عشق ميت
إنه اليوم الاول لي في كلية الطب ،فمنذ الصغر كنت أحلم بإن أكون طبيبة والان أتقدم نحو حلمي. نهضت بنشاط وحيوية من على السرير فتحت نافذة غرفتي لكي تتسلل أشعة الشمس الدافئة الى داخل الغرفة كان يوماً مشمساً وجميلاً جداً، وقفت أمام النافذة وأنا أنظر الى السماء وجمال الغيوم و أستمع الى الحان تغريد الطيور فجأة أرجعتني من رحلتي في السماء مناداة أمي لي:
_مينا هيا إجهزي لا يجب أن تتأخري في أول يوم لك
_حسناً أماه أنا آتية
نظرت من نافذتي الى الاسفل لأرى الشارع واذا بفتى يجلس على الرصيف ينظر إلي مبتسماً رفع يده و أخذ يلوح لي
_ يا الهي! من هذا وماذا يفعل؟ اذا رآه أحد الجيران سأقع في مشكلة أغلقت النافذة بسرعة وذهبت مع ابي الى الكلية كان يوماً من أهم أيام حياتي. أنهيت محاضراتي وعدت الى المنزل وصلت الشارع الذي نقيم فيه كان الشارع على غير عادته فارغاً تماماً، فغالباً ما يكون مليئاً بالأطفال في مثل هذا الوقت والجيران يقفون على ابواب منازلهم كأنهم عائلة واحدة وليسوا جيران وصلت الى بيت العم إحسان لأرى نفس الشاب الذي رأيته في الصباح، أمرٌ غريب لم أرَ في حياتي ضيوف عند العم إحسان، فهو دائماً ما يقول أنه ليس لديه أقارب وهو و زوجته لا يحبون أن يدخل أحد منزلهم . عاد يلوح لي مرة ثانية
_ إنهُ بالتأكيد فتى مجنون ،أنا لا أعرفهُ كيف يتعامل معي كأننا اصدقاء أدرت وجهي غاضبة، وذهبت في اليوم التالي وجدتهُ في نفس المكان وإستمر هذا الحال أسبوعاً كاملاً أجده في طريقي عند ذهابي وعودتي. بدأت أتضايق من هذا
الوضع فهو يلوح لي أينما يراني بدأت أشعر كأني مراقبة ولا أدري ماذا أفعل أو كيف أتصرف معه. جلسنا في المساء انا وأمي وأبي بعد العشاء في غرفة المعيشة قررت إخبار أبي بما يحدث معي خلال هذا الاسبوع مع هذا الفتى.
قال ابي مستغرباً:
_ لكن يا ابنتي جميعنا نعلم بإن العم إحسان لا يأتيه ضيوف ابداً، وليس لديه اقرباء، فهو جارنا منذ إثنان وعشرون عاماً ولم نرَ منزلهُ الى الان فكيف سيتقبل دخول شخص غريب إليه مع ذلك سأتحدث معه غداً في الصباح. كان يوم الجمعة ذهبنا أنا و أبي الى منزل العم إحسان وكعادته خرج الينا واغلق الباب خلفه لكي لا ندخل أو نحرجه بلب الدخول الى منزله للحديث معه.
روى له أبي ما حدث معي، وكيف أن ضيفه قام بمضايقتي ، ضحك ضحكة إستهزاء ثم قال:
_ أنتم تعلمون أن لا أحد يدخل منزلي و انني لا احضر ضيوفاً ابداً لا يزورني أحد مطلقاً، متأكد أنكم مخطئون. دخل منزله وأغلق الباب.
_ ما هذا الموقف الذي وضعتني فيه يا ابنتي؟ كان يجب عليكِ التأكد من ذلك قبل أن تحرجيني أمام الجيران. عاد أبي ثم فتح باب العم إحسان مجدداً ليخرج نفس الشاب
_ أهلاً أيتها الجميلة تفضلي الى الداخل
غضبت كثيراً، لماذا يكذب العم احسان؟!
و يقول أنه ما من أحد هنا و قد خرج ذلك الشاب من منزله
_ اغرب عن وجهي أيها الأحمق
حلَّ المساء وحان موعد النوم و أنا مستلقية على السرير فكرت كثيراً بأمر ذلك الشاب وكيف للعم إحسان أن يدخل أحد
لمنزله! ولماذا لم يسمح لأحد بدخول منزله طوال هذه السنين؟! راودتني أفكار كثيرة لكن لم أجد إجابة على تساؤلاتي ،غافلني النعاس حتى إستيقظت على صوت طرقات النافذة نظرت الى هاتفي لأرى الساعة أووه يا الهي تأخر الوقت
كثيراً كيف لم أستيقظ، عليّ اللحاق بالمحاضرة التالية ،لحظة واحدة من الذي طرق نافذتي و أيقظني فتحت الستارة وإذغ بذلك الشاب يلوح لي من جديد
_ ما هذا منذ الصباح الباكر ألا يريد تركي وشأني؟
_صباح الخير أيتها الجميلة إنتظرتك كثيراً ولم تأتِ اليوم هل انتِ بخير؟
_ ما شأنك أنت؟ إن كنت بخير أم لا.
_ لما كل هذا الغضب يا حلوتي؟! هيا أخرجي لكي أوصلك و أعرفك على نفسي
اخذني الفضول في معرفة من هو وماذا يريد مني فخرجت مسرعة، وفي طريقنا سألته هيا أخبرني من أنت؟
_ أنا علي إبن العم إحسان
_ هل تسخر مني؟ العم إحسان ليس لديه أبناء
_ بلى، أنا إبنه الوحيد
_ لو كنت إبنه كيف لم أركَ كل هذه الفترة ؟ آسفة لا أستطيع تصديقك
_ ستصدقينني مع مرور الوقت
هنا إنتهى طريقنا وعاد هو
و صار كل يوم يقوم بإيصالي وفي العودة ينتظرني لنعود سوياً صار قريباً جداً مني ،وأحكي له تفاصيل حياتي وكل ما يحدث معي كان كل يوم يصبح اقرب الي من اليوم الذي قبله حتى وقعت في حبه
كنت أعلم ومتأكدة أنه يبادلني نفس الشعور لكن لا يفصح ؏ـن ذلك، ربما خجلاً أو هناك سبب آخر، حسناً سأفصح أنا ؏ـن مشاعري تجاهه.
_ في الصباح ونحن في الطريق أخبرتهُ بأني أحبه لم تكن ردّة فعله كما توقعت بل كانت عكس ذلك تماماً.
_ علي ماذا بك؟!كنت أظنك تبادلني نفس شعور الحب.
_ أحبكِ يا مينا أحبكِ، لكن لا يجب عليكِ أن تحبيني.
تركني ورحل ولم يعد مر يومان لم أره فيها لم أتحمل فراقه ذهبت الى منزله فتحت زوجة العم إحسان الباب قلت لها نادي إبنك
كانت نظرة الرعب والإستغراب بادية على وجهها، جاء زوجها مسرعاً عن أي إبن تتحدثين نحن ليس لدينا أبناء والجميع يعرف بذلك هيّا إذهبي، أغلق الباب ناديت بصوتٍ عالٍ :إبنكم علي أنا أعلم بوجوده دعوه يخرج إلي هيّا إفتحوا الباب ،فتح العم إحسان الباب وقال:
_ ماذا ؟! كيف تعلمين؟!
أخبرتهم بكل ما حدث نظرا الى بعضهما وبدئا بالبكاء أدخلوني الى المنزل لأول مرة وصدمت بإخبارهم لي أن إبنهم قد مات منذ اثنين وعشرين عاماً منذ ولادتي؟!
_ لكنّي أراه كل يوم ونذهب سوياً الى الكلية كيف يعقل ذلك كيف مات ؟
_ نحن قتلناه.
_ لماذا تقتلون ابنكم الوحيد؟
_ عندما حملت أمه به أخبرتها عرافه أنها مسحورة ويجب أن تجهض لكننا لم نصدق كلامها لما كبر جاءت إلينا نفس
العرافة وأمرتنا بقتله،أفقدتنا وعينا في وقتها لقد ألقت علينا تعويذة جعلتنا نقتله وندفنه في غرفته دꪆטּ أن نشعر، ولهذا لم نسمح لأحد بدخول المنزل هو كان يحلم أيضاً بأن يصبح طبيباً.
_ خذوني الى غرفته
رأيت قبره بأمِّ عيني عندها صدقت كلامهم جلست باكيةً عند قبره لأشعر بيدٍ تربت على كتفي نظرت خلفي فإذا به واقفاً خلفي
_ علي أنتَ هنا إنهم يقولون إنك ميت، ظننت انني لن أراك مرة أخرى
_ صحيح ما يقولون يا مينا انا ميت ونحن لن نتمكن من أن نكون سوياً إذهبي يا مينا إنسي كل ما حصل بيننا وتابعي حياتك.
_ كيف لي أن انسى يا علي؟ أنا أحبك وإن لم تستطع أن تعيش معي سأموت معك
أخذت السكين من صحن الفاكهة من على المائدة وغرستها في أحشائي فاضت روحي الى السماء وفارقت جسدي
_ ماذا فعلتي يا مينا؟
فعلت ما كان يجب عليَّ فعله أتيت إليك لن نفترق ابداً بـــ؏ــد الآن
سأدفن الى جانبك ونكمل قصة حبنا ونحن أموات.
وهكذا إنتهت قصتي في الحياة الدטּـيـا لتبدأ في القبر وأنا أعيش مع حبيبي ورفيقي علي
ولا أستطيع القول في نهاية قصتنا أننا عشنا سعداء
بل أقول متنا سعداء الى الأبد .!
أنت تقرأ
عشقْ ميت
Science Fictionقصة خيالية تتحدث عن فتاة تقع في عشق شخص و تتعلق به كثيراً لتكتشف لاحقاً انا هذا الشخص ميت من قبل أن تولد هي حتى و هنا تكون الصدمة 💔🖤🔥