"سفاح الجزائر"

24 5 1
                                    


اليوم جئت لكم بقصة عن أول قاتل متسلسل جزائري والحقيقة أنني دهشت عندما سمعت قصته، فلم اعتقد يومًا أن الجزائر كانت تحتوي على مثل هؤلاء الاشخاص.. سنتحدث عن قائل زرع الرعب في وهران أيام الستينات!
قصتنا اليوم عن "سعيد بومهراز" سفاح الجزائر.

عاش سعيد طفولة قاسية جدًا، فوالده كان صاحب محل يقضي نهاره كله في العمل، أما والدته -فتقول الروايات العديدة- أنها كانت مشعوذة ففي ذلك الوقت انتشرت الكثير من أمور الدجل والشعوذة في الأحياء الفقيرة نظرًا لسوء الأحوال المعيشية وإنتشار الأمية في تلك الفترة كنتيجة لسنوات طويلة من الإستعمار، لذا كانت سنوات الستينات سنوات صعبة على كل الجزائريين وانتشرت الكثير من الأحياء الفقيرة والتي عاش بومهراز في إحداها.
المعلومات عن بومهراز كانت قليلة ربما ذلك راجع للفترة التي كان ينشط فيها هذا القائل وهي فترة الستينات حيث كانت الجزائر قد خرجت لتوها من إستعمار وحرب إستقلال دامت لسبع سنوات ونصف وهذا ما جعل الوثائق ومصادر المعلومات قليلة، والآن سنذكر لكم القصة كما ذكرها البعض.

ولد القاتل سعيد دحو في مدينة "عين تموشنت" في الغرب الجزائري وهي مدينة ساحلية ولم يعرف تاريخ ولادته بالضبط ثم انتقل إلى مدينة "وهران" وهي مدينة ساحلية أيضًا وقريبة من مسقط رأسه.
كانت والدة سعيد إمراة قاسية تضربه وتعنفه في غياب والده، وكان هو يكره جلسات الشعوذة والسحر التي تقيمها أمه في المنزل ویکرہ حضور أشخاص غرباء للبيت. تقول الروايات أن سعيد كان يكره كل الأمور التي تحدث في منزلهم وخاصة تلك الاصوات التي تحدثها أمه بواسطة المهراز، والمهراز لفظ يطلق على "الهاون" في الجزائر.. كان ذلك الصوت المفرقع دائمًا يدوي بين يدي أمه أثناء جلسات السحر. صوت لا يُحتمل يضج برأسه ويجعله يشعر بشعور بغيض.
ظل سعيد أسير هذا الصوت وتعنيف أمه وضـربها له، وفي أحد الاأيام شاهد أمه تخون والده وذلك أثناء غيابه في العمل وقد تكرر الأمر عدة مرات. وفي أحدى المرات التي كانت أمه تعنفه فيها هددها بكشف خيانتها لوالده، فحاولت ضربه بيد المهراز لكنه كان أسرع وأختطف يد المهراز منها وبضربة واحدة أرداها قتيلة.

بعد فعلته تلك هرب سعيد إلى أحد الأحياء الفقيرة وأختبئ هناك وبعد مدة بدأ ممارسة عمله الجديد وهو القتل، وكانت وسيلته المفضلة طبعًا هي يد المهراز الثقيلة، فقد أحترف القتل بها لدرجة أنه أصبح يقتل بضربة واحدة، ومنها أخذ لاحقًا لقبه المرعب "بومهراز"
الحقيقة هناك روايتان حول ضحايا بومهراز.. الرواية الأولى تقول أن بومهراز بدأ يزور الساحرات والمشعوذات في منازلهن وكأنه زبون، ولكن بمجرد دخوله وإنفراده بالمشعوذة حتى ينهال عليها بيد الهاون بضربة قاتلة ويهرب ولا يترك أثرًا.. كما قيل أنه أستهدف النساء اللواتي کن زبائن أمه وكأنه ينتقم من ماضيها أيضًا، وكان كلما قتل امرأة يقول لها وهي تلفظ انفاسها الاخيرة: "سلميلي على أمي بزاف." -وبزاف تعني كثيرًا-

أما الرواية الثانية فتقول أن بومهراز لم يستهدف المشعوذات بل استهدف النساء اللواتي يلبسن مصوغات ذهبية ويقوم بتتبعهن ليعرف منازلهن ثم يغتنم الفرصة عندما يتأكد أنهن وحدهن بالمنزل، وكان يدعي أنه موظف بشركة الكهرباء وقد جاء ليقرأ العداد فيسمحون له بالدخول، وهناك يقتل الضحية بالمهراز ويسرق الذهب ويهرب، ففي ذلك الوقت كانت شركة الكهرباء ترسل موظفيها للمنازل لقراءة العداد وتسجيل كمية الاستهلاك وكان شائعًا دخول هؤلاء الموظفين إلى المنازل لهذا الغرض، فكانت هذه هي الخدعة التي أستعملها بومهراز حسب الروايات.

ذات يوم دخل بومهراز أحد البيوت في منطقة تسمى "دار الحياة" مدعيًا أنه من شركة الكهرباء، لكن صاحبة البيت وتسمى السيدة حيرش لاحظت وجود المهراز و لأن قصة بومهراز أصبحت شائعة في مدينة وهران فقد بدأت بالصراخ، فوجه لها ضربة لم تكن دقيقة وحاول الهرب لكنه لم يكن سريعًا بما يكفي فتجمع أهل الحي وحاولوا إمساكه وقام أحد بائعي الخضار في الحي و يدعى بلقاسم برميه بعيار حديدي يستعمل لوزن الخضار، فأصابه وأغمي عليه لتأتي الشرطة وتقوم بالقبض عليه..
وهذه هي الرواية المتداولة حول القبض على بومهراز بعد أن قتل عشرين إمرأة ، أما ضحيته الاخيرة فقيل أنها نجت وعاشت مدة طويلة حتى توفيت عام ٢٠١٩، رغم أن هناك من يقول أنها لم تنجو من الضربة وتوفيت فيما بعد.
تم الحكم على بومهراز بالإعدام وقضى سنة في السجن ثم تم تنفيذ حكم الإعدام عليه رميًا بالرصاص عام ١٩٦٦ في غابة "كانستال" بـ وهران وقد كانت آخر كلمة قالها قبل تنفيذ الحكم هي: "إن شاء الله تسامحني أمي."

- إنتهى.

Curiosity || فـضـولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن