صدفة يا ترى؟

69 4 0
                                    

كان يوما حارا ! تتمشى مع اصدقائها و هم كالعادة يضحكون و يستمتعون بلحظات من الحياة! و اخيرا وصلت الى المحطة ، ودعت الفتاة بقبلة و اطلقة ضحكة عالية جميلة كوداع لصديقيها كان احدهما معجبا بها لا بل كان يحبها بجنون لكنه يعلم ان قلبها ملك شخص اخر فاختار ان يرضى بصداقتها فذلك اكثر ما يمكن ان يحصل عليه رأى بسمتها ثم وقف يشاهدها من بعيد و هي تغادر الى ان الاحت الى سائق الحافلة فتوقف صعدت ثم ضربه صاحبه ضربة خفيفة على كتفه و ذهبا.. اما هي فما ان تجاوزت البوابة حتى ثم صعقت ..انه هو جالس في المقعد الايسر من الصف الثالث على ما اظن تفاجأت برؤية اللص الذي اختلس قلبها و لاذ بالفرار! ماذا يفعله هنا! صدفة! حظ ! وجدتها سخرية قدر.. توقفت للحظة .. احست بشلل بركبتيها .. سرعة تدفق الدم في عروقها زاد عن المعقول.. احست بحرارة تتصاعد لوجهها .. كل ما رأته هو وجهه و هو ينظر اليها مختبئا تحت نظارته الشمسية! لكنها و كما لم تتوقع فقد تاثرت.. كانت تظن ان كل ما سيحدث اذا التقيا هو ان تشيح بناظرها و تتظاهر كما لو لم تعرفه يوما تماما كالغرباء. و لكنها ظلت تحدق به لا ادري انظرة احتقار؟ حزن؟ الم ؟ اشتياق؟ ام نظرة حب و حسب؟!
لحظات و استعادت وعيها،لم تقدر ايقاف الخلل التي اصابت اعضاءها..و كيف نوقف نبضات متزايدة لقلب يريد الخروج لاحتضان من احب؟ .. ازاحت عينيها وواصلت طريقها! و تبا لذلك الحظ اللعين .. لا مكان فارغ غير ذلك الذي بجانبه.. من بين اكثر من ثلاثين مقعد لم يفرغ الا هذا!! اعليها الانتظار ام المغادرة؟ لكن لما لا تجلس و حسب و هكذا حدث.. تتنفس بصعوبة .. جسدها لا يكاد يحملها لكنها تبدو بحالة عادية .. تبذل مجهودا في التظاهر ياللامبالاة و نجحت..
- هاي ! هذا ما قاله بعد لحظات صمت كانت تظنها ستدوم الى محطة الوصول! ..
-مرحبا! كيف الحال؟ هكذا ردت دون ان ترمقه بنظرة حتى!
- كيف حالي الان ام كيف حالي من بعدك انت؟
- ايمكن تفادي هذا الحوار .. لو سمحت. .
- انا بخير .. اموت شوقا و حسب و انت؟
-انا بافضل حال ..
-سعيد لسماع هذا .. سعيد فعلا! اصبحت اكثر اشراقا!
-هههه اعلم فانا الان عدت لاعيش حياتي بصفة اجمل!
-انسيتني؟ اتخلصت من رفاتي المبعثر بفؤادك؟ اانت تعيشين بحال افضل دوني؟ فعلا؟
- اتذكر عندما كنت اترجاك الا ترحل و اقول اني ساموت من دونك؟ اعتقدت ذلك ..
- ثم ماذا حدث؟
-مت ليومين ! او ثلاث ! لا اذكر! بعدها وهبت حياة جديدة لا يحتوي اي فصل من فصولها على اسمك!
-كنت يوما عنوانا بارزا بدنياك؟
- احسنت .. فقد "كنت" .. كنت لا اكثر.
-انتظرتك كثيرا و لم تعودي! لم اتوقع منك هذه القوة كلها! ظننتك ستاتين عند كل نزوة شوق!!
-اسفة لم اشتق يوما ..
(تتحدث و هي تتفادى رؤيته..تقول مت يوما او يومان و هي تموت كل ليلة .. تبعد عيتونيها على قدر ما استطاعت فهي اذا نظرت فيه .. اذا رأى عيناها.. كشفها .. و اذا رأت عيناه فقدت كل قدرة على الكذب .. نعم تكذب فهي صبيحة اليوم افاقت و اغرورقت في دموعها.. فقد اشتاقت كثييرا! و كل ما تحاول فعله هو لملمة اشلاء كبريائها الممزق و المرمي بين قدميه!)

- هههه تغيرت. لكن اتعرفين فيما؟ اصبحت قدراتك على الاختباء اقوى! هيا هيا! اخرجي روحك االمخبأة .. فهي ما اريد التحدث اليه.. .
- يا هذا تلك الروح ماتت دفنت .. ما عادت موجودة... قتلتها انت!
-تحبينني!! اقسم ! تحبينني كاول يوم!
- هههه كفاك يا رجل كفاك! تقبل الامر i got over you.
- فتاتي اتنتقمين مني .. اعترفي فانا احترق لاسمعها! رغم اني لا اشك ابدا لكني اريد سماعها منك انت !
هنا وصل الى هدم جدار قوتها الذي بنته تيمنا بما بقي من كبريائها! لم تعد تحتمل لم تستطع.. دمعة تسري على خديها ثم زاد الامر سوءا و حدة .. و ان كان يعرف ذلك و ان كان فد اكده بدموعها لكنها لن تعترف ستبقى تحاول لكن ما الحل فتعابير وجهها صارت فاضحة و بكاؤها الصامت القوي الذي يصرخ بما في داخلها .. ..
-ارجوك! هذا يكفي لا استطيع رؤيتك هكذا! يكفي! احبك احبك احبك لنهاية ايامي! خذلتك! وعدتك و لم افي! كذبت عليك جعلتك تغارين! اخطات بحقك الكثير الكثير.. اسف اسف.. لا ادري لم فعلت كل هذا! لكني حقا لم اكذب فب يووم اخبرتك فيه اني اعشقك حتى الموت اني احبك احبك احبك... كنت لا ازال و ساظل سواء سامحتني ام لا فانا ساسمح لقلبي ان يبقى رافعا لشعار اسمك ما قدر له ان يعيش.
لا تدري لماذا لكنها اخيرا ادارت وجهها اليه و يا الهي! اهو فعلا يبكي!! اعيناه هاتان تدمعان ام مجرد تخيلان.. فرح كثيرا لانها اخيرا انعمت عليه بنظرة.. نظرة ملؤها حنين.. مودة و حب! ابتسما لبعض و قالت : لا استطيع..
- لقاؤنا ما كان صدفة.. خططت لاقول كلاما كثيرا و ما تذكرت كلمة !
توقفت الحافلة انها المحطة الاولى ليست المقصودة، لكنه استعد و قام للمغادرة.. ارادته ان يبقى .. احبت وجودها بقربه .. دون حديث و لا ذكريات.. تشم ريحة و تشعر وجوده و حسب.. ان تقول مستحيل.. و هو فضل الرحيل .. اكتفى فكل دمعة رآها في وجهها كانت سيفا قاطعا يقصف احشاءه.. تتبعت خطواته بعينيها المبللتين ..يسير قمين و يستدير يطل على روح تركها في المكان الذي كان فيه .. ابتسامة اخرى ثم قال: تستطيعين يا حبيبتي .. لا تتاخري .

قلب صار مجرد رمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن