هل من الممكن أن يعيش الانسان ولا يفهم الكثير عن نفسه ؟!
وهل يمكن لأحد منا يقضى طيلة حياته وهو لم يتعرف على اقرب شىء منه وهى نفسه؟!..
تختلف الاجابة على هذين السؤالين من شخص الى اخر, حسب علاقته بنفسه ومدى ثرااء فكره وفهمه لذاته وتقبل معتقداته و إيمانه بها... لم يمنع أى دين من الأديان السماوية التفكير والتدبر,وقال الله تعالى فى كتابه المحفوظ "أفلا يتدبرون القران" ولم تكن الدعوة للتدبر فى القران للناس بمختلف افكارهم ومعتقداتهم وافكارهم مجرد دعوة تفكير سطحية بلا أهداف محددة, انما هى دعوة للتفكير للوصول الى الحقيقة والهداية ...هكذا المسيحية الحقيقة أتباع اليسوع وأمه الصديقة تسعى دوماً إلى نشر المحبة والتسامح بين الناس, والتفكر والتدبر فى نسخ الإنجيل نجد أنه كان ينظر قديماً الى الصليب على انه عار ومذلة انظر إنجيل يوحنا19:33 والعبرانببن 2:12 و13:13 تم تغيرت هذة الدلالة لتصبح بمعنى الفداء وتحمل الا لام من أجل الخلاص" إن اراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبغنى" متى(16:24) .
التعرف على النفس ومحاولة فهم كل إنسان لمعتقده لا يجعل منا أناساً يؤمنون بما يفكرون ويتعصبون لما يعتقدون فقط دون وجود إستعداد لنقاش او حوار, إنما يجعلنا نتعرف ونفهم أصل الأشياء التى نسعى فى التعرف عليها وما نؤمن به, وفهمنا الصحيح لدين الله يمسك .بنواصينا ويعرفنا كيف نتعرف على انفسنا
كيف نتعرف على أنفسنا؟ ... وكيف تتضح لنا أنفسنا أمام أعيننا ؟
إن أى سلوك أو فعل يقوم له الانسان هو خارج بكامل إراداه _إلا ما قد اجبر عليه
بمعنى إذا قام الانسان منا بسلوك أوفعل إتجاه شخص أو جماعة , فى بيته أو فى عمله , فهذا السلوك الذى يقوم به الشخص ماهو إلا مرأة يمكن للشخص أن يرى من خلالها نفسه فيجد إن كان صاحب خلق كريم إما غيرذلك, ولكن ما بالك لو اننا أصابنا النفاق وأصبحنا نجعل من الناس الإله نريد رضاه ونخاف سخطه وغضبه ... ماذا يحدث ؟
ماذا يحدث معندما يتحول المجتمع إلى مجتمع منافق كاذب ... تختلف فيه معانى الأخلاقيات و الفضائل ولا يشعر من بداخلة بالعدل , ويكون الظلم هو المسيطر, والمحسوبيه هى هى المفتاح السحرى الذى تفتح له الابواب الموصدة, فيفقد الأنسان ثقته فى مجتمعه ثم يضرب بغرض الحائط ثقته بنفسه, وينظرإلى قدراته و مهاراته على أنها أوهام وهواجس , هنا يعيش الانسان ولا يعرف الكثير عن قدراته, ولا يرى قوته فى شخصيته أو يعلم حقيقة صفاته , فيعيش حياته وهو غريب ,وعم نفسه لا يعلم عنها الكثير , وفى مثل هذه المجتمعات نجد أن الشخص ينتابه إحساس الغربة بينه وبين نفسه وما يمليه عليه ضميره _ إن وجد_ الذى دائم المقارنة بين ما يؤمن به من أخلاقيات وسلوكيات وما يفرضه عليه المجتمع من سلوكيات اخرى يجبره على الإتيان بها ,هنا النفس تستخدم أساليبها المختلفتة فى الضغط على الإنسان فى عدم السماع لصوت ضميره والإستجابة له فى تغير سلوكياته و أخلاقياته بما يتماشى مع هواها ورغباتها , وذلك من أصابة الشخص بسهم الخديعة .
YOU ARE READING
مقتطفات من كتاب ثورة الشيخ مينا
Chick-Litثورة حقيقية على النفس البشرية و ابحار وتفتيش فى الذات