الفصل الرابع

5.2K 302 11
                                    

༺الفصل الرابع༻
"مش موافقة".
كانت جملة أمينة لشقيقها الذي كان يخبرها عن ثراء المدعو فراس، و كيف هو يريد ابنتها بشدة.

"فكري و أعقليها كده ياختي، دي فرصة جايه لك من السما و ما تتعوضش، الراجل شاري بنتك و قالي كل اللي تطلبوه مُجاب، شقة و عربية و فلوس و دهب، فوق كل ده الشاب صغير في التلاتينات يعني مش واحد من المشايخ العواجيز اللي كانوا بيجوا لي عايزين واحدة قد عيلة من أحفادهم".

جلست أمينة علي الأريكة و قالت:
"ما هو ده اللي مقلقني و مخوفني أكتر، إيه اللي هيخلي شاب زيه زي القمر و غني يجي يتجوز واحدة من عندنا علي قد حالها، ما تقولش عجبته بنتك عشان جميلة، الحلويين كتير في بلده".

زفر الأخر و قد أوشك صبره علي النفاذ قائلاً:
"الراجل كيفه كده، و مادام هيكتب عليها عند محامي هنضمن لها حقوقها، وافقي بقي بنتك هتنقلك لعيشة تانية عمرك ما حلمتي بيها،  أهو علي الأقل هتبطلي تخدمي في البيوت".

وقعت في حيرة لكن قلبها لا يطمئن بتاتاً لتلك الزيجة، فأخبرته:
"الحمدلله راضية بقسمتي و نصيبي من الدنيا، بس تبقي البت في حضني، حتي لو أتجوزت بس علي الأقل هنا اقدر اشوفها وقت ما أحب، لكن تروح بلد تانية الله أعلم هيعمل فيها إيه جوزها ده يخليني أتمسك برأيي أكتر و أرفض بالتلاتة".

و قبل أن يجيب شقيقها، خرجت سندس من غرفتها و قالت بحسم:
"أنا موافقة يا أمي".

غر الخال فاه بسعادة، رفع يديه مهللاً:
"الله أكبر، شوفتي بقي العروسة نفسها موافقة و راضية".

حدقتها والدتها بإمتعاض:
"و أنتِ كنتِ تعرفيه و لا تعرفي عنه حاجة عشان توافقي!".

نظرت إلي أسفل ثم قالت:
"يعني أي واحد هيتقدم لي غيره، هكون عرفاه و لا اعرف عنه حاجة، بصراحة أنا شايفاه عريس فيه كل المواصفات اللي أي بنت تتمناها".

اقتربت من والدتها و امسكت بيدها فأردفت:
"بصراحة يا أمي، عايزه أريحك من شغلك و ده يقولك كلمة و دي تبص لك بنظرة بتحرقني قبل ما تضايقك، مش يمكن ربنا بعت لي فراس ده تعويض ليكِ و ليا".

ابتسمت والدتها و قالت بتهكم مازحة:
"فراس!، لحقتي تحفظي اسمه!، ماشي يا سندس، ما دام عاجبك و موافقة مش هقف في طريقك، بس قدام خالك شاهد علي كلامي و عليكِ، لو جيتِ لي في يوم تشتكي و تقولي لي جوزي سوي و عمل فيا هقولك ده أختيارك و أتحمليه، أنا كل اللي عايزاه أشوفك متهنية و سعيدة".

عقب شقيقها قائلاً:
"اطمني ياختي، أنا هخليه يكتب لها مهر و مؤخر بمبلغ محترم، و يشتري لها شقة و عربية باسمها و دهب، عشان لو في يوم حب يلعب بديله أو غدر بيها تكون بنتنا متأمنة".

حدقته شقيقته بنظرة قلب لا يعرف الطمع:
"انا أهم حاجة عندي بنتي، و لا مال الدنيا يسوي دمعة من عينها".

سوق إبليس «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن