1

91 8 5
                                    



أسمعُ الأغنية المفُضّلة منذُ ثلاثة سنوات وأكثر
لقد استهلكتني
عندما نُزِعَ حبَّكَ مني أخذَ معهُ كلّ شيء
كل دواخلي رحلت ، راحت كصوت حفيف الرياح
ذهبتَ وأخذتَ كل ما بي
أصبحتُ جسداً يتّكئ على كرسي بالي
هل أنا أتحرّك حقّاً ؟

يا ليتني لازلتُ أحبّك
لأنّهُ كان سيكون شعوراً أتمسَّك به
لطالما وددتُ أن أحبكَ لمدّة أطول
لأنّكَ كنتَ الشعور الذي تمسّكتُ به بعد أن فقدتُ نفسي
لكنني لم أستطع الاستمرار في حبّك يا حبيبي
كان مؤلماً جداً

يا ليتني لازلتُ أحبّك
كنتُ على الأقل حيّ
فأنا عندما أحببتك تجاهلتُ الأواني التي ترفضك وصخب المسامير عند بيت الجيران وكلب الحديقة المجاورة
تجاهلتُ اعتراض العالم في أن أعطيك آخر نسماتي الحيّة
حاولتُ أن أبقيكَ في داخلي كالأمل لثلاثة سنوات
ولكنني لم أستطع تحمّل كل ذلك الوجع يا روحي
كان عليّ أن أستخدم الدّرس الذي علّمتني إياه

التخلي

لم أعلم أنني هكذا تخلّيتُ عن كل ما بداخلي في سبيل إخراجك

لا لم أعد أريدك ، ولا الإستماع إلى صخب يومك ، أو صوتك الثقيل ، أو كلماتكَ الجميلة ، لم أعد أريدُ أن أعرف نوع القهوة التي شربتها صباحاً أو حديثكَ مع الوالد ليلاً
تخلّيتُ عن النصوص الرّكيكة التي كنتُ أقدّسها
وعن الجمل التي تبادلناها وقد بنَت لها بيتاً في الذاكرة

وها أنا يا حبيبي
متشبّثٌ بكلمة حبيبي لأنّهُ مازال لديّ ذلكَ الأثر البعيد الذي يشبه الانتماء أو الأُلفة

وها أنا مجدّداً يا حبيبي
شابٌ عشريني صغير
فاقدٌ لكلّ شيء
حتّى أحلامه

لا يفهمُ ما يقول


كتبَ هذا الألم شاب أخرق

.

Let it go | gayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن