[𝗣𝗔𝗥𝗧_5_]

200 12 29
                                    

⋱⋰⋱⋰⋱༛༒༛⋰⋱⋰⋱

يجلس في القبو مكوراً نفسه مسنداً جسده الهش على ذاك الحائط البارد بإحدى زوايا القبو يكاد يُجَن جنونه حُبِس هنا لأسبوعين دون أن يشتم رائحة الطعام.
أدرك أن نهايته ستكون هنا والآن وفي هذا اللحظة

من الجيد أنه لا يزال بعقله بعد ما مر به من أنواع التعذيب وبأشنع الطرق وما زاده ألماً خبر وفاة أعز أصدقاءه والشيء الذي فطر قلبه أكثر
الشخص الذي قتل صديقه
لم يستطع أن يزور مرقده حتّى بسبب كونه حبيس هذا السجن
إشتاق لحياته قبل مغادرة والدته وتركه مع هذا المُختل يتسائل أيُعامَل أخوه الصغير كما يتم معاملته الآن أم أنه يحظى بمعاملة لطيفة
أهو الشخص الوحيد الذي ينازع الموت هنا

إشتاق لأصدقائه، اشتاق لمدرسته لأول مرة واشتاق لاستنشاق هواء نقي خارج هذه الجدران الأربع الذين يقيدون حريته

توسعت حدقة عينيه عندما تسلل صوت أثار أقدام تتقدم نحو باب القبو
ارتعش جسده بخوف يزيد إحكام ضمّ قدميه لصدره

لا يعرف هل يَسعد بأن باب القبو سيفتح أخيراً وسيرى الضوء وسط هذا الظلام الدامس
أم يرتعب بسبب أنه سيتعرض ثانية للضرب

فُتح الباب مصدراً صوت ضحكة الساحرة في أفلام الرعب فهو صدأ وقذر رائحته كـالجثث المتعفنة

رفع رأسه يدعو الإله أنه لا يحمل معه أداة تعذيب جديدة يتمنى على الأقل أن يضربه بيديه دون إضافة فنون مختلفة في تعذيبه نفسياً قبل جسدياً

قابله وجهه المتهجم وملامحه المعقودة
بات منظره أسوء كوابيسه رسم ضحكة سوداوية على ثغره دبت الرعب بأوصاله

وجّه بصره نحو المبضع الذي كان يحمله الأكبر بيده
وأخذ يقضم أظافره خائفاً من كل أعماقه
أصبح يتخيله وهو يخترق جسده

_هل أشتقت لي عزيزي؟

سأل يمشي نحو ذاك الصغير الذي كادت مقلتيه على الخروج من مكانها أصبح موقناً أن ذكرى مفارقته للحياة ستكون الليلة
لم ينبس ببنت حرف بل ظل ينظر للأرض خائفاً أن يضايقه بأي تصرف صغير يقوم به

انزعج الأكبر كازّاً على أسنانه أمسك ياقته بقرف كالقمامة رامياً إياه على الأرضية الصلبة بوحشية

_عندما أسألك سؤالاً أجب عليه أيها الأبكم

أرسل يصرخ بوجه ذاك الذي يفترش الأرض
وعينيه اغروقت بالدموع أخذ يبكي بصمت كي لا يزعجه بصوت نحيبه
أمسك فكه بيده جاعلاً إياه يقابل وجهه ليصفعه بقوة ودوى صوتها بأرجاء القبو الذي أصبح كالسجن بالنسبة لذاك الصغير صاحب السادسة عشر عاماً

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝗙𝗢𝗥𝗖𝗘𝗗 𝗧𝗢 𝗟𝗢𝗩𝗘 𝗛𝗜𝗠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن