حوار جنية الجساسة مع جومانا

374 6 6
                                    

فتحت باب الغرفة نظرت نحو الطفل وقالت :
- يبدو أنه في صحة جيدة يا جومانا !!
التفتت جومانا نحو مصدر الصوت بدهشة :
- أنت بالذات ليس مرحبا بك هنا - همست بنبرة حادة . تساءلت ذات الطائر الأحمر ببرود لا يلائم حساسية الموقف :
- ألا أستطيع الاطمئنان عليك حتى في مثل هذا اليوم ؟!
- لا أريدك أن تطمئني علي – ثم أضافت بتوتر : لقد حذرتك أكثر من مرة بأن لا تحاولي الاقتراب مني !!
- متى تفهمين أيتها الحمقاء أنني لن أقوم بأذيتك ؟!
- ولكنك قد تؤذينني بقدومك إلى هنا ، فلن تسير الأمور على ما يرام لو عرف زوجي بالحقيقة !!
- أين هو زوجك هاه - تساءلت بحنق - لقد مضت شهور كثيرة على اختفائه !! بخيبة أمل سحيقة نظرت جومانا نحو الأرض وهمست :
- ولكنه قد يأتي في أي لحظة !!
- وماذا سيحدث لو أنه عرف بالحقيقة ألا تقولين بأنه يحبك ؟!
- نعم يحبني ولكنني لا أريده أن يكتشف بعد كل هذه السنين الطويلة التي قضيتها معه ، أنني .. أقصد أننا .. أعني أنك – لم تعد تعلم ماذا يجب عليها أن تقول لذلك فإنها أخذت نفسا عميقا ، ثم أكملت جملتها قائلة : أنت تعلمين ما الذي أريد قوله بالضبط !!
- لماذا تخجلين ؟! لا أحد يخجل من حقيقة أصله قولي له بأنك ...
قاطعتها جومانا قبل أن تكمل جملتها :
لماذا لا تقولين لي أنت عن سبب مجيئك لهنا في هذه الليلة ؟!
من أجله – قالت الجنية العجوز وهي تشير بإصبعها ذي الظفر الطويل نحو الطفل النائم ، ثم أردفت : هل أستطيع إلقاء نظرة عليه أم أنك ستحرمينني من ذلك أيضا ؟!
ولأنها تعلم بأن ذات الطائر الأحمر لن تؤذي طفلها وبأنها لن ترحل قبل أن تحقق ما جاءت من أجله ، فإنها مدته نحوها وهي تقول لها باستسلام ومن غير أن يساور قلبها الشك بحقيقة ما هو قادم :
- حسنا - وأردفت بحزم : ولكن بسرعة !!
حملته بين يديها وهي تبتسم تأملت فيه قليلا ثم همست متسائلة :
- هل ستقولين له عندما يكبر بأنه مختلف عن البقية وبأنه ....
صرخت عليها مقاطعة حديثها قبل أن تكمل :
- هذا يكفي يا ذات الطائر الأحمر !!
أدركت أنها أغضبت جومانا كثيرا فقالت لتغير الموضوع :
- هل أستطيع أن أتمنى له في أذنه أن يعيش حياة سعيدة ؟!
كانت تلك إحدى عادات الولادة في قرية الجساسة حيث تقوم الأم باختيار الصديقة الأقرب لقلبها وتطلب منها أن تتمنى في أذن مولودها أن يعيش حياة سعيدة ، وكانت الأم تحرص كثيرا في انتقاء تلك الصديقة لأنهم كانوا يعتقدون بأن شقاء المولود وسعادته مربوطان بصلاح قلب الشخص الذي سوف يتمنى له ..
وسترحلين بعدها ؟
- نعم سأرحل
رفعت ذات الطائر الأحمر الطفل إلى مستوى فمها ثم بدأت تتمتم في أذنه بصوت منخفض متظاهرة بأنها تتمنى له أن يعيش حياة سعيدة ولكن في الواقع لا أحد غير الرب يعلم ماذا كانت تلك الجنية العجوز تقول في أذنه بالضبط .. وحين انتهت من وشوشته ألصقت أذنها على صدره وأصاخت السمع لصوت دقات قلبه ..
في الحقيقة لم يكن أحد في العادة يستمع لصوت دقات قلوب المواليد بعد الانتهاء من التمي لهم في آذانهم ، لهذا ربا تساءلت جومانا بشك :
- ماذا تفعلين ؟!
أجابت بتوتر :
- ششش ، اصمتي قليلا !!
وبعد فترة من الوقت ابتسمت ذات الطائر الأحمر أخيرا وتنفست الصعداء إذ إنها تحققت مما جاءت من أجله ، أعادته إليها ثم غادرت دون أن تتكلم .. ولو أن الطفل فقط استيقظ في تلك اللحظة من نومه وفتح عينيه ، لكانت أمه سوف تشاهد في عينه اليسرى وهجا أحمر اللون غريب ..






" ثم وبعد عشرة أعوام "



























و بمناسبة المتابعة الجديدة { user 54910636} نزلت ٣ صفحات 🥳🥳🫂
و إن شاء الله بعد بكرا رح انزل كمان ٣ صفحات 🫂
دمتم سالمين 🫂🫂

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 23, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ابابيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن