كَان ذلك اليَوم قد وَصل إلا آخره بالفِعل، بدأ الطّلاب بالرّحيل وأصبحت الفُصُول فَارغة، وهذَا كان من حظِّ بُومقيو أن اليَوم قد مرَّ تقريبًا بِسلام. لَم يتجرّأ أحدهُم على الجُلوس قُربه أو حتّى خوض نِقاشٍ صغيرٍ معه، ولكنّه لم يكرَه تلك الفِكرة في الواقع، بَل جعلته يشعُر بالرّاحة أكثر.
كَان بُومقيو يُلملم أغراضهُ في الصّف الفَارغ؛ فقَد أحبَّ أن ينتظرَ حتى يخرُج الطّلاب جميعًا، تفاديًا للإزدحام الذّي يتواجَد أثناء إنتهاء الدّوام المَدرسي.
ولكن ما عكّر صَفُو أفكَاره، هو ذلك الشّاب الذّي إقترب منه، والذّي لم يظهَر على وجهه أيَّ نِيةٍ للخير.
"مَرحَبًا يَا 'بُـ بُومقِيُو'!"
دَوى صوت ذلك الفَتى في أذُن بُومقيو، كأنّه قال نفس الجُملة عدّة مرّات. لَم ينظُر بُومقيو لوَجهه، ولكن من نبرته إستَطاع أن يُدرك كَمّ الإستهزَاء والسُّخرية الذِّي تقبَعُ بين أحبال صوته.
تنهّد بُومقيو تنهيدةً قصِيرة، ثُم إزدادت قبضتُه على حقيبتهُ ضيقًا، يُحاول لملمة شَاتات نفسِه. لا يُريد أن يسمع المزِيد من السُّخرية.
"عَن إِذنِـ ـكَ، عَـ عَلَيَّ الرَّحِيل."
بالكَاد إستطَاع بُومقيو أن يُخرِج تلك الكَلمات من حنجرته، ولكن مع الأسف خرجت مهزوزة، فَكان التّوتر يأكلُه آكلًا، والرّجفة في جَسده زادت الطّين بلّة.
حَمل بُومقيو حقِيبته على كتفِه، مُتجاوزًا ذلك الفَتى المُزعج، ولكنه توقّف في طرِيقه حينما سمعه ينطقُ بأكثر الكَلمات بشاعة على الإطلاق.
"أنتَ مُثيرٌ للشّفقة. أتعلم؟ أنتَ تُشبه المُراهقات كثيرًا، حرفيًا."
إبتسم ذلك الفَتى بسُخرية، بينما بُومقيو عضَّ على شِفّتِه السُّفلية، ثُم أخذَ يسيرُ على وتيرةٍ سريعة، مُحاولًا الهرب من كل ذلك الألم.
YOU ARE READING
رَهَاب || بُومكَاي.
Short Storyأَنتَ هُوَ، صَدِيقِي الأَوَّل وَالوَحِيد. "لَدَيَّ رَهَابٌ..مِن البَشَر." "إِذًا.. إِعتَبِرنِي لَستُ بَشَرِيًا، مَاذَا عَن قِردٍ أَو مَا شَابَه؟ هَكَذَا لَن يَكُونَ لَدَيكَ رَهَابٌ مِنِّي." -تِشُوي بُومقِيُو. -هِيُونِينغكاي. • فُصُولٌ قَصِيرَة. • طَ...