[01]

2.3K 83 11
                                    

استمتعوا ♡

.
.
.

"ابي كيف تزوجت امي؟" سألت تلك الفتاة البالغة من العمر خمسةَ عشر سنة ،"كيف تزوجتها؟"

تمتم الوالد يعيد السؤال لتومئ له ابنته، هذا مثيرٌ للاهتمام

"لقد احببت امك مرتين" اخبرها بينما يحدق في ظهر زوجته التي تعد الغداء في المطبخ المكشوف عن الصالة ،مرتين؟ "لم افهم؟!"

ابتسم الوالد لطفلته ليتنهد رامياً برأسه في حجرها ،وبحركةٍ لا ارادية حطت اصابعها تلعب بشعر والدها الطويل نسبياً

"سأخبرك بالقصة من الصفر.. "















" جدتك و جدك اي والداي احبوا بعضهم في شبابهم بشكلٍ كبير وحينما اراد والدي الزواج منها اهله رفضوا والدتي لأنها كانت من عائلة ثانية ولم يكونوا اكثر من جيران حتى انهم لا يزورون بعضهم البعض" بدأ الوالد بسرد القصة مع عينين مغمضتين مرتاحاً لبعثرة شعره من لمسات ابنته الناعمة الرقيقة،

" لكن والدي اصرَّ على والدتي حينها حتى هربا وتزوجا بدون عِلم احد وعند عودتهم للمنزل طُردا من قِبل جدي والذي كان الاكبر في العائلة ولا سُلطة على احدٍ بعده، وفي المقابل اهل والدتي احتضنوا والداي بحنان، وقرروا ان ينتقلوا لاستراليا للعيش بسلام بعيداً عن اهل والداي الذي قال ابي انهم متوحشين للغاية

وبعد انتقالهم حملت امي بي وانجبتني وكبرتُ إلى حين السابعة من عمري في استراليا، اعيش هناك بدفئ والِدَاي وجدتي ام والدتي وروح جدي الذي فارقنا بعد ولادتي بثلاث سنوات، كان المنزل رائعاً هناك والجيران طيبون ولا اثر للمشاكل بحياتنا
باختصار كانت مثالية،

الى حين قرر والدي اصلاح علاقته بأهله وأنه لا يقدر على البعد عنهم..

عدنا الى كوريا وانا ذو سبع سنواتٍ من عمري، وأول وجهةٍ لنا كانت البلدةَ الصغيرة التي كان والدي طفلها ذات يوم، انزلنا الحقائب خاصتنا وتوجهنا لمنزل اهل والدتي اولاً رتبنا المنزل من الغبار وكل شيء، وكنت ارى فتاةً صغيرة تلعب لوحدها بين الازهار بحديقة الجيران،

لم اكن اعرف ان ذاك كان منزل اهل والدي وإلا لما كنت سأتسرع واذهب للعب معها،

لم تكن بدأت السنة الاولى من الابتدائية في استراليا بعد ، ورغم هذا كنت اتحدث الاسترالية بطلاقة وبعد الكورية المكسرة التي علماني اياها ابواي و جدتي في المنزل،

خرجت لألعب معها في الحديقة ، وتعرفت عليها لأول مرةٍ هناك..

"مرحباً ايتها الصغيرة" تمتمت بكوريتي الضعيفة "اهلاً من انت"جلستُ بالقرب منها لاجيبها "كريس وانتي؟" مددت يدي في نية مصافحتها لتمسك يدي بكفها الصغير، كان حقاً كفها صغير كما زال..


"كريس من هذه" قاطعنا سؤال والدي الذي لحقني منذ خروجي "انا مينا" وقفت الفتاة بعدها تنحني لوالدي الذي ابتسم للطافتها كما فعلت انا


"مينا انتي ابنة تشايون؟" سأل والدي بعدما جلس في الحديقة برفقتنا، عرفت انها من اقارب والدي بعدها وكنت سعيداً بهذا حقاً!

"أجل كيف تعرف أُمي؟" سألت هي بصدمة ليقهقه والدي"انا خالك يا صغيرة" ربت والدي على شعرها لتشهق الفتاة بصدمة "لم اكن اعرف انني املك خالاً" احتضنت مينا والدي حينها وانا لم اكن اعرف نصف الكلام الذي تحدثا به لأنه كان بالكورية


"سأذهب للحديث مع جدك مينا ابقي والعبي مع كريس هنا"اخبرها والدي لتومئ له وتبتسم تحتضنني ،وهنا كانت أمكِ أول فتاة تحتضنني طوال السبع سنوات التي عشتها


جلست ولعبت معها حتى سمعت صراخً يخرج من المنزل الذي من المفترض انه لجدي ،امسكت مينا يدي بخوف لتقف خلفي "أنتي بخير؟"

سألتها لتنفي"جدنا غاضب" وقد فهمتها لابتسم ماسحاً على معدتها بحركةٍ دائرية


"أفعل هذا عند التوتر أو الخوف إنه يساعد" اخبرتها بنصف الكلام بالكوري والاخر بالاسترالي وهي بالتأكيد لم تفهم لكنها استبدلت كفي بكفي وما زالت تصنع الدوائر لتتنهد براحة

"تفضل كريس" اعطتني مينا حينها وردةً حمراء من الحديقة التي كنا نجلس فيها لاشكرها بدوري على لطافتها "اشكرك"

ما ان نطقتها حتى خرج والدي من المنزل وهو يبكي و وجهه محمر ،كنت افكر.. والدي الرجل القوي خاصتي يبكي؟


وبعدها خرج رجلٌ عجوز وكان جدي وقد صرخ فيه قبل ان يلاحظ سكوني انا ومينا

"مينا لا تلعبي معه انه ابن حثالة" صرخ بها لتومئ سريعاً وتهرب من دون ان تودعني ذاهبة للمنزل المجاور لمنزلنا بينما كان منزل الجد خلفه

وعدت برفقة والدي والزهرة لمنزل جدتي " اكمل الوالد قص الحكاية على ابنته التي اغمضت عينيها برفقة والدها

"اذاً ذلك العجوز هو والد جدي؟ وفي تلك الحديقة اول مرةٍ ترى بها امي؟" سألت الطفلة ليومئ والدها

كانت تلك الطفلة اول من جعل قلب ذاك الاسترالي ينضب بلغةٍ يجهلها بعد..

.
.
.

انتهى ✨

رأيكم بالنظرة الاولى للقصة؟

اتمنى يعجبكم الفيك♥︎♥︎

احببتك مرتين - بانغ كريستوفر تشانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن