نفور لحظي

414 84 20
                                    

مر أسبوع منذ مقابلة يوهان وجو ، كانت بمثابة ألم رأس ليوهان الذي كان يمر عليه جوو في اليوم الواحد مرتين وثلاثة مؤكدا على الموعد المتفق عليه، وكأنه سيربح اليانصيب إذا قام يوهان بذلك العمل!

خطا يوهان ذو الخامسة والعشرين عاما بسرعة قاطعا بهو استقبال المؤسسة الواسع، متجها إلى المصعد الذي دخله قبل إغلاق بابه بثوانٍ.

نظر لنفسه في مرايا جدرانه الأنيقة يهندم ملابسه الوقورة البسيطة ، بالتزامن مع قرع الجرس الخفيف لبابه معلنا وصوله للطابق المطلوب وموقع مكتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة.

خرج منه إلى بهو رخامي يقوده لغرفة المساعدة الشخصية، التي رحبت به تقول: مرحبا يا سيد يوهان، السيد ايم في انتظارك بالداخل، رجاء اتبعني.

وقادته مباشرة إلى باب عريض خشبي له طابع مبالغ فيه من الفخامة والبهرجة، فتحت الباب فظهرت طاولة اجتماعات كبيرة ذات مقاعد كثيرة تعجز عن عدهم من النظرة الأولى.

أشارت له إلى انعطاف في آخر الطريق الواسع الذي تتوسطه الطاولة الضخمة تقول: من هنا يا سيدي.

انعطف معها فوجد باب كريستالي تلمعُ عليه انعكاسات الأضواء كطيف المطر ذا الألوان الربانية الجميلة من الداخل، فتحته فإذا بها غرفة مكتب لها جدران رخامية حمراء تدل على ذوق أنيق ولكنه متفاخر أيضا.

وفى آخرها مكتب يتوسطه رجل متوسط الهيئة أصلع قليلا من الجبهة ممتلئ الجسد.

أومأ الرجل يحيه ويشير له إلى مقعد مكسو بالجلد الصناعي الفخم، كان المقعد بعيد نوع ما من مكتبه، أشار له بإصبعه السبابة  بحركة متعجرفة اعتادها يوهان من أصحاب المناصب العليا.

لكن شعوره بالضيق من ذلك، لا يفسر شعوره اللحظي بالنفور من هذا الرجل، الذي بدأ كلامه يقول بلهجة متعالية: سمعت عنك الكثير يا يوهان، أليس هذا اسمك؟ ناظرا في بعض الأوراق على مكتبه بذات الأسلوب المتعجرف.

رد يوهان بنبرة هادئة وواثقة: نعم هذا اسمي يا سيد ايم، هل لي أن أعرف فيما طلبت مقابلتي؟

كان رد يوهان باعتداد واضح، الطريقة التي لم تعجب الرجل الثري المتعجرف الذي أردف: نعم، هذا صحيح، أنا أحتاجك لدي طفل يتيم أهتم به، لكنه يفتقر للآداب العامة لذا أردت أن أعينك مرافق له.

يوهان باستغراب قال: مرافق له؟ ماذا تعني هذه الوظيفة بالضبط؟

ايم: تعني أن ترافقه على الدوام، ما الذي يحتاج شرحا في تلك الكلمة؟ بأسلوب مستفز متكبر.

رد يوهان باستنكار خالطه بعض الغضب : أعتقد أنك فهمت وظيفتي بطريقة خاطئة يا سيدي، أنا أعمل معلم في مدرسة المنطقة الثانوية بجانب ذلك أنا أع...

قاطعه ايم بوقاحة وقد رمى الأوراق من يده بحدة: أعلم، أعلم كل ما ستقوله ولكن العمل معي هو أمر سري للغاية ولن أسمح لك أبدا بالعمل مع أي شركاء آخرين لا وظيفتك الحكومية، ولا حتى وظيفتك الأخرى كمربٍّ لأبناء العائلات النبيلة، هذا لأنك ستعمل لدي أنبلهم وأكثرهم تأثير وستحصل على ثمن كل هذا بالتأكيد، لذا أنت محظوظ يا سيد يوهان لأنني اخترتك، للعمل عندي.

نهض يوهان يقول: أعتقد أنك يا سيد ايم لا تعلم طبيعة الشخص الذي تحادثه، أعتذر لك لن أستطيع العمل معك، وسأكتفي بوظيفتي الحكومية ووظيفة العائلات النبيلة العادية، أعتقد أني لا أصلح لأنبلهم وأكثرهم تأثيرا.

أنهى جملته الأخيرة بتهكم يرفع حقيبته من الأرض ويستدير ليخرج حتى سمع السيد ايم يصيح: ستندم، أنت بالتأكيد ستندم على تصرفك هذا، وستعود للعمل عندي مجبرا عندما تنفذ خياراتك أيها الوقح!!

رون جي ROWN G ☆ مكتملة ☆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن