«الفصل السادس»

9.5K 977 258
                                    

«الفصل السادس»
«جنون تحت السيطرة»

بعد مرور شهر..

عاد «سليم» للڤيلا الخاصة بأبيه مُنهك للغاية، بعدما قضى طيلة هذا الشهر جانب «مدثر» الذي لم يستيقظ من غيبوبته حتى الآن، الجميع في حالة من الصدمة حتى كادوا أن يُصابوا بالجنون، خاصةً والديه و"لوچي" التي تقضي أيامها في بكاءٍ مستمر.

صعد الدرج بتعب مُقررًا الإستحمام وتغيير ثيابه ثم العودة لصديقه مُجددًا للمبيت معه كما اعتاد، قابل في طريقه «هايدي» والتي من المفترض أن تكون زوجته الآن، لقد تم إلغاء الزواج بسببها هي، وقفت أمامه تقطع طريقه لينفخ هو بنفاذ صبر سائلًا إياها بحدة:
_عايزة إيه؟!

قطبت جبينها بغضب وهي تسأله:
_في إيه يا سليم إيه المعاملة دي؟!

ضرب على جانب رأسه مجيبًا إياها بسخط:
_بقولك إيه حِلي عن نفوخي أنا مش ناقصك، ولو هتتكلمي في نفس فأنا خلاص قُلت اللي اللي عندي، أنا خلاص مش عايزك.

تجمعت الدموع بعيناها ثم اقتربت منه تحاول استعطافه:
_يا سليم أنا لسه بحبك.

تشنج وجهه باستنكار مُبتعدًا عنها وهو يُردف باستنكار:
_بتحبيني!! بتحبيني لدرجة إنك لغيتي الجواز قبل الفرح بأسبوع!!

ارتعشت شفتيها ببكاء حقيقي تلك المرة مُخبرة إياه:
_مكنش قصدي.. أنا كنت خايفة وحاسة إني مش هقدر أشيل المسؤولية.

رسم ابتسامة ساخرة على ثغره وهي يهز رأسه نافيًا:
_لأ أنتِ مكنتيش خايفة، أنتِ سمعتي كلام صحابك اللي قالولك اتقلي عليه عشان تشوفي بيحبك قد إيه، وأنا اللي كنت زي العبيط بخاف على زعلك وكانت دموعك عندي أغلى من حياتي، بقيتي تستغلي حبي ليكِ ومفكراه ضعف مني، لكن أنا مش شغال عند الهانم اللي عملتني رهان قذر في إيديها مع صحابها، وأنا دلوقتي اللي مش عايزك، حبك اتمحى من قلبي بأستيكة ولا كأنه كان موجود، ودلوقتي أنتِ زي أختي وبس، ولولا إن عمو مصطفي صديق مخلص لبابا أنا كان هيبقى ليا تصرف تاني معاكِ.

أنهى كلماته ثم استكمل صعود الدرج بجمود شديد، تاركًا إياها تأكل أظافرها من الندم وخسارتها إياه، دلف «سليم» للغرفة يفك أزرار قميصه بإختناق كلما تذكر ما فعلته، كان صادقًا في كل كلمة قد قالها لها، هو حقًا لم يعد يُفكر بها، احتلت قلبه أخرى سلبته بعفويتها ورقتها، عازمًا على التقدم إليها عندما يتعافى صديقه تمامًا.

نوڤيلا «جنون تحت السيطرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن