وانه بالشغل امشي بطريقي واشوف هالناس بالشوارع وكل واحد رايح على شغله
وكلش واضح عليهم مهما حاولوا يخفونه أنهم متعبين ومجبورين
وبأبعد مكان عن الرضا
سواء جان هالشي بسبب طبيعة اعمالهم او مردودها القليل الي ميكفيهم
مرات افتح محلي واشوفهم وهمه راكبين بالسيارات
واقره الحزن العظيم والتعب القديم وقسوة الحياة بملامحهم
احس بوجعهم وكأنه وجعي الشخصي حرفيا وبدون مبالغة
يتعكر مزاجي وتتعب نفسيتي فجاة لدرجة احس مستحيل اكدر اتحمل البقاء بهالعالم ومشاهدة هاي المأساة اليومية لوقت أطول
واكعد اسأل نفسي الأسئلة الي تدمرني وتسحقني
ليش كل هالشي
شنو الغاية
شنو الشي اللي يستحق كل هالشقاء؟ اشوف الناس اللي واكَفين على رجليهم طول اليوم
اصحاب الأعمال الشاقة واتعاطف وياهم اشوف أم شايلة ابنها اللي يبجي وتحاول تراضيه واحس بتعبها
اشوف رجال جبير بالعمر ويحاول يخلص شي وكبره ياخره ويسببله معاناة اضافية اتمنى يكون عندي وقت اضل وياه كل اليوم واساعده حتى يخلص كل شي مضطر عليه اشوف الناس الكبار الي يشتغلون بالعربانة ويدفعون اشياء ثقيلة عليهم
اشوف عمال النظافة واستغرب من استهتار الناس اللي يوسخون الأماكن العامة
ويزيدون مأساة هاي الناس
اشوف المشردين هم ناس كبار كاعدين وحدهم على الطريق استسلموا وهزمتهم الحياة
واتألم لأوضاعهم المأساويةاشوف البنات الصغار اللي فرض عليهم الفقر
ويبيعن حلويات بالشوارع وقلبي ينقبض عليهم
آلاف التفاصيل اللي مستحيل أكدر أكتب عنها كلها او احصيها
بس اشوفها وافهمها واحس بيها باعمق مكان بنفسي
احس بظروف الناس القاهرة ابلدي التعيس واحس بالصعوبة اللي يواجهوها حتى يكَدرون يتأقلمون ويه هالضروف
اشوف الأطفال المعذبين اللي فقدوا الأهل والتعليم والمأوى وأدنى حدود الرعاية اسكت ونفسي تصير كامدة لدرجة مخيفة
احس حتى بمعاناة الشباب الي تعبوا ودرسوا احس بالظلم الي يعشونه بعد تعب سنين وتكريس النفس الكامل للدراسة ويتخرجون وكل هذا يتقابل بعدم تقدير من الدولة ويضل عدم التقدير هو وجعهم الأعظم
أغلب التفاصيل اللي نصادفها يوميا تدعو للألم والحزن
او حتى الجنون والانهيار
ارجع من شغلي وبعد هالمعاناة اليومية المتكررة
اكعد ويه نفسي واراقب حياتي ونفسي من الداخل بشكل دقيق
اتذكر امي شلون جانت تتحمل وتصبر وتتعب وابوي والمسؤلية الاكبر منه الي صارت عليه احس بيهم وبتعبهم وشقائهم واتلم وانهضم مو بسبب فقدهم بس
اتالم شلون جانوا عايشين
واصفن على نفسي
اشوف شلون انو ابد ما كدرت الكه نفسي بمكان قريب لشغفي
او حقق أي حلم من أحلامي
اشوف أني صحيح حزين ومضطرب كل الوقت بس اسحق أي شعور بالشفقة على نفسي
ومن احس بوجود هالشعور اتحول لشخص ثاني
واتعامل ويه نفسي معاملة ضابط جيش صارم كل الصرامة
حته اسد كل منفذ ممكن يتسرب الضعف منه لنفسي
لان اعرف كلش زين ماكو اي احد غيري راح يتأذى من انهياري
هي الحساسية المفرطة والقدرة على مشاهدة أدق التفاصيل والشعور بعذابها اعرف أنها حلوة ابعض الأوقات وشي يميزني
مثل ما عند غيري في أشياء تميزه عني
بس دائما مسوي جدار منيع بيني وبين اي شعور بالسعادة
واعرف أنه مستحيل شي يعالجني أو يهدم هذا الجدار
لأنه أصيل بنفسي
راسخ وثابت وزواله غير ممكن إلا بزوالي
هي الحساسية المفرطة نفسها تمنعني انو ابادر بأذية أي إنسان أو كائن ضعيف
و هي نفسها اللي تخليني اتحول لوحش كاسر وقادر على كل أشكال الأذى والانتقام لما احس باستهتار او سخرية او اتهام باطل أ
او حتى كلمة سيئة وغير مقصودة موجهه الي
هي الحساسية النبيلة نفسها اللي تخليني تحت هذا النوع من الأذى
اتحول لشخص عدواني واحقد على كل الناس واعاملهم بجفاء
وطريقة بشعة تجيبلي كل اشكال الندم والخزي والعذاب بعد زوال غضبي اللي ما يحتاج الا لجمة وحدة حته يصير بقمته ويسيطر على كل حس عقلاني عندي وسلوكي
عمري ما راح اعرف التوازن والإعتدال ومشوار الألم اليومي راح يضل على طول مرافقني
هذا الشي صرت متأكد منه تماما
وهذا الصراع بين الكراهية والتعاطف راح يضل مستمر بداخلي لاخر يوم بعمري
وراح يستمر بتشويهي
وماكو شي رح يكدر ينهيه او يخفف من اثاره بنفسي
دائما كان احد احلامي وصار حلمي الاخير انو اشوف انسان يفهمني ويحس بيه بدون ما احجي ولا كلمة
بجوانبي الزينة والشينة
انسان يفهمني ويحس بيه مو بس مثل ما يحس بشخص قريب مني وعزيز عليه
مثل ما احس بأي انسان
وهذا راح اعتبره عزاء وافي لأتصالح مع الحياة
بس هذا الحلم كان مستحيل وفشلت بتحقيقه دائما قبل ثلاثون معاناة
كنت اصارع الموت
واوجهه الحياة
والمشاكل البيتية
وصراخ اخوتي ولوم اخوالي
حتى اقدام ابي والكثير
من اجل هذا الخراب
يالة فضيحتي ونكبتي
امام تلك المرأة المالحة
انا الان متمسك بما تبقى منها
ربما تبرير
شيء من الحب
رد جميل
لا اعلم
ولكن
لو سألتموني
لماذا تتحمل كل هذا الخوف
وهذه المتاهه
وهذا الوطن البائس
وهذه الأرض القاحلة
لقلت لكم
وبكل صرخة من صرخاتها
وهي تحاول ولادتي
هي اكثر الناس واحبهم
تستحق ان اصير لأجلها شيئاً ما
اكتب هذا النص
وانا مطأطأني امام افعالها
خجول من حبيبتي
لماذا اطلق هذا الرصاص
وافصل هذه الأكفان
وكأني لم اكتفي من الحروب
كان علي ان اكتبني
خمسة وعشرون قصيدة بعدد ويلاتي
امطقني
اتخيلني اخطبوط
لمعانقتها بثلاثون ذراع
اقطفني خمسة وعشرون وردة لتزين قبرها
وبكل ما اتيت من ملح
وحرقة دم منها
اقدمني
على طبق من امان
الى حبيبتي
ليت هذا الأمر بيدي
ليتني عمود مظلةولا جثه هامدة تسير في الافق
تأكل وتشرب وتنام
ليتني حجرة عند قبر صديق الشهيد
ولا بيدق
تلعب بي الناس كما تريد
العادات والتقاليد
لاتساوي اظفر من حبيبتي
ليتني استطيع
خلقي
قبال حبيبتي
لكنني
كالعمر
مجرد رقم
كالايام
كالسنوات
تمر مني
وانا لازلت
احتفل بها
ك سنبلة
اشجع
الفلاحين على حصدي
ك قنبلة مؤقوته
بأيدي غيري
غالباً لست جاد
ولا ابحث عن الجيدة
في الثلاثون من وقتي
سوف احاول استرجاع طيشي
ولو بشيء بسيط
اعاند على قصة شعري
اتعصب لتشجيع مدريد
اخرج من البيت
متى ماشئت
ولا اخبر احداً
كل هذا وانبذ
انا هنا لا اعلم كيف
لا اتذكر من الطفولة
الا القليل
حتى هذا القليل
حدثوني عنه
اما المراهقة
فقد كانت عصية لدرجة
لم يبقى لي منها غير الشعر
وهذا شيء قيم
بالنسبة لواحد مثلي
وحيد ويطمح للوحده الأبدية
فالسنوات
التي مارسة الحب معي
تركتني وحدي
والايام التي مارسة الحزن معي
تركتني وحدي
والساعات التي مارسة السهر معي
تركتني وحدي
واللحظات التي مارسة الضحك معي
تركتني وحدي
انا الان وحدي
اكملت الخمسة وعشرون عقد من الوحدة
في كل عقد
ربما كنت وحدي كثيراً
ولا ابخس بحق احد
فالتسامحني امي
واتغفر لي حبيبتي
لأنني
لا اتلون
كما يريدون
وهذا شيء من الولدنه تعالو معي نشتم ونسب
كل القوادين الذين حرمونا ما نحب
لسه كدامنا مشوار طويل، راح نخسر ناس، واصدقاء وايمانات، يمكن حتى راح نخسر انفسنا، بس الطريق هذا راح نمشيه مجبرين او راغبين، ساخطين او راضيين راح نمشيه لحد ما يخلص او لحد مانلاگي السلام واذا ما وسعنا هالطريق..رحمة ربنا اوسع. الاهم أصنع حياتك الي تحس إنها حياة فعلاً حياة تحسسك إنك عايش برغباتك واحاسيسك عيش من جوا قبل لا تعيش من برا بعد فتره راح تشكر كل الفترات القاسيه اللي مرت عليك
راح تشكر حزنك راح تشكر كل الصرعات والحروب اللي مرت بداخلك ومحد جان اله فكرة شكد جانت مأذيتك
راح تشكر كل شي أذاك وكسرك بالأمس لأن راح يصنع منك باليوم شخص أفضل واوعى من البارحة
ماكو واحد انصنع وصار بشكل اقوء وانضج من غير ما دفع الثمن وتأذى
كما قال نتيشة ذالك المنحدر الذي حطم فيك كل شيءٍ ستشكره يوماً ما
أنت تقرأ
ما يعرفه المرء يجده، وأنا أكمن فيما لا أعرف.
Fiction généraleكن فخوراً بتلك الأيام التي لم تكن قابلة للتخطي ولكنك تخطيتها رغماً عن ذلك بندوب خفية لا يعرف عنها أحد.