيز من الفراغ الذي يملأ قلبي.

عند الحديث عن أتفه الأمور كـ ما عشاءنا اليوم، أو نطلق العنان لمشاعرنا ونخبر بعضنا عن مشكلاتنا مع أهلينا لنطبطب على أكتاف بعضنا حتى لو كان ذلك بالكلام -فكما أعتدت أنا أصاحب شخصًا يسمعني لا يوجهني النصائح البكماء التي أعلمها ولا أحب القيام بها- ولا بأس بفلسفة قصيرة عن موضوعٍ ما، صحيحٌ عقولنا بسيطة الحدود لكن لا بأس بالتفكير يا رفيق فهي كانت أحّب المواضيع لقلبي.

إلى رفاقي اللذين لم يعودوا كذلك: لازلتُ أتذكر احاديثنا، ضحكاتنا، بكاءنا، العابنا، اعترافاتنا، وأيضًا؛ كيف جعلتكم تنفروا مني.


رِسالةٌ إِلىٰ رَفِيقٍ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن