بارت22

5 0 0
                                    

لكل بداية نهاية... و هكذا أخذت قصتنا منحاها الأخير... قد تكون نهاية سعيدة أم تعيسة لا أحد يعرف ما سيأتي
لقد عدْت إلى عالمي... لا أستطيع تصديق ذلك
فأخيرا قد عدت بعد عناءٍ و تعبٍ ظل لأشهر معدودة

مرَّ أسبوع على رجوعي... لكن لم يتغير شيء
فلا يزال كل شيء على حاله
صديقاتي... لم أعد قادرة على الحديث معهما أو بالأحرى "لمى" ليس بإستطاعتي الحديث معها... هناك حزنٌ بداخلي يمنعي كبريائي
أما نور فقد إشتقت لها كثيراً فتلك الفتاة الأحب إلى قلبي بتصرفاتها... كلامها كل شيء بها سيجعلك تحبها فور التعرف عليها

قبل أسبوع

عدت أخيراً إلى المنزل سالمة... لم تمر إلا أربع ساعات فكلا العالمين مختلفان... كل شيء بهم مختلف... الوقت... الزمن... الناس... الأفكار
مع مرور الوقت غفوت قليلا و عند إستيقاظي أحسيت و كأنني لم أنم لمئة عام متتالية
لا أعلم... إن كان ذلك العالم موجوداً حقاً... ذلك الكتاب أيضا إنه لعنة! فسارة تقول أنها لا تتذكر شيئا... قالت أنني أتوهم أم أنه حلم راودني... أما لمى فقد وصفتني بأنني طفولية و غريبة الأطوار... كيف حدث هذا فأنا متأكدة
أنه حقيقي فقد عشت التجربة كلها

في الصباح الباكر عند إستيقاظي وجدت والدتي لا تزال تعد فطور الصباح... كانت مستعدة للذهاب إلى العمل

قلت: صباح الخير يا أمي
أجابت مستعجلة: فلتتناولِ فطوركِ
أجبت: حسنا...
قالت و كأنها إنتبهت لشيء:
-لماذا قصصت شعركِ هكذا... أيضا لماذا نقص وزنك بهذا الشكل... هل أنتِ مريضة؟

أجبت بعدم إهتمام:
-أول شيء شعري كان يزعجني كثيرا... و ثانيا أنا بخير و لست مريضة... أنا على
ما يرام

قالت بإستنكار:
-تبدين كالأولاد لم يلق بكِ أبداً...

قلت بتمتمة:
-لو كنت ولداً ربما كنتِ ستحبينني أكثر
قالت:
-ماذا قلتِ؛ فلتتكلمِ بصوتٍ عالٍ
إبتسمت؛ ثم قلت:
-لم أقل شيئا كل ما قلته أنني أتمنى لكِ يوما سعيداً

ما هذا يا إلهي لقد غبت عن المنزل لأربع أشهر و أمي لم تتغير... لم تجبرني لزيارة الطبيب فبالنسبة لعالمنا فقد نقص وزني بين ليلة و ضحاها... لم تهتم لأمري و لن تهتم أبدا... لا آبه بكل هذا فلست ريم الأولية
كل ما في الأمر أنني إشتقت بشدة لعالمي... لغرفتي... كل شيء... تفقدت بريدي الإلكتروني لأجد رسالة من لمى و إتصالات عديدة
-ريم ماذا بك لماذا ترفضين الحديث معي...
هل فعلت لك شيئا...أرجوك فلتجيبيني
قالت بداخلها:
-هل كان حلما أم ماذا؟ فالجميع أنكر ذهابنا إلى ذلك العالم كل ما يتذكرونه هو ذهابنا إلى ذلك المنزل

الوقت الحاضر
إتفقت أنا و "سارة" بأن نتجول قليلا بأرجاء المدينة حينها مررنا من ذلك الشارع... لكن المفاجأة كانت إختفاء ذلك المنزل... و كأن شيئا لم يكن فكل ما تبقى منه مساحة خضراء
الوهم... الفقدان... الضعف هذا ما أعيشه بهذه اللحظة كل هذه الأحاسيس تدور بداخلي فبمجرد التفكير أن ما عشته كان حلما يشعرني بالإنزعاج لكن هنالك ما يدل على صحة قولي... شعري الذي قصصته... وزني الذي فقدته... نعم أنا لست مخطئة

فضولي القاتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن