ONE

14 3 1
                                    

جُمعنا صدفةً، في يومًا بائسًا رأيتُكَ ورأيتني،
رغمَ معرفتنا ببعضنا سابقًا الا اننا لم نكن قريبين من بعضنا

لم نتحدث يومًا كـ أصدقاء رغم احاديثنا التي طالت بين الفترةِ والأخرى،
ولكن في يومًا ما انتابنا الفضول لننسجم معًا،
للآن اتذكر ذلك الوقت الساعة ٩ صباحًا كُنا جالسين سويتًا فحدثتني قائلاً؛

"ما رأيُكِ بمشاهدة الرسوم المتحركة؟ "
كانَ طَلبُكَ غريبً، أقصد من فتى مثلك لأني أشعر بك دومًا وكأنك شخصٍ لديه شخصية باردة لا يحب فعل هذه الاشياء .. لا أعلم كيفَ أصفك فأنت بارد حتمًا لا أظنك من النوع الطفولي الذي يشاهد برامج الاطفال

كانت لأول مرة  نفعل شيءً مشترك معًا، لأول مرة نشاهد التلفاز معًا، بمفردنا، اعتدنا دومًا التواجد مع عائلتنا فأنت احد أقاربي البعيدين الفترة الوحيدة التي نرى بها بعضنا في التجمعات العائلية.

قد كانَ قلبي خائفًا وعقلي مشوشًا، لم اعلم ماذا أُجيبُك فأن رفضت ستظنني شخصيةً فضة لديها غرور يعتري داخلها،

وان وافقتُ بالمشاهدة سأكون خجلة منك فأننا الان راشدين وبمعتقدي ان الرسوم المتحركة للأطفال،

رغم انني أشاهدها خلسةً عندما أكون بمفردي لكن اكره اني يراني أحدهم أشاهد الرسوم المتحركة.

لكن في النهاية وافقتُ على طلبك.

عندما جلست بجوارك، قريبة جدًا من جسدك
حتى شعرتُ بقدمي وهيَ تلتصق بقدمك، شعرتُ بالخجل حينها رغم انك لم تنتبه بأن أجسادنا متلاصقة لتلك الدرجة، كنتَ مُنسجِم بالمشاهدة وتبتسم،
كم بدوتَ طفلاً حينما بدأت تتحدث عن هذا البرنامج وكم إنكَ كنتَ تشاهده عندما كنتَ طفلاً،
عيناك تلمع كأنها عينان طفلٍ صغير،
تلكَ الابتسامة المرسومة على شفتيك اشعرتني بشعور غريب،
لأول مرة انظر بها لك وأشعر بذلك الشعور،

شعرت حينها وكأنكَ لستَ أرثر الذي اعتدت على رؤيته جادًا، حادُ المزاج.

"أتعلمين بأنه البرنامج المفضل لدي؟ أتريدين ان أخبركِ سرًا؟"
كلمة سرًا أشعلت الفضول بداخلي حينها،
"ما هوَ هذا السر؟"
"أتعلمين بأني لازلتُ اتابع هذا البرنامج رغم كُبر سني" ابتسمتُ حينَ  سمعتُ كلماتك لم أظنك طفولي لتلك الدرجة.

15/4حيث تعيش القصص. اكتشف الآن