من أكون

746 33 1
                                    

~~

_أرجوك توقف عن هذا لم أعد أستطيع التحمل إعفني هذه المرة
_هذا لكي لا تكسر كلمتي ثانية

جلستُ أستنجد و أترجاه لعله يرحمني فلقد مرت الساعة و ربما دهر و أنا أتلقى السياط حتى أدمى جسدي المتهالك ..

أليس والدي ألا يجب أن يكون حنونا معي .. حسنا فليكن قاسيا أحيانا لن أمانع لكن ليس كل يوم .. ليس و أنا في الخامسة عشر من عمري التي منذ وعيت و أنا أتفكر هذا العذاب الذي كان بسبب و دونه ..
لا أحد غيرنا نحن الإثنين في هذا المنزل اللعين ربما لو كانت والدتي معنا لإهتمت بي ..
ههه يالي من غبي أليست هي من تخلت عني و تركتني لهذا الوحش الهائج إن كنت غير محبوبا فلما أنجبوني كان أفضل إن مت أو ربما تركت في ميتم ..

لم يتوقف سياطه إلا عندما أجهده التعب و كنت أنا رغم نحولي و دمائي متماسكا ربما لأني تعودت هذا و أصبح لا يؤثر بي ..
تحاملت بما تبقى لي من قوة و خرجت من الغرفة قبل أن يسترجع أنفاسه ثم أكملت طريقي زحفا لأن قدمي خانتني و لم أستطع الوقوف أكثر ..
دخلت الحمام أصب الماء البارد على جسدي الدامي و رغم أنه شهر يناير إلا أني لم أشعر ببرودة الماء فلهيب جروحي كان طاغيا ..
جلست أبكي يختلط الماء بدموعي و دمي أبكي كأني كهل في الخمسين ابكي كأني فقدت عزيزا لكن أظنني كذلك .. لقد تبين لي أني فقدت طفولتي التي لم أعشها يوما

لحظة إدراك مفاجئة جعلتني أستيقظ و أتوقف عن البكاء حتى بدأت اشعر ببرودة الماء لأول مرة أقفلت الحنفية و إرتديت ملابسي الرثة ثم عدت للغرفة التي هو بها ..
كان مغمي عليه بسبب ما يتعاطاه من سموم كان السوط ساقطا على الارض لذلك و للحظة أعميت بصيرتي أمسكته و لففته حول رقبته رغم ضعفي و وهني لا ادري كيف اتتني تلك القوة حتى تمكنت منه رغم مقاومته إلا أني لم أفلت الوثاق حتى تأكدت من نهايته

شعرت براحة كأن عبء سنوات تلاشى جلست على الأرض دون حراك دون شعور لكني أذنبت لقد أصبحت مجرما يجب علي تحمل مسؤولية قراري لذلك إتصلت بالشرطة و إنتظرت مصيري سمعت الطرق العنيف لكني لم أقوى على الحركة أشعر بإنهيار مباغت لكنهم كسروا الباب و دخلوا

_سيدي الضحية و الأداة هنا
_انت أيها الفتى هل أنت كيم سوكجين الذي إتصل هل أنت الذي قتلته
تهامس إثنين بينهم
_لا أظنه قادرا على ذلك أنظر لحاله
_لكن الإتصال كان واضحا قال أنه قتل أباه
_أجل أنا من قتلته و أدرك أني صنعت سوءا لذلك إتصلت لكني لست نادما أبدا على قتله أنا فقط إكتفيت من التعذيب أردت وضع حد له لم يكن أمامي خيار آخر أنا راض بعقابي

منذ تلك الليلة تغيرت نظرات الناس لي من شفقة خوف تجاهل أسف مقت .. كل يفسر فعلتي على مزاجه كل ينظر لي بمنظور خاص كنت قاصرا حينها و معرضا للتعذيب لذلك أنصفني القانون نوعا ما فأعتبرت فعلتي دفاعا عن النفس و دخلت الإصلاحية ثلاث سنوات و في الثامنة عشر نقلت لأكمل خمسا في السجن

My FATE _B.t.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن