الشبهة الثالثة

109 23 4
                                    

الشبهة "لماذا نستطيع أن نرسم الطبيعة ولا نرسم الأرواح بالرغم أن كلاهما خلق الله؟"

من الأحاديث تستطيع أن تستدل بأن المحرم هو ذوات الأرواح وليس ما لا روح فيه كالشجر؛ فهناك فرق بين كائن حي فيه روح -كالبشر والحيوانات- وكائن حي ليس فيه روح كالشجر وغيره.

قال رسول الله ﷺ: "أتاني جِبريلُ عليهِ السَّلامُ فقالَ: إنَّي كنتُ أتيتُكَ اللَّيلةَ فلم يمنعْني..... إلى أن بلغ.... فمُرْ برأسِ التِّمثالِ يُقطعُ فيصيرُ كهيئةِ الشَّجرةِ" بعدما قطع رسول الله ﷺ رأس التمثال وأصبح كالشجر لم يفعل فيه شيء وذكر في الحديث أن التمثال كان لذات روح (رجل) وعندما أصبح شبيه لما لا روح فيه (الشجر) تركه رسول الله ﷺ لأنه لن يبقى في ذات الروح روح إذا قُطع رأسها

" كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، إذْ أتَاهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا أبَا عَبَّاسٍ، إنِّي إنْسَانٌ إنَّما مَعِيشَتي مِن صَنْعَةِ يَدِي، وإنِّي أصْنَعُ هذِه التَّصَاوِيرَ، فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: لا أُحَدِّثُكَ إلَّا ما سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ؛ سَمِعْتُهُ يقولُ: مَن صَوَّرَ صُورَةً، فإنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وليسَ بنَافِخٍ فِيهَا أبَدًا. فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، واصْفَرَّ وجْهُهُ، فَقالَ: ويْحَكَ! إنْ أبَيْتَ إلَّا أنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بهذا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيءٍ ليسَ فيه رُوحٌ."

قال ترجمان القرآن -ابن عباس-"فَعَلَيْكَ بهذا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيءٍ ليسَ فيه رُوحٌ." وقال الشيخ ابن عثيمين: "ما ليس فيه روح لا بأس به؛ لأن الأحاديث تومئ إلى هذا، فإن فيها أنه مكلف أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ، وهذا إشارة وإيماء إلى أن المحرم ما كان فيه روح" اهـ.

ونقلا من ابن باز-رحمه الله- : الحياة حياتان كما بين أهل العلم، ودل على هذا كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، الحياة حياتان: حياة ذات روح، تسمع وتُبصر، وتخرج وتأتي، وهذه: الحيوانات، لبني آدم والحيوان روح خلقها الله مستقلة، تدخل في الحيوان وتخرج من الحيوان بالموت، والروح الله أعلم بكُنْهها، قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء:85] يعني: روح قائمة بنفسها تسمع وتبصر، وتخرج وتأتي وقت النوم، ووقت الموت، لها شأن.

الحياة الثانية: النمو والزيادة والحركة، هذه للنباتات التي جعلها الله تشب وتنمو وتشيب وتهلك، هذه حياة نمائية، حياة النمو، حياة التصاعد، حياة الحركة، بسبب الماء، أو بأسباب أخرى، هذه حياة خاصة، ليست حياة الروح التي تدخل وتخرج وتسمع، ليس لها خصائص الروح التي فيها السمع والبصر والخروج والذهاب والمجيء، لا، هذه حياة النمو التي جعلها الله في النبات، بها ينمو، وبها يتحرك، وبها يزيد، وبها يتناهى إلى غايته، ثم بعد هذا تأتي عليه أشياء أخرى تجعله يضمحل ويذوب.


النتيجة: تثبت الأحاديث أن هناك فرق بين ما لا روح فيه وما له روح وجاء النهي عن التي بها روح كما ذُكر.

شبهات حول حكم رسم ذوات الأرواح والأجوبة عليهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن