مقدمة :
في ذلك العالم، وجدت فئة من الناس ... يقال انهم امتلكوا قدرات خارقة للطبيعة ... يحكي الأجداد لاحفادهم، انهم وجدو لحماية باقي البشرية ... من مذا؟ قد تتساءلون ... من مسافري العالم الموازي ... من بين تلك النخبة المختارة وجد خائن ... قيل قد كان اقوى من الجميع ! يحصد القدرات و ينسخها، كان في زمن ماضي بطلا للجميع، لكن حصل ما خشيه و انقلب وحشا كل مراده هو الانتقام !
توفي عن عمر خمس و ثلاثين ، ولا احد يعلم كيف؟ ... يعود بعد كل 10 سنوات في ذكرى موته ... في الأول من يناير ... يستحوذ على جسد طفل من النخبة و يسعى للانتقام ... يظهر عند بلوغ السادسة ولا يتحمله جسد الصاحب لأكثر من سن العاشرة ... " إلى متى سيواصل الفتك باطفالنا" "متى سيأتي شخص ينقذنا من بلاء هذه الروح المعلونة" هذا ما كان يتردد في عائلات اصحاب القدرات ... لكن لم يأتي من قد يغير الحال ... و تواصل الرعب لسنوات_______________________________
في مساء ممطر بارد، في ذلك الرواق الطويل ، كانت تمشي مسرعة الخطى ، كل من يراها في طريقه يتوقف ليلقي تحية عسكرية لكنها تتجاهل الجميع بوجهها البارد المعتاد مواصلة طريقها إلى أن توقفت امام باب لتفتح دون انتظار جواب على طرقاتها.
ما ان دلفت و اغلقت الباب وراءها حتى تغيرت ملامحها بسرعة لوجه اكثر انسانية . كانت شابة متوسطة الطول ذات شعر قصير صبياني ابيض كالقمر و عينين زرقاوين خاليين من اي مشاعر عميقان بعمق البحر، ملامحها حادة و باردة أقرب للولد كأن الزمان اثر عليها رغم عدم تجاوزها عمر 16 ، كانت ترتدي بذلة سوداء و واضعة معطف طويل رمادي على اكتافها و تظر على قوتها و ايديها ضمادات ملفوفة بعناية.
اظهرت ابتسامة خفيفة عندما رأت صبيا صغيرا يرتدي قميصا ابيض مع معطف و بنطال اسود بسيط، ذو شعر بني يميل للرمادي اشعث و عيون زرقاء فاتحه كالبحر يجلس على حافة النافذة و منسابا في عالم آخر مركز في أفكاره.
اقتربت من المكتب و جلست على الكرسي الذي أمامه في جلسة غريبة
"لقد طلبتني على عجل؟" قالت مخاطبة الشاب الذي أمامها
شاب متوسط الطول ذو شعر برتقالي حيوي يقترب من البني و عينين خضراوتان مراقبا الأوراق أمامه دون أن ينظر للشابة أمامه.
" اجل، انتي لم تسلميني تقريرك لآخر عملية قمتي بها مع ليام... كان يجب أن تسلميها البارحة مساءا "
رمقته بنظرة غريبة للتتذكر انها نسيت تماما امر التقرير و انها كانت مشغولة بالمشي في الشوارع في الليل.
" لقد نسيته ، لكن لا يهم بما ان ليام قد سلم التقرير لقد كانت مهمة مشتركة" قالت محاولة تلافي اهمالها
" لم احاسبك على تقاريرك الناقصة من قبل لكن هذا بالذات قد طلبه الرئيس مني الاهتمام به فهو سيرسل للوزارة للتأكد من فعالية العمال لذا ان لم تريدي اي مشاكل مع استاذك يفضل لك تسليمه قبل مساء اليوم يا ايرلا "
تنهدت ايرلا في مقعدها و انغمست به بضجر فهي كانت تكره الأعمال المكتبية و دائما ما كانت تتهرب من كتابة تقريرها.
بعد بضع ثوان من التفكير ثم وقفت و همت بالخروج حين استوقفها الفتى الصغير.
" اختي هل يمكنني المجيئ معك ؟ انتي لن تخرجي الان" قال بصوت هادئ ممسكه بيدها
ابتسمت له ايرلا ابتسامة خفيفة و أشارت أن لا بأس بذلك، ابتسم الفتى و امسك بيدها بقوة و خرجا من المكتب بهدوء متوجهين نحو مكتبها.
كانت ايرلا تجلس بشكل فوضوي امام مكتبها متدلية فوق الكرسي بضجر بينما يجلس الفتى على كنبة قرب مكتبها ممسكا قلم و يخربش في دفتره.
" اختي؟"
" نعم رامان؟"
"مذا يجب أن تكتبي في تقريرك؟"
" يجب أن أتحدث عن آخر مهمة قمت بها مع ليام" اجابته بعد تنهيدة قصيرة
" ما الذي قمتم به في ذلك اليوم؟"
"يمكنني أن احكي لك ان وعدتني أن لا تخبر أحدا ابدا بذلك"
نظر إليها رامان الصغير بعيون تلتمع حماسا فهو يحب حين تحكي له اخته عن بعض مهمتها البسيطة، و أشار براسه بالموافقة .
" حسنا ، لقد كلفنا بمهاجمة مخزن يعمل به تجار مهربون في الحدود البحرية ، كانت المهمة بسيطة لكن لكون عددهم كبير و المهلة قصيرة كلفنا انا و ليام بتنفيذها، لذا ذهبنا و تسللنا للمخزن و قمنا بنسفهم جميعا بسلاح آر 70-90! كان أمرا سهلا هذه المرة "
"رائع، لكن لما تستصعبين كتابة هذا؟ انها فقرة صغيرة فقط"
"يا ليت التقارير كانت بهذه السهولة، يجب علينا كتابة نص عن الأحداث ثم تلخيص رؤوس الأقلام مع ساعة حدوث الأمر و إعطاء تفاصيل تافهة لا حاجة لهم بها! و انا لا احب الجلوس لساعة و لا احب مراقبة الساعة أثناء قيامي بمهماتي لذا اعتمد على ليام لكتابة كل هذا لكن لا أعلم أين هو "
" أجد ان كتابة هذا اسهل مئة مرة من القيام بما قمت به، على كل تفضلي لقد اخذت هذا من مكتب ابن عمي هاتان انه تقرير ليام يمكنك نسخ التوقيت و رؤوس الأقلام و كتابة الحدث من منظورك"
قال رامان و هو يمد ملفا -كان قد اخفاه في دفتره- بيده الصغيرة لاخته ، نظرت له ايرلا بسعادة و مررت يدها على راسه لتربت عليه بحنان
" انت رائع يا رامان!"
بعد نصف ساعة ذهبت ايرلا لتسليم ملفها لهاتان و أخبرته انها ستتاخر عن الوصول للبيت هذا المساء فقد طلب رامان منها أن يقضو فترة المساء معا، ثم ذهبت لمكتب الرئيس اركون لتأخذ اذنا بالخروج مبكرا.
خرجت بعدها مع رامان على دراجتها النارية إلى احد المطاعم الهادئة المفضلة عنده لتقضية لمساء فيه فقد كان رامان يشتاق لاخته كثيرا بسبب انشغالها في مهماتها.
بعد أن دلفا للمطعم و لامس هواءه الدافئ المشبع براءحة الطبخ ، اختارا مكانا بجانب النافذة و جلسا فيه .
"اختي ، أود اخبارك بشيئ..."
رمقته ايرلا بنظرة تساؤل مشيرة له بأن يتحدث
" لمذا انتي دائما منشغلة بالعمل... اقصد، لقد بدأت اكره اركون فأنا اشعر انه يثقلك بالمهمات و لا استطيع البقاء معك كثيرا ! اعلم انه يعتني بنا نحن و ابن عمي و يدربكما من أجل العمل في منظمته، لكنه يبعدكي عني... "
نظرت له ايرلا مطولا و هي تفكر في ما قد تجيبه به، انى لها أن تخبره انها كانت دائما تنشغل بالعمل بارادتها ، فهي رغم كل التعب كانت تتعمد الهروب من كل شيئ عن طريق القيام بمهمات او التدريب المتواصل مع الرئيس اركون، لقد كانت تتعمد تجنب الجلوس طويل مع اخيها لانها كانت تخاف أن يسالها يوما عن سبب كونهم وحيدين ؟ كانت تخاف من سؤاله أين والداه؟ كانت تخاف أن يفتح جرح الماضي الذي يلاحقها كلما نجحت بتفاديه.
"رامان... انا ... انا حقا اسفة..."
احفضت عينيها مفكرة بعذر مناسب كي لا ينزعج اخوها لكن دون جدوى، الأكل الموضوع أمامها تراقبه و هو يبرد دون معرفة ما يمكن أن تقوله لترضي اخاها.
"رامان، تعلم جيدا اني اعتبر اركون كوالدنا فهو من انقذنا حين كنا اصغر ، انا اريد العمل من اجله، شكره على كل ما يقومه به ، هو لا يرغمني على العمل لذا لا تقم بكرهه هكذا فهو يحبك مثلي... انا اسفة على انشغالي عنك لكن...."
قاطعها رامان بعد أن شعر بعدم ارتياحها لمسير المحادثة و قال " لا تعتذري، اعلم انك تحبين هذا العمل، اتفهم رغبتك باظهار الامتنان لاركون لكن كل ما أريده هو ان نكثر من جلستنا معا ... اريد فقط أن تخصصي لي وقتا اكثر ، اريد رؤيتك فانتي كل ما اهتم له و الان فالتاكلي قبل أن يبرد هذا و تخسري مالك عليه" قال بينما ياخذ قطعة من الخبز و يضعها في فم اخته ليبدا كلاهما بالضحك و تتغير دفة الحديث لموضوع اكثر ايجابية، و في تلك اللحظة دخل شابان للمطعم ينظران لايرلا بنظرة غريبة و يتوجها نحو طاولتها و يبدآ بأحداث الفوضى.
" هاي انت، الولد ذو الشعر الأبيض، انت نفسك القاتل الذي تم الإذاعة عنه بالاخبار ! " صرخ أحدهما باستهزاء
فهمت ايرلا انه يقصدها و انزعجت لكون هذا يحدث امام أخيها.
"رامان لقد أنهيت طعامك، اخرج و انتظرني امام الدراجة، سانهي عملا و الحق بك" قالت اه ايرلا بهمس و هي تنهض من مكانها ، استغرب رامان للملامح التي تعلو وجه اخته ، فقد تغيرت لحظة من السعادة و الضحك الي ملامح مرعبة و خرج بسرعة، بينما توجهت بهدوء إلى الرجلين وسط أنظار الناس لهما الذين تهامسو بشأن نشر الاخبار عن هذا القاتل .
اقتربت ايرلا منهما و سألت بصوت جهوري بارد " مذا تريدان " ضحك الرجلان مستهزئين
" أهذا القاتل الذي يحذر منه في نشرة الاخبار؟ مجرد فتى صغير نحي ..."
لم يستطع إكمال جملته حين تلقى لكمة قوية في بطنه ينحني للأمام و يبدا بالسعال بقوة ، ما ان انزل راسه قليلا حتى تلقى لكمة أخرى في وجهه و يسقط أرضا، رفع راسه بألم لينظر الى ملامح ايرلا تنظر اليه بنظرة مرعبة و ابتسامة أثارت القشعريرة في كامل جسده ، ضربته ضربة آخرى برجلها في بطنه ليتاوه بقوة جاعلا كل من في المطعم لا يجرا على إخراج صوت اخر .
نظرت الي الرجل الاخر الذي تصنم في مكانه ثم ألقت نظرة سريعة و باردة للجميع لتقشير ابدان الحاضرين و تضع النقود في يد النادل الذي ارتعش بدوره ما ان اقتربت منه، ثم خرجت بهدوء.
كان رامان يمسك خوذته بيده و ينتظر اخته بهدوء بجانب الدراجة النارية السوداء.
"من كان هؤلاء؟ مذا حصل ؟ مذا يقصد بقوله *القاتل الذين يحذرون منه*"
"مجرد حمقى يظنون أنفسهم اقوياء، لا تقلق بشأن ما حصل و.... انا أعدك بأن نعوض ما حصل اليوم ، غدا ساخذك لمطعم اخر ثم سنقوم بكل ما تريده"
اجابته بينما تبتسم ابتسامة مصطنعة ثم ترتدي خوذتها و تصعد الدراجة
صعد رامان بصمت خلفها دون أن يقول كلمة اخرى، هذه لم تكن اول مرة يتم التهجم عليهم في مكان عام، لكنها اول مرة يسمع أحدا ينعتها بقاتلة و يرى تلك الملامح القاسية على وجهها.
وصل كلاهما الي منزل أبكر من المتوقع مما آثار استغراب هاتان.
أخبر رامان اخته انه يريد الذهاب للنوم فهو متعب ثم صعد لغرفته بينما رمقته ايرلا بنظرات حزينة تلوم نفسها على ما حصل لهم .
" من الواضح انه منزعج و انتي كذلك، مذا حصل؟ "
" كالعادة يأتي الحمقى ليفسدو كل شيئ ما ان استطع نسيان أمري و ابدا بالاستمتاع معه" قالت بندم
"لا تلومي نفسك فانتي تعلمين أن لا ذنب لك بما حصل "
" كلانا يعلم أن كل ما يحصل بسببي، انا من اختارت هذه الحياة و من تسبب بأن نعيش في وضع كهذا "
لم يدري هاتان ما يجيب فهو يعلم انه مهما قال لها فهي لن تكف عن لوم نفسها.
ذهبت ايرلا إلى مكتب اركون و جلست على المكتب أمامه بصمت تراقبه أثناء إنهاء أوراقه دون ينتبه لدخلوها.
جلست هناك بجلستها الفوضوية المعتادة تفكر مطولا ، متذكرة ما حدث لهم و شاعرة بالندم كونها السبب ببداية كل شيئ يحدث الان لها و لاخيها..._______________________________
الفصل: 1602 كلمة
هذا فصل تقديمي لشخصيات يوضح قليلا العلاقات و الشخصيات الفصل الجاي كمان حيكون مثل مقدمة تعرف باركون و العلاقات الي بينهم و وش وظيفتهمعملت مثل بطاقات معها صورة للشخصية للتعرف عليهم شوي فكل ما ظهرت شخصية حنزل بطاقتها باخر الفصل و هنا حنزل الحين بطاقات هاتان - رامان - ايرلا
التنزيل يمكن يكون شوي عشوائي بس بالظروف العادية حينزل فصل بالاسبوع لو تاخرت يعني بيكون عندي ظرف و ما لحقت اكتب، حاحاول اني ما اسحب و عالاقل انزل فصل قصير بس لو سحبت اسبوع او اسبوعين بعوض بفصل طويل ان شاء اللهشكرا للقراءة و اتمنى لكم يوم جميل 🫂
أنت تقرأ
Under the moon light || تحت ضوء القمر
Fantasy-" اسطورة حمقاء قد دمرت حياتي، روح ملعونة!" - "انا المذنب الوحيد... توقف عن لوم نفسك" - "اختلطت الحقيقة بالكذب، حان وقت العودة للماضي" - "لم أطلب يوما كل هذا ! توقفو عن نعتي بالمحظوظة" - "لا أحد يمكن أن يرى بداخل احد، لا أحد يفهم ألم أحد.." خطأ صغي...