نصِيـبـي الحُـلـو || My Sweet Destiny

ليذهب الجميع وتبقى أنت.

يُمسِك بكوب قهوته الدافئ متجهًا لبقعته المفضّلة في المنزل؛ شرفته الواسعة التي صممها بنفسه..

وضعَ كوبَ قهوته على الطاولة الصغيرة التي انتصفت المكان ليذهب إلى الزرع والأزهار ويبدأ بسقايتها، يتلمّس أوراقَ النباتات أمامه بكلّ لطف ورقّة بينما يغمرهم بقطراتِ الماء الطفيفة..

بعدما انتهى أمسكَ بكوب قهوته مجددًا ليرتشف منه القليل واضعًا إياه على سور الشرفة بينما أغلق عينيْه يسمح لأشعّة الشمس بالاستمتاع بملامحه الجميلة ويطلق لروحه المحبة للطبيعة العنان قليلًا..

نسمة هواءٍ لطيفة حلّت لتحرّك خصلات شعره وتهتزّ أوراق النباتات وكأنها تغارُ على مالكِها من نسمات الهواء ومداعبة أشعّة الشّمس له..

ابتسامة -أقلّ ما يمكن أن تُوصَف به هو بأنّها جميلة- زيّنَت محياه مُظهرةً غمازَتين لا يسعكَ سوى الوقوع في حبّهما، اتسعت ابتسامته أكثر فأكثر؛ فهذا هو وقته المفضّل في اليوم، لطالما كانَ شخصًا يحبّ الصباح الباكر ويستمتع بالهواء النّقيّ الذي لم تتمكّن منه عوادم السيارات بعد، لطالما كان ذلك الهاديء الذي ينسى ضجيج حياته في حَضرة الطّبيعة..

لكلّ شخصٍ قاعدة، والقاعدة الخاصّة به مكوّنة من أربع كلمات:

"الطّبيعة أولًا ثمّ البشر"..

(لكن جميعنا نعلم أنّ لكلّ قاعدة شواذ، أليسَ كذلك؟)

أمسكَ هاتفه فورَ أن أتاه اتصال، عقدَ حاجبيه بانزعاج لشعوره وكأنّه حُرِمَ من سلامه الداخليّ، لكن سرعانَ ما تحولت ملامحه ليبتسمَ بحبّ يملأ عينيه فورَ رؤيته لاسم أحد أصدقائه ليأتيه صوت المتّصِل..

"نامجون!! أين أنت؟ ستأتي صحيح؟ أعني عليكَ أن تأتي، أنت تعلم أنّ جونغكوك قد أقسمَ أنّه سيأتي فقط بشرط حضورك ونحن لم نجتمع هكذا منذ فترة طويلة وأيضـ.."

أسرعَ هو في مقاطعته ضاحكًا:

"هوبي! تنفس يا رجُل، بالطّبع سآتي. "

تنهيدة راحة أصدرها جيهوب قبل أن يخبره أنّهم سيمرّون عليه ليذهبوا سويًا ومن ثمّ أنهى المكالمة تاركًا نامجون يُكمل قوبَ قهوته بسعادةٍ مضاعفة لمجرّد فكرة أنّهم سيجتمعون مجددًا بعد غياب أشهُرٍ طويلة.

لكلّ قاعدة شواذ، وبخصوص قاعدة كيم نامجون التي تنصّ على تفضيل الطبيعة عن البشر.. هناك ستة أشخاصٍ يشذّون عن هذه القاعدة، هم ليسوا فقط أولوية فوق الطبيعة؛ بل هم أولويّة فوقه هو شخصيًا، خصيصًا ذلكَ الصّغير..