كنت أقف على سطح منزلي، أمام سور نافذتي، بعيون يملؤها الحُب، والإشتياق، أنظُر إلى بيته، بعد أن سمعت أذان العصر ، فـ إتجهت إلى قبلتي، وبدأت في صلاتي، وأسأل الله: أن يرزقني رؤيته.
لقد إشتقت إليه كثيرًا، ثم قرأت وِردِي اليومي من القرآن، واتجهت إلى سطحي مرةً أُخرى؛ لكي أراه عائدًا من المسجد؛ لأنه لا يأتي سريعًا.
ولكن بلا فائدة؛ فلم أراه، إعتقدت أنه دخل من بابٍ آخر، فكم أكره هذا الباب حقًا؛ لأنه لم يساعدني في معرفة من دخل، أو خرج منه!
فهو يمنعني كثيرًا من رؤية حبيب عمري، ثم تحدتُ إلى نفسي بعتاب كبير، إعتقادًا بأنها السبب في عدم قدرتي أن أراه؛ لأنني أخطأت كثيرًا في حقه، وجعلته حزينًا ، فهذه أول مرة آراه حزينًا هكذا.
أنا من أخطأت بحقه، ولم أكتفي بهذا فقط؛ بل جاء ليعتذر مني، ولكني تكبرتُ عليه، ولم أقبل إعتذاره، يُحزنني الأمر كثيرًا؛ لأني كنت سببًا في بؤسه هكذا.
مر يومان، ولم أرى فيهما عينيه التي طالما رأتني، تُخرج لي كل الحُب، والإشتياق، لم أرى مشاكسته، لم أراه حتى بالجامعة لساعات قليلة كما إعتدنا، لم أرى كل ذلك في يومين!
لم يكن هذا إلا دمارًا بالنسبة لي، لم أعد أحتمل الانتظار أكثر، فـ ذهبت؛ لإخبار والدي بما حدث بيننا، وما إن إنتهيتُ من الحديث إلا، وقد أخبرني: بأنني من أخطأت في حقه، كما اعترفت لنفسي، فـ يعلم أبي بمدى حبه إليَّ، وكبريائه، وعدم حبه للإعتذار، ومع ذلك جاء ليعتذر مني، وأنا من أرفُضه.
وصفني: بـ امرأةٌ جبارة.
نظرت إليه ويغمُرني كل الحزن، وسألته أيمكنني الذهاب إليه حتى أعتذر منه!
أجابني أبي: بالطبع يا ابنتي، إذهبي إليه، ولا تغادريه إلا وهو مغمورًا بالسعادة، وتُرسم على وجهه ضحكات الأمل والحُب، كما كانت من قبل، فهو زوجك، وله الحق عليكِ، أخبريه بكُل ما في قلبك دون خوفٍ من أحد، فلن تُعاقبي من الله -عزّ وجل- ؛ لأنه زوجك.
فنظر إلى أمي قائلًا لي: إنني حافظت على أُمك طوال حياتي، فقد كُنت أخشى الله أن يُعاقبني؛ من أجل نظرة من نظراتي إليها، حتى تصبح حلالي؛ فإني لا أستطيع العيش بدونها.
فقد كنت أعمل طوال يومي، وما إن يحل الليل فأعود، وأذهب لصلاتي سائلًا لله: أن يجعلها من نصيبي، وأن يجعلني نصيبها، وأن يمُدها، ويمُدني بالعون؛ لكي تغضُض بصرها عن جميع الرجال، وأغضُض أنا بصري عن جميع النساء؛ لتصبح هي ملكة قلبي، ثم نظر إلى أمي بكامل الحُب، كأنهم ما زالوا في بداية حياتهم!
كم تمنيتُ أن أنكُن مكانهم، ولا يصيبنا الحزن بسبب ضغوطات الحياة، فكم أعشق هذا الفتى!
وقاطع أبي سرحاني؛ لإخباري: بعلمه أننا نتعب كثيرًا؛ لأجل أن نغضُض بصرُنا عن النظر إلى بعضنا البعض، ويعلم كم كنا نحب بعضُنا منذ الصغر، ومدى حِرصي على عدم خيانة ثقته بي، وخوفنا من الله، فـ كنا نسير كأن لا يعرف أحدُنا الآخر، على الرغم من سهولة الفُرص؛ ليخبر أحدنا الآخر بحبه، ولكن لم نفعل.
كان أبي يستمع إليه يدعو الله دائمًا في صلاته: أن يجعلكِ من نصيبه، وأن يكتفي بكِ حلاله، وأن يلهمه الله السكينة ليبُرد نار الإشتياق في قلبه، وكنتُ أستمع إليكِ دائمًا في قيامِك تدعي الله، وتسأليه ببكاءٍ شديد: أن يلهمُك صبرًا.
أعلم كم تعذبتم كثيرًا؛ من أجل كتب كتابكم، ولا أريد أن يضيع كل هذا الحُب؛ لأجل تفاهات، وبعض الأحزان، إذهبي إليه الآن، وحدثني مُمازحًا: إذهبي وأترُكيني مع أمك؛ لنتذكر أيامُنا الماضية، فـ مازحته أيضًا، وإرتميتُ بين أحضانه ، وتركتهم يتمازحون سويًا، وذهبتُ إلى منزله، أشعُر بقلبي يتراقص فرحًا، وعيوني تملؤها السعادة، والإشتياق، حقاً أنا أمام بيته!
هل سأراه حقاً!
فـ طرقتُ الباب حُبًا، واتنظرتُ حتى فتحت والدته.
فـ رحبت بي، وأخبرتها: باشتياقي لها، فـ مازحتني بقولها: أأننا حقاً من إشتقتِ لي، أم هو؟
فضحكتُ بخجل، وطلبتُ منها عدم إحراجي، فقالت لي: لا داعي للإحراج فـ هو زوجك الآن.
فـ إبتسمت فرحًا، كم أعشق كلمة زوجكِ هذه!
فـ أنا أنتظرها منذ زمن!
وسألتها: أين هو الآن فقد إشتقتُ إليه كثيرًا ولم أعد أحتمل.
أخبرتني: أنه في غُرفته يغمُره التعب منذ يومين، حتى صلاته يؤديها بتعبٍ شديد، ف غمرني الحُزن وسألتها مسرعةً: من أي شيء أصابه التعب، ومنذ متى!
أخبرتني: منذ يومان قد عاد حزينًا، فلم يتعب هكذا، إلا عندما يشعر بالحزن.
حزنت كثيرًا من نفسي، وبدأت في اللوم لها، وقاطع سرحاني صوت بابٍ يُفتح تمنيتُ لو أنه هو فقد إشتقتُ إليه كثيرًا، وبالفعل كان هو، كان ينظر إليّ بنظرات الحُب والإشتياق التي لازلت أفتقدُها، وقاطعتنا والدته بقولها: لو أعلم أنك ستُشفى بمجيئها لأحضرتُها منذ أول يومٍ في تعبك، وإستأذنتني وغادرت؛ لتُحضر لنا مشروبًا، وتتركنا سويًا، بينما كنت أتمنى أن تتركنا في بيتنا، حتى لا نشتاق إلى بعضٍ ثانيةً، ولم أدري بنفسي إلا، وأنا بين أحضانه، فـالحمدلله أنه أصبح زوجي.
وقال لي: إفتقدتكِ كثيرًا يا نبض فؤادي.
كم أُحب هذه الكلمات، وأعشق غزله في!
فأخبرته: بإفتقادي له أيضاً، وإعتذرتُ له عما صدر مني، فـ كتم فمّي، وقال لي: لا أريد أن أسمع كلمةً واحدة، واحتضنت يداه أصابعي، وجلس يسرد لي مدى حبه وغرامه، وكم أصابه التعب الحزن؛ لعدم رؤيته لي، فقد كان يريد أن يُشفى سريعًا؛ حتى يأتي لرؤيتي.
وجلستُ أخبره بمدى حُبي له، وكم إنتظرته أمام سطح منزلي، ومدى كرهي للباب الخلفي لمنزله، .........وأخبرني: بكرهه أيضاً لهذا الباب؛ لأنه يمنعه من رؤيتها، فأصابنا صمت شديد، وكانت عيوننا هي من تتحدث.
سألته: أهل أستحقُ أنا كل هذا الحب الذي تُبديه عيناك؟
أجابني: نعم تستحقي كل خير، وكل الحب، وأكثر، فـ حمدتُ الله كثيرًا على حبنا المتبادل، فـ لم أستطِع الجواب على حديثه، ولم أشعر، إلا بحضنه الدافىء، وهمستُ في أذنيه بـ قولي: أُحبك كثيرًا، فرد عليَّ قائلًا: أُحبكِ أكثر يا نبض الفؤاد./كلنا مغرومين يا ساده لمن احبنا اكثر من نفسي❤️❤️❤️❤️/
بقلمي
#ياسمين_أحمد
#رق الحبيب ♥️لو عجبتكم كومندز كده حلوه منكم تشجعني وشكرا♥️♥️♥️
أنت تقرأ
اسكربيتات الحب الحلال
Spiritualاشتقت إليك، اشتقت إليك كثيرًا، اشتقت لنظرتك لي وهي تبحث عني في كل مكان، إشتقت للهفتك عليّ اشتقت لنظرة الحب والشوق التي تنظرها لي عندما لا تراني بعض الوقت، اشتقت لكل لحظة تمر ونحن ننظر بعضنا أننا لأن أعلم أننا نتعذب؛ لأن كثير، ولكن ليس بيدنا شيء سوى...