thirty-one.

2.2K 282 92
                                    

" انني أعلم كل شيء، ڤــاي. "

غُرابي الشعر انبس بينما يبتسم بهدوء، مما جعل المقصوده بكلامه تضطرب وهي تنظر إليه.

هل علم بسرها... او لنقُل اسرارها.

" ما الذي تعلمُه.... جونغكوك؟ "

نطقت اسمه بصعوبه في نهايه حديثها بينما أصبح النفس الداخل إلى رئتيها خانقًا، هي لا تحتمل ان يترُكَها بعدما إعتادت على وجوده بقربه.

هي لا تحتمل ان يعرف... كونها ليست شريفه.

لكن هل الشرف يُقاس بكونها عذراء ام لا؟.

هل شرف المرأه يُقاس ببضعه قطراتِ دم تنزل حين يُطارحها زوجها الفراش؟ ام تلك ماهي إلا ظنون مريضه توارثها اجدادنا وحكموا مصيرنا بها.

" أعلمُ ما كان يفعلهُ اباكِ بكِ.... لقد تحدثتُ مع احد جيرانكم الذي يعمل معي في الشركه، وهو اخبرني بكل شيء، اخبرني عن وفاه والدتكِ وشقيقتكِ الصغُرى ميون بحادث سياره تسبّب به والدكِ وهو ثمل، وعن هجره اخاكِ الكبير للولايات المُتحده بسبب تبرّي اباكِ منه، وعن كل تلك الليالي البارده التي قضيتيها خارج المنزل لأنهُ طردكِ بسبب عُنفه وعصبيته عليكِ.... وعن إجباره لكِ لتركِ جامعتكِ والعمل.... انني أعلم كل شيء يا حبيبتي، وصدقيني سأخذ حقكِ.... من الجميع. "

عينيها أُدمعت وهي تستمع للحروف التي كانت تخرج من ثغره.... وبالرُغم من انها جعلتها تطمئن بشكلٍ ما من كونه لا يعلم شيء بخصوص زوج خالتها وإغتصابه لها.

إلا ان حياتها البائسه التي لخصّها في بضعه جُملٍ وحروفٍ وتعبيرات..... تسبّبت بأنهمار دموعها وهي تُسلم ذاتها لعناقه وتُلفلفها بين احضانه.

" انت ثمين للغايه يا جونغكوك.... انت ثمين للغايه وأنا اتمنى ان لا تبتعد عني حتى يومي الأخير في هذا العالم "

انفعلت هي بينما تتحدث... مما جعلهُ يزفر بضيق وهو يُربت على ظهرها بغيه تهدأتها.

هو يحزَنُ لحُزنها.

" لا تبكِ من فضلكِ، ليس هذا المغزى من كلامي لكِ، انا أرغب ان اراكِ قويه يا ڤــاي.... عليكِ ذلك بعد كل تلك القسوه التي احتملتيها طوال حياتكِ "

" لكن يا حبيبي ذلك صعب.... انا ضعيفه بشده ولا أعتقد انني قد استطيع تخطيّ هذه الصفه يومًا "

ردّت عليه بنبره مُنكسره، فتوجه هو حيثُ سريرهما وجلس على مُقدمته، ساحبًا إياها نحوه حتى أصبحت جالسه على فُخذيه، ويديها تطوقُ عُنقه، بحركهٍ هو من تسبّب بها.

" انصتِ لي، لما لا تستطيعين تخطيّ هذه الصفه اللعينه؟ انتِ لستِ ضعيفه يا ڤــاي.... انتِ فقط تحتاجين المزيد من القوه، هل تفهمين ما اعنيه؟ "

اردف بينما ينظر بداخل عينيها ببعض الغضب من إستسلامها الكامل لحُكم الحياه وما تُمليه عليها، وهذا ما جعل تنفُسها يشرع بالتثاقُل وصدرها يعلو ويهبط، نتيجه ارتباكها الشديد من قُربه المُبالغ به منها.

" انا اعتذر...... "

كانت ستُكمل اعتذارها لكنهُ وضع سبابته على شفتيها.

" تعتذرين؟ الم نتفق على ان لا تفعلين ذلك ابدًا، جيون ڤــاي؟. "

نطق وهي حاولت الأبتسام بينما تنهضُ عنه وتردف.

" لن أفعلها مُجددًا.... انا أعدك. "

انهت حديثها وولجت للمرحاض بسُرعه، مما جعلهُ يصرخ بنبره مُتذمره وهو يُدحرج عدستيه بعيدًا عنها.

لقد تهرّبت منه.

في الواقع، هي تستمر بالتهرّب منه، كلما حاول التحدث عن ماضيها... ومُساعدتها في تخطيه، وهذا ما يجعل الأمر شديد الصعوبه عليه، ان يُساعدها ويُنجدها من ظُلمه ذكرياتها التي تبتلعها ببُطئ، ما دامت على قيد الحياهِ وحيًه تُرزق.

__

بعد اسبوع.

" مرحبًا بك في كُوريا اخي "

ڤــاي تحدثت بألتباس وهي تعقد يديها بعدم راحه، وتبتسم لشقيقها الذي وطأت اقدامه بلاطَ مطار سيول الدولي للتو، بعد رحله طويله من العاصمه واشنطن.

لكنها تفاجأت به يُجيبها بنبره خاليه من ايه مشاعر وهو يتقدم بخطواته، متخطيًا إياها.

" اجل، مرحبًا بكِ. "

علاقتها بشقيقها لم تكن جيده من صغرها... لطالما كانت بارده، جافه، وخاليه من المشاعر، تمامًا كنبرته وهو يرّدُ على تحيتّها.

وهذا ما جعل طبقه لامعه تُغلف عينيها وهي تراهُ يسير بعيدًا عنها كما لو لم يكن اخاها الكبير الذي لم يراها منذ اعوامٍ طويله..... هي كانت مُتحمسه للقائه رُغم توترها حيال رده فعله، والآن هي نادمه على ذلك الحماس بشده.

يبدو أن لا أحد يستحق إنتظارها..... حتى اخاها.

" هذه سياره جونغكوك..... زوجي "

نطقت بعد ان اصبحا على مقربهٍ من سياره المذكور بحديثها، فهمهم لها بجفاف وهو يطرق على النافذه خاصه سياره الغُرابي.

" هل انت السيد جيون جونغكوك؟. "

__

𝐒𝐀𝐃 𝐄𝐘𝐄𝐒.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن